الاتفاق التجاري الأميركي الصيني.. كيف تأثرت أسعار النفط والذهب والعملات؟

وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائب رئيس مجلس الوزراء الصيني ليو خه الأربعاء اتفاقا تجاريا أوليا، يشمل خطوات لتسوية حرب تجارية قائمة بين البلدين منذ نحو عامين، فما انعكاسات الاتفاق على أسعار النفط والذهب والعملات؟

وتضمن الاتفاق إلغاء أو تخفيف بعض الرسوم العقابية التي تفرضها الولايات المتحدة على السلع الصينية، في حين تلتزم الصين بإنهاء إلزام الشركات الأجنبية بالكشف عن تقنياتها مقابل السماح لها بالعمل في السوق الصينية.

ويهدف الاتفاق إلى زيادة كبيرة في المشتريات الصينية للمنتجات والسلع الزراعية المصنعة في الولايات المتحدة، وإمدادات الطاقة والخدمات الأميركية.

واتفاق "المرحلة الأولى" تتويج لفرض متبادل للرسوم بين الجانبين منذ 18 شهرا، وهو ما أدى إلى الإضرار بسلع قيمتها مئات المليارات من الدولارات وتكدير صفو أسواق المال وتعطل سلاسل الإمداد وإبطاء النمو العالمي.

وقال ترامب إن الاتفاق التجاري هو محور حملته الانتخابية للفوز بفترة رئاسية ثانية هذا العام، حيث وصفه بأنه "وحش كبير وجميل"، وذلك خلال تجمع انتخابي بمدينة توليدو في ولاية أوهايو الأسبوع الماضي.

وهنا نتعرف إلى تأثيرات الاتفاق:

النفط
قبل توقيع الاتفاق، تراجعت أسعار النفط اليوم الأربعاء بفعل مخاوف من أن الاتفاق ربما لا يعزز الطلب، إذ تعتزم واشنطن الإبقاء على رسوم جمركية على سلع صينية لحين استكمال المرحلة الثانية من الاتفاق.

ونزل خام القياس العالمي برنت 16 سنتا أو 0.3% إلى 64.33 دولارا للبرميل بحلول الساعة 07:45 بتوقيت غرينتش، وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكاس الوسيط الأميركي 15 سنتا أو 0.3% إلى 58.08 دولارا للبرميل.

وارتفعت مخزونات النفط الأميركية 1.1 مليون برميل، وفقا لما أظهرته بيانات من معهد النفط الأميركي، مخالفة توقعات بالتراجع.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن من المتوقع ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة النفطي إلى مستوى قياسي عند 13.30 مليون برميل يوميا في 2020، مدفوعا في الأساس بزيادة الإنتاج من منطقة الحوض البرمي في تكساس ونيو ميكسيكو.

وقالت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلا عن مصدر لم تسمه إن أعضاء رئيسيين في منظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفاءها (المجموعة المعروفة باسم أوبك+) بدؤوا مباحثات بشأن احتمال تأجيل قرار يخص تمديد خفض الإنتاج الحالي حتى يونيو/حزيران.

الذهب
ارتفع الذهب يوم الأربعاء في الوقت الذي سعى فيه المستثمرون لأصول أكثر أمانا، في ظل ضبابية بشأن تأثير الاتفاق.

وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.3% إلى 1550.60 دولارا للأوقية (الأونصة)، وربحت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4% لتبلغ 1551 دولارا.

وزاد الذهب 18% في العام الماضي لأسباب على رأسها نزاع الرسوم الجمركية المستمر منذ 18 شهرا وأثره على الاقتصاد العالمي.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، بلغ البلاديوم مستوى قياسيا مرتفعا عند 2204.29 دولارات للأوقية في وقت سابق من الجلسة، بفعل مخاوف بشأن عجز في الإمدادات، ويجري تداوله حاليا مستقرا عند 2194.70 دولارا.

وارتفعت الفضة 0.2% إلى 17.81 دولارا للأوقية، بينما تقدم البلاتين 0.5% إلى 988.50 دولارا.

العملات
تحركت العملات الرئيسية داخل نطاق ضيق يوم الأربعاء مع ترقب المستثمرين توقيع الاتفاق، واستقرت العملة الأميركية فوق أقل مستوى في أسبوع أمام منافسيها.

وقال نيل ميلور محلل أسواق الصرف لدى "بي.إن.واي ميلون" في لندن "لا أعتقد أن السوق مقتنعة تماما بانتهاء الصراع على جبهة التجارة، إذ إن القضية أصابت الاقتصاد العالمي بأضرار كثيرة".

ومقابل سلة من العملات الرئيسية المنافسة، استقر الدولار عند 97.29 نقطة، واستقرت العملة الصينية إلى حد كبير في السوق الخارجية.

ونزل الدولار الأسترالي -وهو مقياس متقلب نسبيا للتوترات التجارية- قليلا إلى 0.6893 دولار أميركي.

واستقر الجنيه الإسترليني على نطاق واسع عند 1.3014 دولار، بعدما مُني ببعض الخسائر في الجلسات السابقة بفضل تعليقات من صناع السياسات في البنك المركزي تميل صوب التيسير النقدي.

أما الأسهم الأوروبية فاستقرت قبل توقيع اتفاق التجارة، وارتفع المؤشر الأوروبي ستوكس 600 بواقع 0.04% بحلول الساعة 08:05 بتوقيت غرينتش.

وكان قطاع الرعاية الصحية الأفضل أداء في منطقة اليورو، بقيادة مكاسب شركة الأدوية السويدية أورفان بايوفيتروم التي بلغت 2.8%.