خمسة كتب تشرح لك خلفيات الحرب الروسية على أوكرانيا

Aerial top view of Saint Andrew's church and Andreevska street from above, cityscape of Podol district, city of Kiev (Kyiv), Ukraine ; Shutterstock ID 750635461; purchase_order: ajnet; job: ; client: ; other:
كنيسة القديس أندرو بمدينة كييف (شترستوك)

بخلاف متابعة الأخبار اليومية، يحاول كثير من القراء مطالعة كتب تتناول خلفيات الحرب الروسية على أوكرانيا، وأعد موقع ذا "كونفرسيشن" الأسترالي (The Conversation) قائمة بـ 5 كتب قال إن خبراءه الأكاديميين اختاروها بوصفها أفضل ما كتب عن أوكرانيا وروسيا:

"أوكرانيا: ما يحتاج الجميع إلى معرفته" بقلم سرهي يكيلشيك

هذا الكتاب ذو حجم صغير، إذ يزيد قليلاً عن 200 صفحة وهو شيء مذهل، كتبه مؤرخ كندي أوكراني لتاريخ البلاد، وهو يعرّف القراء على التاريخ والجغرافيا والاقتصاد والسياسة والحياة المعاصرة للبلد الذي يخوض حاليا حربا مع روسيا.

الخلاصة أن الشعب الأوكراني ليس غريبا على الصراع السياسي والفساد والمحاولات الوحشية لإخضاعه وحرمانه من السيادة، ويحدد المؤلف بدقة القواسم المشتركة والاختلافات في تاريخ أوكرانيا وروسيا، كما يتعمق في التشابكات بين السياسة الأوكرانية وسياسة الولايات المتحدة، ويطرح جميع الأسئلة الصحيحة ويجيب عنها بإيجاز ودقة.

لا يوجد مؤلف أفضل لبدء القراءة عن خلفية الحرب الحالية من هذا الكتاب. إذا كان لديك الوقت لقراءة كتاب واحد فقط حول هذا الموضوع، فهذا هو ما يناسبك.

"المرآة الحمراء: قيادة بوتين وهوية روسيا غير الآمنة" بقلم غولناز شرفوتدينوفا

تقدم "المرآة الحمراء" لـ شرفوتدينوفا نظرة ثاقبة مهمة لطبيعة نظام بوتين وكيف مهد الأرضية لهذه الحرب محليًا. والكتاب محاولة نادرة لمراعاة الأبعاد العاطفية للبوتينية، وكيف نجح بوتين في صياغة صورته كمدافع عن البلاد ضد الإذلال.

وتوثق شرفوتدينوفا تطور آلة الإعلام الحكومية الروسية على مدى العقد الماضي، وتوضح كيف عززت بشكل منهجي رؤية للهوية الروسية ترتكز على الضحية الروسية.

وقام دعاة الدولة بتنمية وتضخيم المشاعر المرتبطة بتاريخ روسيا الحديث، وتحديث التعبيرات والمجازات السوفياتية القديمة وصور العدو لتعزيز فكرة أن روسيا دولة تحت الحصار.

وفي كثير من التعليقات الأخيرة على روسيا بوتين، نجد أن المجتمع الروسي قد تحول إلى صورة كاريكاتيرية.

ولكن على النقيض، هذا كتاب يأخذ في الاعتبار تنوع المجتمع الروسي ويتجنب اللجوء إلى الصور النمطية عن "الروح الروسية" أو الرغبة الأبدية المفترضة في استمرار "اليد الحديدية". وبدلا من ذلك، تُظهر شرفوتدينوفا كيف أن الوضع الحالي لروسيا نتيجة الخيارات السياسية التي اتخذها فلاديمير بوتين وحكومته.

"بوابات أوروبا: تاريخ أوكرانيا" بقلم سيرهي بلوخي

نُشر كتاب "بوابات أوروبا" لـ بلوخي لأول مرة عام 2015، بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 وبداية حربها على أوكرانيا.

