معاناة مزدوجة للصيادين بالفاو العراقية

صيادون في الفاو
undefined

عبد الله الرفاعي-البصرة

كانت مهنة صيد الأسماك ولا تزال المهنة الرائجة بين سكان مدينة الفاو العراقية التي تقع على حافة الخليج العربي الشمالية، في وقت انحسرت الزراعة بشكل كبير بسبب تصحر الأراضي الفلاحية من جهة، واتجاه المزارعين للعمل في شركات النفط من جهة أخرى. 

وواجه قطاع صيد الأسماك سواء في شط العرب أو في مياه الخليج عقبات كثيرة لم تكن موجودة قبل عام 2003، حيث يتعرض الصيادون بين فترة وأخرى لحالات احتجاز ومصادرة سفنهم من قبل خفر السواحل الكويتي والإيراني، كان آخرها احتجاز ثلاثة صيادين من قبل إيران يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين لم تستطع الحكومة العراقية التنسيق مع الدولتين لوضع حد لتلك التجاوزات بحسب مسؤولين وصيادين.

ولم تتوفر أي تعليقات من مسؤولي البلدين ترد على هذه الاتهامات التي يتحدث عنها صيادو الفاو.

التميمي أكد أن الصيادين باتوا في حاجة لدعم فوري من الحكومة (الجزيرة)
التميمي أكد أن الصيادين باتوا في حاجة لدعم فوري من الحكومة (الجزيرة)

الفترة الذهبية
ويؤكد رئيس جمعية النصر لصيد الأسماك في قضاء الفاو  بدران عيسى أن الصيادين كانوا في السابق يعيشون ما وصفها بالفترة الذهبية، حيث كانوا يوفرون أكثر من 150 طناً من الأسماك المتنوعة في اليوم الواحد، إلا أنه في الوقت الحاضر، وبسبب عدم وجود دعم حكومي واستمرار المشاكل مع دول الجوار، تقلصت كمية الصيد إلى خمسة أطنان فقط.

وذكر عيسى للجزيرة نت أن المهنيين بحاجة إلى دعم الحكومة المحلية لتوفير الوقود اللازم لتشغيل سفن الصيد، بغرض إنعاش هذا القطاع من جديد، علما أنه يعتبر مجالا يوفر فرص العمل لشريحة كبيرة من الصيادين تقدر بعشرة آلاف، فضلاً عن تزويد السوق المحلية بأنواع متعددة من الأسماك.

ويقول المتحدث الرسمي باسم صيادي الأسماك في الفاو عبد الحسين شذر التميمي إن الصيادين الذين كانوا من ضحايا الحروب السابقة باتوا الآن كذلك من ضحايا مشاكل تحصل لهم بين فترة وأخرى أثناء ممارستهم مهنتهم داخل المياه الإقليمية للعراق بعد سقوط النظام السابق.

وصرح للجزيرة نت بأن هناك سفنا تحطمت في السواحل الكويتية بعد سحبها دون أن يحصل أصحابها على التعويض، مثل سفينة الصياد العراقي محمد يعقوب يوسف وسفينة البشير لمالكها نعمان عبد الإله، كاشفا عن وجود صيادين عراقيين رهن الاعتقال في دولة الكويت منذ العام 2011 ولم يطلق سراحهم لحد الآن.

ولفت إلى أن جمعية الصيادين قدمت وثائق وصورا للحكومة العراقية تسلط الضوء على ما وصفها بالتجاوزات بغرض إجراء اللازم.

عدد سفن الصيد تقلص من 6 آلاف إلى 500 فقط بسبب الأزمة(الجزيرة)
عدد سفن الصيد تقلص من 6 آلاف إلى 500 فقط بسبب الأزمة(الجزيرة)

تصريحات فقط
بالمقابل، أشار التميمي إلى أن هناك 24 نائبا يمثلون البصرة في مجلس النواب إلا أنه لا أحد منهم زار الفاو رغم أنهم يصدرون تصريحات تدعو للوقوف إلى جانب الصيادين، موضحا أنه يرى أن تلك التصريحات لا قيمة لها، إذ إن الحكومة العراقية لم تقم لحد الآن بالدفاع عن مواطنيها العاملين في البحر.

وفي المرفأ المخصص لرسو زوارق وسفن الصيد في الفاو الذي زارته الجزيرة نت والذي يطلق عليه العامة اسم النقعة، قال الصياد حسين محمد إن أكثر من 5 آلاف صياد توقفوا عن العمل واتجهوا إلى أعمال أخرى بعيداً عن الصيد، مؤكدا للجزيرة نت أن ذلك حصل بسبب تجاوزات دول الجوار وصعوبة الحصول على وقود لتشغيل السفن.

في حين أشار الصياد عبد المنعم نجم الدوسري إلى المضايقات التي تعرضوا لها، مبيناً في حديث مع الجزيرة نت أنهم لا يستطيعون العمل في خور عبد الله خشية التعرض لما وصفها بالاعتداءات.

يذكر أن عدد سفن الصيد في قضاء الفاو قد تراجع من ستة آلاف سفينة خشبية (لنش) ومعدنية صغيرة الحجم خلال سبعينيات القرن الماضي إلى 500 سفينة فقط، وكل سفينة يعمل على متنها ما بين ستة و14 صياداً.

المصدر : الجزيرة