مسعى عُماني لتعزيز السياحة

المناظر الخريفية بصلالة

منظر طبيعي في مدينة صلالة (الجزيرة نت)

طارق أشقر-مسقط

تمكنت عُمان من توظيف موسم الخريف -الذي يمتد من يونيو/حزيران وحتى سبتمبر/أيلول- سياحيا في محافظة ظفار بجنوب السلطنة حيث يسود المحافظة جو خريفي ممطر منخفض الحرارة مشبع بالضباب.

وحرصا من الدولة على الترويج للسياحة في هذه المحافظة تقيم كل عام مهرجان صلالة السياحي، الذي يسجل إقبالا كبيرا من السياح من داخل وخارج البلاد.

وأظهرت إحصائية حديثة لزوار خريف صلالة 2010 صادرة عن وزارة الاقتصاد الوطني العمانية، أن عدد زوار المحافظة خلال الفترة من 21 يونيو/حزيران إلى 17 أغسطس/آب الماضيين وصل إلى 228.425 زائرا وأن 92.06% منهم من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي.

كما أشارت الإحصائية أيضا إلى أن العمانيين يشكلون النسبة الكبرى من زوار المحافظة حيث وصلوا إلى 59.5% من إجمالي عدد زوار الخريف يليهم الإماراتيون بنسبة 25.79%، فالسعوديون بنسبة4.74% ثم الهنود بنسبة 3.55% والنسبة المتبقية تتوزع على جنسيات أخرى عربية وآسيوية وغيرها.

سالم المعمري: تسعى الحكومة لأن تسهم السياحة بـ3% من إجمالي الناتج المحلي (الجزيرة نت)
سالم المعمري: تسعى الحكومة لأن تسهم السياحة بـ3% من إجمالي الناتج المحلي (الجزيرة نت)

تنمية السياحة
وحول مدى تحقيق الخريف للمأمول منه اقتصاديًّا، أوضح مدير الترويج السياحي بوزارة السياحة العمانية سالم المعمري أن إستراتيجية الاقتصاد العماني تهدف لزيادة إسهام القطاع السياحي من إجمالي الناتج المحلي ليبلغ 3%.

ولفت المعمري إلى أنه بنهاية العام الماضي استطاع القطاع أن يسهم بواقع 2.8%.

واعتبر أن خريف صلالة لعب دورا بارزًا في الوصول إلى هذه النسبة المئوية ووصفها بأنها ممتازة.

وحسب المعمري فإن وزارة السياحة العمانية حريصة على تشجيع السياحة الداخلية في وقت تسعى فيه العائلات خلال موسم الصيف من كل عام إلى اختيار وجهاتها السياحية، مشيرا إلى التوصل بعد جهود متواصلة لترسيخ مهرجان صلالة في أذهان الكثيرين على المستوى المحلي والخارجي.

وأشار إلى أن أي اهتمام بالوجهات السياحية ينبغي أن يركز على عاملين هما المنتج السياحي للوجهة السياحية المحددة والخدمات المقدمة للسائح، منوها بأنه رغم ما تم توفيره من خدمات فإنهم يتطلعون إلى توفير المزيد من الفنادق والأسواق والخدمات الأخرى التي تخدم السائح.

معوقات
وحول حداثة مفهوم السياحة والمعوقات الاجتماعية التي قد تواجهها، يرى المعمري أن السياحة كغيرها من جهود التنمية في مختلف المجتمعات المحلية لا بد أن تواجهها بعض المعوقات ضمن عمليات التنمية الكلية.

وأكد على جهود تبذلها وزارة السياحة عبر الحملات الإعلامية والترويجية بهدف غرس أهمية السياحة لدى المواطنين وتثقيفهم حول كيفية الاستفادة من مزاياها الاقتصادية على مستوى الأفراد لخلق مداخيل إضافية.

محمد الحبسي: طالب بتقييم تجربة مهرجان صلالة (الجزيرة نت-أرشيف)
محمد الحبسي: طالب بتقييم تجربة مهرجان صلالة (الجزيرة نت-أرشيف)

تقييم التجربة 

من جانبه اعتبر مساعد العميد بكلية عمان للسياحة الدكتور محمد بن أحمد الحبسي أن تجربة تنظيم مهرجان سياحي خلال الخريف في صلالة مر عليها أكثر من 16 عاما, فمن الأهمية تقييمها بدراسات لمعرفة إيجابياتها ووضع الحلول العلمية لسلبياتها إن وجدت.

وقال رغم أن بداية مهرجان خريف صلالة كانت بمثابة استلهام لمفاهيم سياحية تكون مقبولة اجتماعيا ركزت التنمية السياحية فيها حينذاك على نظافة الشواطئ والبيئة الجبلية، فإن الرحلة اليوم تغيرت فتحولت السياحة في ظفار من السياحة البدائية إلى بواكير السياحة الفعلية.

ويرى أيضا أن المشروعات الإستراتيجية والمنتجعات والمدن السياحية والمجمعات الجاري تنفيذها سوف تتطلب آلاف الكوادر البشرية العالية التدريب، مشيرا إلى أن ذلك يشكل تحديا في أمرين أساسين.

وهما تحدي الحاجة إلى مستوى أعلى من الوعي الاجتماعي تجاه العمل بالقطاع السياحي، وتحدي إجراءات وأنظمة التشغيل في نفس القطاع مطالبا ببعض الاستثناءات في إجراءات التشغيل في بعض الوظائف بالقطاع الفندقي من أجل دعمه.

المصدر : الجزيرة