وفاة الروائية الفرنسية الفيتنامية الأصل ليندا ليه

ولدت ليندا ليه عام 1963 بمدينة دالات الفيتنامية، وفي العام 1969 انتقلت عائلتها إلى سايغون (العاصمة السابقة لجمهورية فيتنام الجنوبية) هربا من حرب فيتنام. وفي المدرسة الثانوية الفرنسية أعجبت بالشاعر والأديب الفرنسي فيكتور هوغو ومواطنه الأديب الروائي أونوريه دي بلزاك. وفي 1977، بعد عامين من انتهاء الحرب، انتقلت ليه ووالدتها إلى فرنسا، في حين بقي والدها في فيتنام.

(FILES) In this file photo taken on October 5, 2012 French writer Linda Le poses in Paris. - Linda Le died on May 9, 2022 aged 58, her publisher announced. (Photo by LIONEL BONAVENTURE / AFP)
الروائية الفيتنامية الفرنسية الراحلة ليندا ليه أصدرت روايات عديدة من بينها "إلى الطفل الذي لن أملكه أبدا" و"رسالة ميتة" و"أقوال الأبله" (الفرنسية)

توفيت أمس الاثنين عن 58 عاما الروائية الفرنسية الفيتنامية الأصل ليندا ليه بعد صراع طويل مع المرض، بحسب دار "ستوك" التي نشرت مؤلفاتها الروائية مثل "إلى الطفل الذي لن أملكه أبدًا" و"رسالة ميتة" و"أقوال الأبله" و"أناجيل الجريمة" وغيرها.

وأشار بيار بينيتي، المؤسس المشارك لمجلة "آن أتادان نادو" (En attendant Nadeau) الأدبية التي كانت ليه تكتب فيها، في منشور على تويتر إلى أن ثمة "حزنا وصدمة لخسارة الكاتبة والناقدة ليندا ليه"، موضحا أن "مقالاتها تنمّ عن قارئة كبيرة تتحاور مع النصوص كما الحال مع الكائنات الحية".

أما سيلفان بورمو مدير مجلة "إيه أو سي" (AOC) التي كانت تكتب فيها أيضا، فأعرب عن "حزن شديد لنبأ وفاة ليندا ليه"، واصفا إياها بأنها "مؤلفة أحد أهم أعمال الأدب المعاصر وقارئة كبيرة".

لقاء شاعر ومناضل

وأصدرت ليندا ليه في فبراير/شباط الماضي رواية "لم أكن معاصرا لأحد" (De personne je ne fus le contemporain) عن دار "ستوك"، وتناولت فيها اللقاء في موسكو عام 1923 بين الشاعر الروسي أوسيب ماندلشتام وبين أحد أبرز وجوه الكفاح من أجل استقلال فيتنام هو شي منه (الرئيس الأول لفيتنام الشمالية لاحقا).

شارك هو تشي مينه في حروب مناهضة الاستعمار الفرنسي لبلاده، في وقت كان فيه أوسيب ماندلشتام -أحد أعظم شعراء القرن العشرين- ضحية لعمليات التطهير الستالينية، والتقى هذان العملاقان في موسكو، وعبر استعادة هذه القصة المنسية تتذكر ليندا ليه ما كان رائعًا ووحشيًا في هذا "القرن الحديدي".

في هذا اللقاء، يُفتح نقاش سياسي وأدبي يسلط الضوء على الأخوة بين الثوري والشاعر، والاستماع إلى العالم، والرغبة المشتركة في النضال.

وغزت فرنسا فيتنام بسلسلة من الحملات العسكرية منذ عام 1859 حتى عام 1885 عندما أصبحت جزءا من مستعمرة الهند الصينية الفرنسية، وطبعت تلك الحقبة المجتمع الفيتنامي بتأثيرات ثقافية فرنسية فرضتها الإدارة الاستعمارية التي هيمنت على البلاد حتى الحرب العالمية الثانية، وسعت حركة التحرر الشيوعية القومية بقيادة هو شي منه للاستقلال عن فرنسا وكذلك مقاومة الاحتلال الياباني في زمن الحرب العالمية الثانية، وذلك قبل مرحلة الحرب بين الشمال والجنوب الفيتنامي مطلع سبعينيات القرن الماضي.

من فيتنام إلى فرنسا

وولدت ليندا ليه عام 1963 في مدينة دالات الفيتنامية، وفي العام 1969 انتقلت عائلتها إلى سايغون (العاصمة السابقة لجمهورية فيتنام الجنوبية) هربا من حرب فيتنام. وفي المدرسة الثانوية الفرنسية، أعجبت بالشاعر والأديب الفرنسي فيكتور هوغو ومواطنه الأديب الروائي أونوريه دي بلزاك. وفي العام 1977، بعد عامين من انتهاء الحرب، انتقلت ليه ووالدتها إلى فرنسا، في حين بقي والدها في فيتنام.

وكانت في الـ23 عندما صدرت عام 1986 روايتها الأولى "مصاص دماء حنون جدا" (Un si tendre vampire)، لكنها كانت تعتبر أن ولادتها الأدبية كانت من خلال روايتها "أناجيل الجريمة" (Les Evangiles du crime) عام 1992.

وحصلت عام 2019 على جائزة أمير موناكو عن مجمل أعمالها، وأشاد بيان الجائزة بقدرة الروائية ولغتها الفرنسية وأسلوبها الذي "يربط بين وضوح الحقيقة الصارمة والأناقة اللفظية، وفي كل رواياتها يتم تنظيم صراع، شخصي أو خيالي، حيث صفاء الكتابة يتناقض مع وحشية الموقف".

المصدر : الجزيرة + الفرنسية