6 مليارات دولار سوق التكييف بالخليج سنويا

جانب من الجلسة الافتتاحية لقمة الشرق الاوسط لتبريد المناطق.BM2P.BMP3.bmp
undefined

محمد أفزاز-الدوحة

بدأت اليوم في العاصمة القطرية الدوحة فعاليات قمة الشرق الأوسط الرابعة لتبريد المناطق، وسط توقعات بأن تتسع رقعة استخدام هذا النوع من أنظمة التكييف المركزية، في ظل تسارع معدلات النمو الاقتصادي والتطور الديمغرافي، ومتطلبات التنمية الشاملة على المدى البعيد.

ويقوم نظام "تبريد المناطق" على بناء محطة مركزية لتبريد المياه، التي يتم ضخها في المباني ضمن نطاق جغرافي محدد عبر شبكة من الأنابيب المعزولة والمدفونة تحت الأرض، ثم تتولى شبكة أنابيب ثانوية في المباني ذاتها توزيع المياه المبرّدة التي ينتج عنها هواء يوفر أجواء باردة ومكيّفة.

وقدر متخصصون في تصريحات للجزيرة نت حجم سوق التكييف بمنطقة الخليج بستة مليارات دولار سنويا، تضاف إليها استثمارات مستدامة تتراوح ما بين ثمانية وعشرة مليارات دولار لإقامة محطات مركزية لتبريد المناطق.

وفي هذا الصدد، قال رئيس المؤتمر والرئيس التنفيذي لشركة دي سي برو لهندسة التبريد جورج برباري إن حجم سوق التكييف في دول مجلس التعاون تقدر حاليا بنحو ستة مليارات دولار، وتشمل مبيعات التجهيزات وسعر التركيب.

وأضاف للجزيرة نت أن هذه الأرقام مرشحة للارتفاع خلال السنوات المقبلة بسبب تزايد عدد السكان وتحسن مستويات العيش لدى الأفراد، وما يستتبع ذلك من نمو في معدلات الاستهلاك.

وأوضح جورج برباري أن عدد المحطات المركزية المخصصة لتبريد المناطق في الخليج تربو على 150 محطة تستخدم نحو 4 ملايين طن تبريد، مشيرا إلى أن الطن الواحد يكلف ما بين 2000 و2500 دولار، وهو ما يعني استثمارات كلية تقدر بما بين ثمانية وعشرة مليارات. وأن محطة مركزية تستخدم نحو 40 ألف طن تكلف استثمارات تناهز 100 مليون دولار.

وحذر من أن أنظمة التكييف والتبريد التقليدية تستهلك كميات ضخمة من الطاقة يتم توليدها من خلال النفط والغاز، وهو ما يقلص فرص التصدير، ويحرم الأجيال المقبلة من إيرادات أساسية لبناء المستقبل. بيد أن اعتماد أنظمة تبريد المناطق -يقول جورج برباري- يمكّن من توفير استهلاك الطاقة الموجهة للتكييف بنحو من 40 إلى 50%.

عدد المحطات المركزية المخصصة لتبريد المناطق في الخليج تزيد على 150 محطة تستخدم نحو 4 ملايين طن تبريد، وتصل كلفة الطن الواحد ما بين 2000 و2500 دولار، وهو ما يعني استثمارات كلية تقدر بما بين ثمانية وعشرة مليارات دولار
"

مونديال 2022
وعبر برباري عن اعتقاده بأن قطر بحاجة لاستثمارات بنحو مليار دولار لتبريد 10 ملاعب خلال مونديال 2022، وقال إن تبريد ملعب واحد يحتاج على الأرجح إلى 30 ألف طن تبريد، مشددا على أهمية دمج محطات التبريد التي سيتم إنشاؤها بهذه المناسبة، ضمن منظومة تبريد وطنية شاملة.

ومن جهته، كشف مدير إدارة خدمات التبريد بالمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء محمد إبراهيم السادة أن المؤسسة بصدد التحضير لإصدار تشريعات تقنن مشاريع تبريد المناطق، لضمان أفضل الاستخدامات للتكنولوجية المتطورة بهدف تجنب الهدر الكهربائي والمائي.

وأكد للجزيرة نت أن هذه التشريعات ستصدر بنهاية العام المقبل، بالموازاة مع تنفيذ دراسة لتقدير تكاليف استفادة العملاء من مخرجات أنظمة تبريد المناطق.

 وأشار إلى أن مؤسسة كهرماء تحدوها رغبة في توفير شبكة تبريد على غرار شبكة الكهرباء والماء لتشمل أغلب مرافق البلاد.

ولفت إلى أن كهرماء دخلت في محادثات مع شركتيْ قطر-كول و"مرافق" اللتين تديران مناطق للتبريد في البلاد، لدفعهما إلى استخدام المياه المعالجة بدل مياه الشرب.

خفض تكلفة المباني
وبدوره، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة إمباور لأنظمة الطاقة بدبي أحمد محمد بن شعفار إن استخدام أنظمة تبريد المناطق يوفر نحو 20% من تكلفة الاستثمار في قطاع التشييد والبناء.

وأضاف للجزيرة نت أن المطور للمبنى يوفر استثمارات مهمة لدى تشييده البنية التحتية للمشروع، حيث يؤدي وجود محطة تبريد مركزية إلى تقليص حجم المحطات الفرعية الخاصة بهذا المبنى بنحو 70 %.

وتوقع أن تشهد منطقة الخليج طفرة كبيرة على صعيد استخدامات محطات تبريد المناطق، حيث قدر السعة المستقبلية لهذه المحطات بما بين 15 و20 مليون طن تبريد، مقابل أكثر من 4 ملايين طن في الوقت الحالي.

أما مدير الاستدامة بشركة كيو بي أم لإدارة المشاريع صلاح نزار فقال إن أنظمة تبريد المناطق تناسب الهندسة المعمارية العالية الجودة.

وأضاف -في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر- أن هذه الأنظمة لا يصدر عنها الكثير من الضوضاء والغازات الدفيئة، ولا تشوه الجمال العام، كما أنها تخفض تكلفة التثبيت، وتسمح باستخدام تكنولوجيا متطورة، خلافا لأنظمة التبريد المتفردة.

المصدر : الجزيرة