3 جسور مرتبطة بأنفاق بحرية.. "معبر شرق" تحفة معمارية تغير واجهة الدوحة
عماد مراد-الدوحة
بعد ستة أعوام من الحديث عن المشروع، أحيت قطر "معبر شرق" الذي يمر داخل مياه الخليج العربي ليربط أجزاء العاصمة الدوحة في أقرب نقاطها، ويحدث عند اكتماله نقلة نوعية على خريطة الحركة المرورية في البلاد.
المعبر الذي صممه المهندس المعماري العالمي سانتياغو كالاترافا، يعد أحد أهم المشاريع الإستراتيجية في قطاع البنية التحتية المزمع تنفيذها في الدولة، وأكثرها تقدما من الناحية التكنولوجية بالمنطقة، وسيشكل أيقونة معمارية جديدة ترمز لقطر ومعلما للدولة على مستوى العالم.
وسيصل "معبر شرق" بين مطار حمد الدولي شرق الدوحة ومنطقة الأعمال بالخليج الغربي والحي الثقافي كتارا ومدينة لوسيل بثلاثة جسور هي: جسر الخليج الغربي وجسر الحي الثقافي وجسر شرق، وجميعها مرتبطة ببعضها البعض عبر نفق مائي مغمور وبطول إجمالي يصل إلى 12 كيلومترا.
ويضم جسر الخليج الغربي -وهو هيكل مقوس مترابط بكابلات- طابقين وحديقة طولية ونظاما للعربات الكهربائية، ويمتد إلى جزيرة صممت على شكل مدرجات تشمل مرافق ترفيهية ومرسى سياحيا، في حين يتشكل جسر الحي الثقافي من سلسلة جسور معلقة بكابلات تمتد في منطقة الخليج الغربي بأشكال متدرجة لتكون جسرا طويلا.
هيكل أنبوبي
أما جسر شرق فيمتد من خلال هيكله الأنبوبي إلى المداخل المتاخمة لمطار حمد الدولي، وبتصميمه الفريد ومناظره الخلابة سيمكن زوار الدوحة من رؤية أفق المدينة بأبنيتها الجميلة، كما صمم النفق المائي المغمور الذي يربط الجسور الثلاثة من خلال هياكل مقاومة للحريق، بالإضافة إلى نظم التهوية المتقدمة ومسارات الطوارئ.
الجدول الزمني للمشروع -وفقا لإعلان هيئة الأشغال العامة- يتضمن قيام الشركات المحلية بتشكيل تحالف مع أخرى دولية وتقديم قائمة بتلك التحالفات منتصف يناير/كانون الثاني المقبل لبدء طرح المشروع للمناقصة في الشهر التالي، وبدء تنفيذ المشروع بالربع الثالث من 2020.
يخدم "معبر شرق" الكثير من المناطق الحيوية بما فيها ملاعب كأس العالم لكرة القدم المقرر في الدوحة "مونديال قطر 2022" مثل ملعب رأس أبو عبود بمنطقة الكورنيش، ملعب لوسيل الذي سيشهد افتتاح ونهائي البطولة الأهم عالميا، ومع اكتمال الطريق يستطيع رواد الطريق القادمين من منطقة رأس أبو عبود الوصول إلى الخليج الغربي في نحو سبع دقائق.
محلية ودولية
مدير شؤون المشروعات بهيئة الأشغال العامة المهندس يوسف العمادي أوضح -في تصريح للجزيرة نت- أن "أشغال" عقدت جلسة تعريفية عن المشروع مع الشركات المحلية، ودعتهم خلالها إلى تشكيل تحالفات عالمية لتنفيذ هذا المشروع الضخم.
ويضيف العمادي أن الجلسة تضمنت عرضا تقديميا عن تفاصيل المشروع والجدول الزمني لطرح المشروع وبدء تنفيذه وتقديم طلباتهم للمناقصة من خلال تشكيل شراكة وتحالف بين شركات محلية ودولية، معربا عن ثقة الدولة في المقاولين المحليين وقدرتهم على تنفيذ هذا المشروع بالجودة والوقت المطلوبين.
ويحتوي المشروع -كما يقول المهندس العمادي- على عناصر إنشائية حيث تشمل تنفيذ جسور وطرق بميول جانبية، بالإضافة إلى نفق مائي يصل طوله إلى كيلومتر واحد لضمان استمرارية حركة الملاحة للسفن بشكل انسيابي دون إعاقة لمرور السفن فوق النفق.
يُشار إلى أن "أشغال" كانت قد أعلنت في 16 ديسمبر/كانون الأول 2013 عن مشروع "معبر شرق" وبدأت اعتبارا من 2014 في تعريف الشركات العالمية بتفاصيله، على أن يبدأ العمل في تنفيذ العناصر الأساسية للمشروع خلال 2015، بما يتيح الانتهاء من المشروع بالكامل خلال 2021.