أسواق الأسهم بأعلى مستوى منذ 2007

صعدت أسواق الأسهم العالمية في العام 2013 إلى أعلى مستوى في ست سنوات مدعومة بتفاؤل المستثمرين بأن يواصل الاقتصاد العالمي الانتعاش في 2014، فقد أغلق مؤشر أم.أس.سي.أي للأسهم العالمية -والذي يشمل جميع الدول- في آخر أيام العام عند 407.30 نقاط، وهو أعلى مستوى له منذ آخر 2007، ويتجه المؤشر إلى إنهاء العام على مكاسب تبلغ 10%.

وحسب استطلاع رأي أجرته وكالة رويترز للأنباء فإنه من المتوقع أن تحقق الأسهم الأوروبية في 2014 مستوى قياسيا جديدا، بينما ينتظر أن تسجل الأسهم الصينية والأميركية وباقي الأسواق الرئيسية مكاسب كبيرة. غير أن مؤشر الأسواق الناشئة مثل الصين وجنوب أفريقيا والبرازيل والهند سجل هبوطاً في 2013 بنسبة 5%، مع وجود قلق من تأثيرات تقليص برامج التحفيز النقدي في الولايات المتحدة على تلك الأسواق.

وفي الولايات المتحدة حققت بورصة وول ستريت أحسن أداء لها منذ 1997 بزيادة قدرها 29%، وقد سجل أكثر من 450 سهم شركة مدرجة في مؤشر ستاندرد أند بورز500 القياسي ارتفاعات كبيرة بنهاية العام 2013، وقد كانت هي الأكبر منذ شرع في تسجيل بيانات هذا المؤشر عام 1980.

الأسهم الأوروبية
وفي أوروبا سجلت مؤشرات الأسهم أكبر مكاسب سنوية منذ 2009، حيث ارتفعت بنسبة 16% خلال أشهر العام 2013. ورغم أن صعود سوق الأسهم لا يزال يواجه مخاطر من عوامل مثل الارتفاع المحتمل في أسعار السندات أو الزيادة في أسعار النفط بسبب الاضطرابات في الشرق الأوسط وأفريقيا، يتوقع المتعاملون أن يواصل الانتعاش التدريجي للاقتصاد العالمي دعم الأسهم في 2014.

وقد أغلق مؤشر كاك40 الفرنسي العام مرتفعا بنسبة 18%، وصعد مؤشر داكس الألماني 26% مسجلاً مستويات قياسية مرتفعة، وقد تفوقت البورصة الألمانية على المؤشرات الأوروبية الرئيسية نتيجة تفضيل المستثمرين لأسهم أكبر اقتصاد أوروبي. وفي بريطانيا صعد مؤشر فايننشال تايمز100 بنسبة 14.4% خلال 2013.

وفي آسيا كانت حصيلة أسواق الأسهم الرئيسية متباينة، فقد أنهى مؤشر نيكي القياسي للأسهم اليابانية آخر جلسة تداول في 2013 مرتفعا 0.7% ليحقق أعلى مستوى له في ست سنوات، وختم العام على مكاسب قدرها 57% وهي الأكبر في أكثر من 40 عاما. وقد تلقى المؤشر دعماً من خطط التحفيز الاقتصادية الكبيرة التي نفذها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي والبنك المركزي الياباني.

بالمقابل، كانت سوق الأسهم الصينية إحدى أسوأ البورصات العالمية أداء خلال 2013، حيث تراجع مؤشر سوق شنغهاي بنسبة 6.75%، ويفسر هذا الانخفاض بتأثير شح السيولة لدى البنوك الصينية، وبروز مخاوف من تداعيات على نمو ثاني أكبر اقتصادات العالم.

الأسواق العربية
حقق المؤشر العام لسوق أبوظبي أكبر مكاسب في خمس سنوات حيث زاد منذ بداية العام بنسبة 62.3%. وقد استفادت هذه السوق من التعافي العام للاقتصاد الإماراتي، وحاولت سوق أبوظبي اللحاق ببورصة دبي المجاورة التي ارتفعت بنسبة 105.4% منذ بداية العام.

وكان التعافي القوي للقطاع العقاري في دبي حافزا لأداء مؤشر سوق الأسهم في 2013، وتحسنت توقعات الأداء الكلي بعد أن فازت الإمارة بحق استضافة معرض إكسبو 2020، وإدراج بورصة دبي على مؤشر أم.أس.سي.أي للأسواق الناشئة.

وأنهى مؤشر السوق السعودية آخر جلساته لعام 2013 على ارتفاع طفيف بنسبة 0.2% مغلقا عند مستوى 8536 نقطة، ليسجل بذلك مكاسب بنسبة 26%، أي ما يعادل تحقيق 1735 نقطة خلال عام 2013 مقارنة بنهاية عام 2012.

وقد استفادت البورصة السعودية من زيادة الإنفاق الحكومي وتحسن الوضع الاقتصادي العام للمملكة، غير أن حملة السلطات على العمالة المخالفة أدت إلى نقص أعدادها، وهو ما يلقي بظلال سلبية على قطاعات أبرزها البناء وتجارة التجزئة والبنوك.

قطر والكويت
وفي قطر صعد مؤشر بورصتها العام بنسبة 24.2% ويعزى هذا الصعود في جزء منه إلى ترقية سوق قطر وإدراجها على مؤشر أم.أس.سي.أي للأسواق الناشئة.

وارتفع مؤشر بورصة الكويت بنسبة 27.2% خلال العام 2013، وقد حقق زيادة كبيرة في الأشهر الأولى للعام مدفوعا بتوقعات المستثمرين بأن تعلن الحكومة عن مخطط إنفاق كبير، إلا أن السوق خسرت 10% من قيمتها منذ مايو/أيار الماضي بعدما أصيب المستثمرون بخيبة أمل من خطوات الحكومة.

وفي مصر ارتفع المؤشر الرئيسي لبورصة القاهرة بنسبة 24.2% خلال أشهر العام 2013، وقد حققت قفزة كبيرة منذ يوليو/حزيران الماضي بعد بروز آمال المستثمرين بتعافي الاقتصاد المصري المتعثر منذ العام 2011. كما زاد المؤشر العام لبورصتي البحرين وسلطنة عمان بـ17.2% و18.6% على التوالي.