أسبوع أوروبي للطاقة المستدامة

المفوض الأوروبي يصل بسيارة لا تستهلك الكثير من الطاقة : اعتماد الطاقة المستدامة جزء من أهداف سطرها الاتحاد الأوروبي للحد من الاستعمال المفرط للطاقة والحفاظ على البيئة
undefined

لبيب فهمي-بروكسل

تشهد المدن الأوروبية الدورة الثامنة للأسبوع الأوروبي للطاقة المستدامة والذي ينتهي غدا الجمعة 28 يونيو/حزيران الجاري بعدما انطلق في 24 من الشهر نفسه، وتحمل التظاهرة هذا العام شعار "خطوة صغيرة من جانبك، قفزة عظيمة لأوروبا".

وتنظم خلال هذه الأيام العديد من الأنشطة التي تعرض خلالها مجموعة من الحلول والاقتراحات بشأن فاعلية استخدام الطاقة والطاقة المستدامة، وأفضل ممارسات التمويل في هذا المجال، واستكشاف كيفية تحسين الأطر التنظيمية. كما يجتمع أصحاب المصلحة من مختلف أنحاء الاتحاد الأوروبي وخارجه لتبادل الأفكار والخبرات وبناء التحالفات للتحول نحو استعمال طاقة مستدامة بشكل أكثر في المستقبل في جميع الدول الأوروبية.

وقد حدد الاتحاد الأوروبي لنفسه، في وثيقة إستراتيجية "أوروبا عام 2020″، أهدافا طموحة في مجال الطاقة والتغير المناخي عبر العمل على خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، والاعتماد على الوقود الأحفوري.

وقال المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة غونتر أوتينغر خلال افتتاح الأسبوع "يلعب أسبوع الطاقة المستدامة دورا هاما في المساعدة على إبقاء هذه الأهداف على رأس الأجندات البيئية وفي مجال الطاقة سواء بالنسبة للاتحاد الأوروبي أو للدول".

وتعد التظاهرة أهم حدث شهدته بروكسل خلال هذا الأسبوع هو مؤتمر سياسي شاركت فيه مجموعة كبيرة من الخبراء على مدى ثلاثة أيام ضم أكثر من أربعين ورشة حضرها حوالي أربعة آلاف شخص، وركزت بشكل خاص على مسألة تمويل الطاقة المستدامة.

مشاركون في مؤتمر أقيم بمناسبة أسبوع الطاقة المستدامة ركزوا على الدور الذي يمكن للقطاع الخاص أن يلعبه ليصبح مصدرا هاما لتمويل هذا القطاع

مسألة التمويل
وترى الخبيرة في الشؤون الأوروبية كيارا دي فيليسي في حديثا للجزيرة نت أنه بسبب الوضع الاقتصادي الحالي يميل المستثمرون إلى أن يكونوا أكثر حذرا عند اتخاذ قرارات بشأن الاستثمار في الطاقة. لذلك فقد ركز المؤتمر على الدور الذي يمكن للقطاع الخاص أن يلعبه ليصبح مصدرا هاما للتمويل، وكذلك على كيفية استخدام الأموال العامة المتاحة على المستوى الوطني والأوروبي بأفضل طريقة ممكنة لتعزيز هذا القطاع.

كما يعد أبرز حدث يشهده هذا الأسبوع الأوروبي هو الإعلان عن الفائزين بجوائز الطاقة المستدامة الأوروبية، والتي تمنح لمشاريع واقتراحات تقدم أمثلة طموحة ومبتكرة في مجال كفاءة استخدام الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة والنقل النظيف. ويتم عرضها كأمثلة متميزة لإلهام الآخرين في جهودهم الرامية إلى اعتماد الطاقة المستدامة، ومن أصل 224 من المشاريع المقدمة فازت ستة مشاريع في خمس فئات هي التواصل والاستهلاك والتعلم والعيش والسفر، إضافة إلى جائزة تقديرية.

ومن بين المشاريع التي فازت تعاونية للطاقة الشمسية مملوكة لبريطانيين، ويتوقع أن تصبح أكبر مشروع للطاقة الشمسية مملوكة للمواطنين في العالم. ويقول عضو مجلس إدارة التعاونية آدم تواين للجزيرة نت "كنا نأمل دائما أن يتحول نجاح المشروع لمثال يلهم مواطنين آخرين في أماكن أخرى في العالم. وتصلنا حالياً العديد من الطلبات للحصول على المشورة والدعم".

فرصة لأوروبا
وقد شدد المفوض الأوروبي لشؤون للطاقة على أن "الطاقة المستدامة ليست خياراً أو ترفاً، وهي أيضا ليست مجانية. ولكن إذا حصلت الشركات وكذلك الأفراد على التمويل الذي يحتاجونه، وإذا فهم المستثمرون أهمية الاستثمار في هذا القطاع وإذا عمل القطاعان العام والخاص معاً فيمكن أن يكون هناك إنتاج للطاقة المستدامة في أوروبا بشكل كبير، وسوف يجلب ذلك الوظائف والأرباح والأمن ونوعية أفضل للحياة للجميع".

ووفقا لتقرير وكالة الطاقة الدولية صدر أمس الأربعاء فإن موارد الطاقات المتجددة ستشكل حوالي رُبع إنتاج الكهرباء في العالم بحلول 2018، مما يشكل ارتفاعا بحوالي 20% مقارنة بالعام 2011. وقال التقرير إن المصادر المتجددة ستتفوق في إنتاجها للكهرباء على الغاز الطبيعي، وستشكل ضعفي الطاقة النووية بحلول 2016.

المصدر : الجزيرة