صندوق لدعم المحتاجين في أوروبا

صورة من الندوة الصحفية : الازمة الاقتصادية المالية تفرض على الاتحاد الاوروبي إنشاء صندوق لدعم الفقراء
undefined

لبيب فهمي-بركسل

قدمت المفوضية الأوروبية تفاصيل اقتراح لإنشاء صندوق أوروبي جديد لدعم المحتاجين في الاتحاد الأوروبي تصل ميزانيته إلى 2.5 مليار يورو للفترة ما بين 2014 و2020.

والهدف من الصندوق الجديد هو "تقديم المساعدة المادية لأكثر الفئات حرمانا" و"مساعدتهم على الاندماج في المجتمع"، كما أوضح المفوض الأوروبي للتوظيف والشؤون الاجتماعية أندرو لازلو، بمؤتمر صحفي في بروكسل.

وشدد على أنه حريص على توسيع نطاق التطبيق ليتجاوز تقديم المساعدات الغذائية فقط.

وتضغط بروكسل ليحل الصندوق الأوروبي لدعم المحتاجين محل البرامج التقليدية لتوزيع الغذاء مجانا التي تطبقها بعض الحكومات الأوروبية، وتوسيع دائرة التطبيق لتشمل توزيع السلع الأساسية الأخرى مثل الملابس وتدابير تتعلق بدعم الاندماج الاجتماعي.

وأوضح أندور لازلو أن العمل سيركز على السكان المشردين والأطفال الذين يعانون من محدودية الموارد.

وقال إن الأموال المتاحة لكل بلد في هذا الإطار سيتم استعمالها من خلال المنظمات والجمعيات الخيرية، مشددا على أن هذه الأموال لن يسمح باستعمالها لأغراض أخرى، "فلن تكون هناك امتيازات لأية دولة أو قطاع".

سوء استخدام الأموال
وتقول الخبيرة في الشؤون الأوروبية، فيليشي كيارا، للجزيرة نت هناك تخوف من أن تستعمل بعض الدول هذه الأموال لدعم قطاعها الزراعي، مذكرة بأن الاتحاد الأوروبي يخصص كل عام مخصصات مالية من خلال ميزانية السياسة الزراعية المشتركة لتمويل برامج للتوزيع المجاني للمواد الغذائية. وبحسب بعض التقديرات فقد ساعد البرنامج حوالي 18 مليون شخص في أوروبا منذ إنشائه.

وفقا لبيانات من المفوضية الأوروبية يوجد في الاتحاد الأوروبي حوالي 116 مليون شخص يعيشون تحت عتبة الفقر، حوالي أربعين مليونا منهم لا يستطيعون تناول وجبة مع اللحم أو الدجاج أو السمك كل يومين

وتسعى المفوضية من خلال هذا الصندوق الجديد إلى مساعدة الدول الأعضاء على تقديم الدعم المالي للمواطنين الفقراء من جهة وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء على المستوى الأوروبي لتحسين الخطط الوطنية، من جهة أخرى.

وتضيف كيارا أنه قد تم إنشاء الصندوق الأوروبي لدعم المحتاجين لإيجاد حل للمنتجات الزراعية التي يسحبها الاتحاد الأوروبي من الأسواق لتصحيح أزمة الأسعار، كما أن زيادة الطلب من قبل الطبقات الدنيا للمساعدة، بسبب الأزمة المالية والاقتصادية، دفعت المفوضية إلى تخصيص مزيد من الأموال في السنوات الأخيرة لشراء المواد الغذائية في الأسواق التقليدية وهي طريقة للتدخل لم تعد كافية. 

116 مليون فقير
ووفقا لبيانات من المفوضية الأوروبية يوجد في الاتحاد الأوروبي حوالي 116 مليون شخص يعيشون تحت عتبة الفقر، حوالي أربعين مليونا منهم لا يستطيعون تناول وجبة مع اللحم أو الدجاج أو السمك، أو ما يعادلها من المنتجات النباتية، كل يومين وهو ما تعرفه منظمة الصحة العالمية بأنه حاجة أساسية. كما يضم الاتحاد الأوروبي 25.4 مليون طفل مهدد بخطر الفقر.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيه مانويل باروسو عقب الإعلان عن المقترح "نحن بحاجة على المستوى الأوروبي إلى آليات جديدة للتضامن وموارد مناسبة لمساعدة المحرومين والفقراء، الذين غالبا ما يعيشون في حالة من العوز الاجتماعي الحقيقي. وهذا ما يهدف إلى توفيره هذا الصندوق الأوروبي لدعم المحتاجين".

وفي تعليق على الإعلان عن إنشاء الصندوق تقول ناتالي دوبري، العاملة بشكل تطوعي في قطاع دعم المشردين، "يجب أن نرى تأثير هذه البرامج على أرض الواقع قبل الحكم عليها. فنحن نواجه يوميا ارتفاعا لعدد الذين ألقت بهم الأزمة المالية والاقتصادية إلى الشارع وننتظر أن تكون هذه البرامج فعالة وتصب في تحقيق الأهداف المرجوة، أي مساعدة المحتاجين وخاصة إعادة دمجهم في الحياة اليومية".

المصدر : الجزيرة