"جسر على نهر درينا".. "صوقوللو" يروي تاريخ 447 عاما في البوسنة

يعتبر جسر "صوقللو محمد باشا" الذي يعود للعهد العثماني في مدينة فيشغراد شرق البوسنة والهرسك، أحد أجمل الجسور التاريخية الصامدة إلى يومنا هذا في البلاد.

ويُعرف هذا المعلم التاريخي أيضا باسم "جسر درينا"، وهو من تصميم المعماري الشهير سنان آغا، الذي أبدع في تصميم الكثير من الصروح في أرجاء الأراضي التي حكمتها الإمبراطورية العثمانية.

وبني الجسر بأمر من الصدر الأعظم العثماني صوقللو محمد باشا، فوق نهر درينا بين عامي 1571 و1577، وعند بناء الجسر في ذلك الوقت كان يمثل أهمية كبيرة للدولة العثمانية والمناطق المجاورة، وكان حلقة وصل بين الشرق والغرب.

447 عاما

وبات الجسر من أهم البصمات التي تركها المعمار سنان في منطقة البلقان، ولا يزال هذا الجسر ذو المحراب صامدا متحديا عوامل الزمن، رغم كل المخاطر التي أحدقت به.

الجسر التاريخي، الذي لا يزال شامخا رغم مرور 477 عاما على بنائه، اكتسب شهرة عالمية إضافية، بفضل رواية "جسر على نهر درينا" للكاتب البوسني إيفو أندرتش، التي حصل بها على جائزة نوبل للآداب.

ويبلغ طول الجسر 120 مترا، ويضم 11 قوسًا، ومحرابًا، وتعرض لأضرار كبيرة خلال الحرب العالمية الثانية، وخضع لأعمال ترميم دقيقة بين عامي 1949 و1960، إذ تم إصلاح الأجزاء المتضررة خلال الحروب في تلك الفترة التي كانت فيها البلاد جزءا من يوغسلافيا.

وتسببت محطتان للطاقة الكهرومائية، بنيت الأولى عام 1966 والثانية عام 1989 على النهر، بإلحاق أضرار بالغة بأساسات الجسر.

عملية ترميم أخرى

وبدأت أعمال الترميم مرة أخرى عام 1992، بعد ارتفاع مستوى المياه عند الجسر وفقدانه جماليته، إلا أن هذه الأعمال توقفت بسبب الحرب التي شهدتها البلاد بين عامي 1992 و1995.

وتعرض الجسر، الذي خرج سالما من تلك الحرب، لأضرار بالغة بسبب حركة مرور المركبات التي استمرت حتى عام 2003.

وتم إدراج الجسر ضمن "قائمة التراث الثقافي العالمي" من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة "اليونسكو" عام 2007.

وبدأت وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" عام 2010، تنفيذ عملية ترميم لإصلاح الأضرار التي لحقت بالجسر.

ومن خلال ذلك المشروع، وهو أحد أكبر مشاريع الترميم التي نفذتها "تيكا" في البلقان، أصبح من الممكن الحفاظ على هذا التراث الثقافي المشترك في البلاد لتتوارثه الأجيال القادمة.

وتعتبر البوسنة والهرسك في مقدمة دول منطقة البلقان، من حيث احتضانها لمعالم أثرية عثمانية، إذ نجحت في الحفاظ على الكثير من الجوامع والجسور والخانات والحمامات، بالرغم من حروب عديدة شهدتها البلاد.

المصدر : الجزيرة + الأناضول