وبدءا من وصف المؤرخ القديم هيرودوت للأراضي الواقعة شمال البحر الأسود، يُطلع كتاب مؤرخ هارفارد القارئ على الموروثات التاريخية التي ساعدت في تشكيل الهوية الأوكرانية: دولة كييفان روس الكبيرة بالعصور الوسطى، تطلعات الحكم الذاتي للقوزاق الأوكرانيين، القرن الـ 19 زمن ازدهار الحركة الوطنية الأوكرانية في إمبراطوريتي هابسبورغ وروسيا، والفترة القصيرة من الاستقلال الأوكراني بعد الحرب العالمية الأولى، وعقود أوكرانيا الثمانية كجمهورية داخل اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (الاتحاد السوفياتي).

تمكن رواية بلوخي القراء من وضع إنكار بوتين لوجود أوكرانيا كأمة ضمن تقليد المساعي الإمبراطورية الروسية والسوفياتية لمحو الهوية الأوكرانية أو تهميشها في أحسن الأحوال.

كما يُظهر مصادر أفكار السيادة الديمقراطية لأوكرانيا، والتضامن بين الثقافات الذي ينشط المقاومة الموحدة والحازمة والناجحة بشكل ملحوظ والتي واجهت بها القيادة السياسية والقوات المسلحة والشعب الأوكراني خلال الحرب مع روسيا.

 "الدكتور زيفاغو" بقلم بوريس باسترناك

رواية كتبها شاعر، وهي قصة حب شهيرة تدور أحداثها في تاريخ روسيا المضطرب بلا نهاية من عام 1905 إلى الحرب الوطنية العظمى. وهذا الكتاب ظل محظورا سنوات عديدة في روسيا، كما أجبر مؤلفه على رفض جائزة نوبل، وسجن المقربون منه.

إنه ليس كتابًا تمهيديًا لفهم ما يحدث في أوكرانيا اليوم، وكيف يتم اتخاذ قرارات ذات عواقب وخيمة في موسكو، لكنه يخبرك عن روسيا والروس، مناخ روسيا ومناظرها الطبيعية وقدرة الروس على الحب الأكثر رقة والقسوة الفظيعة.

ويروي الكاتب القصّة في نثر كتبه شاعر، فتشعر بهذه الروح الروسية، جزئيًا، بسبب موهبة المؤلف ولكن بشكل أساسي لأنها في النهاية ليست روحا روسية بحتة بل هي عالمية.

فالروس -وغير الروس ممن وقعوا في حب روسيا- يجيدون التفكير في أنهم استثنائيون، في روحهم العاطفية، وقدرتهم على الحب والكراهية، والآفاق اللانهائية، لكن هذا أمر خطير، أن تعتقد أنك مميز بشكل فريد، ولا تنس وأنت تقرأ هذه القصة أنك غارق في الرواية الروسية حتى النخاع، ويجب أن تضع ذلك في الحسبان.

"الأيقونة والفأس: تاريخ تفسيري للثقافة الروسية" بقلم جيمس إتش بيلنغتون

ما بين حوالي القرن الثامن إلى القرن الـ 15، احتلت كييفان روس (أوكرانيا) السهل العظيم جنوب روسيا اليوم. ولم يتم توثيق موسكو تاريخيا حتى عام 1147. وقد تم غزو "الروس" وهم أساسا من الشعوب السلافية، من قبل الفايكنغ الذين بقوا وتزاوجوا، كانت البلاد تتألف من مدن كل واحدة منها بمثابة دولة قوية يوحدها كلها الولاء للأمير.

كما يروي بيلنغتون، في الفصل الأول من تاريخه الثقافي الشامل لروسيا، الأيقونة والفأس، تحول الأمير فلاديمير، الذي كان يبحث عن دين عام 988 بعد الميلاد، إلى الأرثوذكسية اليونانية بعد أن سجل مبعوثوه جمال آيا صوفيا في القسطنطينية، التي كان لونها أزرق القبة ولوحاتها الجدارية ذهبية وهو ما استوحت منه أوكرانيا ألوانها الوطنية. أصبحت كييفان روس (أوكرانيا لاحقا) فيما بعد واحدة من أقوى الدول في أوروبا، تشتهر بأرضها السوداء الخصبة وثقافتها الشعبية الغنية.

ثم يصف بيلنغتون تراجع كييفان روس، عندما بدأت الإمارات في قتال بعضها البعض، وغزت جحافل المغول تحت قيادة جنكيز خان البلاد، واستمرت حقبة الحكم المغولي حتى أطاحت بهم موسكو الصاعدة والقوية.

المصدر : ذا كونفرسيشن