سوريا تعود لسياسات اقتصادية اشتراكية

epa02852659 Syrians are seen bying food at Sheik Mohi El-Deen market in the old town of Damascus, Syria on 2 August 2011. The holy month of Ramadan marks the time when the Muslim holy book the Koran was revealed to the Prophet Mohamed and is marked with dawn-to-dusk fasting and religious reflection. Syria has seen more than four months of unrest it blames on armed groups and foreign conspiracy. Opposition figures have already vowed to stage daily night protests nationwide to increase pressure on the government to meet their demands. EPA/YOUSSEF BADAWI
undefined

عادت المتاجر الحكومية في سوريا للانتعاش في الفترة الماضية مع اضطرار دمشق للتراجع عن خطوات سابقة باتجاه التحول لاقتصاد السوق، وذلك في محاولة النظام لتخفيف المصاعب على الفقراء واحتواء الاضطرابات الناتجة عن الأزمة التي تعيشها البلاد.

وكانت المتاجر المذكورة، وهي نتاج سياسات التأميم في ستينيات القرن الماضي، قد فقدت بريقها بعد ما قام به الرئيس السوري بشار الأسد في 2005 من سياسات لتحقيق تحرير محدود للاقتصاد، والذي زاد من تنوع المنتجات المعروضة بالمتاجر الخاص وبرز الإنفاق الاستهلاكي.

ويقول نذير خطيب، وهو بائع خضر بضواحي دمشق، إنه لم يكن معتادا الذهاب إلى الجمعيات التعاونية الحكومية، ولكنه بحاجة الآن للحصول على منتجات منخفضة السعر بما يزيد على 30% على أسعار الاحتياجات الأساسية، بما فيها حصته التموينية من الأرز والسكر.

وبالنسبة إلى أغلب محدودي الدخل بسوريا فإن الأسعار الرخيصة في المتاجر الحكومية تبعث بعض الارتياح من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها سوريا منذ اندلاع الثورة على نظام الأسد، ومن ملامح هذه الأزمة تعطلت مصادر الاحتياطي من العملات الأجنبية من صادرات نفطية وسياحة ونزيف العملة المحلية.

مصرفي بدمشق، طلب عدم نشر اسمه، قال إن "السلطات تدرك أن انهيار الاقتصاد سيسرع بسقوط النظام لذلك فهي تقوم بكل شيء ممكن لمنع ذلك حتى إن جاء على حساب زيادة عجز الميزانية

أولويات سياسية
ويرى رجل أعمال سوري عضو بمجالس إدارات عدد من الهيئات شبه الحكومية أن السياسة الاقتصادية الآن متعلقة بالأولويات السياسية، وبالنسبة لنظام الأسد فهي تتمثل الإبقاء على السلطة.

وصرح مصرفي بدمشق، طلب عدم نشر اسمه، بأن "السلطات تدرك بأن انهيار الاقتصاد سيسرع بسقوط النظام لذلك فهي تقوم بكل شيء ممكن لمنع ذلك حتى إن جاء على حساب زيادة العجز، والذي لا يعرف أحد حقيقة حجمه سوى الدائرة المقربة من النظام".

ويقول اقتصاديون مستقلون إن الانكماش الاقتصادي بسوريا تفاقم وانقطعت مناطق كبيرة من البلاد عن مراكز الإنتاج الصناعية الكبرى بسبب القتال والقصف المستمر منذ أشهر، كما زادت نسبة التضخم لتناهز حاليا 30%.

وصرح مدير جمعية تعاونية حكومية في منطقة ريف الشام القريبة العاصمة، أحمد إسماعيل الكشك، بأنه تم خفض الأسعار في منافذ التعاونية بما بين 15 و25% بغرض توفير الحاجيات الأساسية لا سيما الغذائية منها.

وسيلتهم الدعم الحكومي لأسعار المواد الأساسية قرابة 30% على الأقل من نحو 27 مليار دولار تعتزم دمشق إنفاقها هذا العام حسب بيانات الموازنة العامة، ويوضح اقتصاديون ومصرفيون أن الحكومة تسحب من الاحتياطي من النقد الأجنبي وتطبع نقودا جديدة لتمويل العجز، والذي يتوقع أن يرتفع رسميا بشدة ليبلغ 6.7% في 2012، نتيجة تقلص إيرادات الضرائب والجمارك وارتفاع فاتورة دعم الطاقة.

المصدر : رويترز