احتفالية للجمال بمصر

تصميم زخرفي يصور أحد آلة الفراعنة وهو يطير فوق الماء

undefined

 بدر محمد بدر-القاهرة

تحت عنوان "92 عاما فن وعطاء" بدأت مساء أمس الاثنين احتفالية كلية التربية الفنية بمناسبة مرور 92 عاما على إنشائها، حيث افتتح عميد كلية التربية الفنية محمد إسحق المعرض الفني بدار الأوبرا بالقاهرة، بحضور كوكبة من رموز ورواد كلية التربية الفنية ولفيف من الفنانين والنقاد والطلاب والجمهور.

وتضم قاعات العرض بقصر الفنون أعمالا لأكثر من 250 فنانا من أعضاء هيئة التدريس بكلية التربية الفنية، ومن روادها الأوائل وأفضل خريجيها، تجمع ما بين فنون التصوير والنحت والخزف والمعادن والأشغال الفنية والتصوير الضوئي، ويمتد العرض حتى 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

تلاق
وقال رئيس قطاع الفنون التشكيلية صلاح المليجي الذي حضر الافتتاح نائبا عن وزير الثقافة "إن هذا الحدث الفني يؤكد دور الكلية وإسهاماتها العظيمة في تخريج أجيال من المبدعين، أثروْا الحركة التشكيلية الحديثة والمعاصرة في مصر والوطن العربي".

صلاح المليجي: المعرض نقطة تلاق لأجيال التربية الفنية (الجزيرة)
صلاح المليجي: المعرض نقطة تلاق لأجيال التربية الفنية (الجزيرة)

وأضاف المليجي أن المعرض هو نقطة تلاق لأجيال "التربية الفنية"، ورغم تنوع تخصصاتهم فقد جمع الإبداع الفني بينهم تحت ظل حضارة عظيمة علمت العالم أن مصر لن تتوقف عن الإبداع والعطاء.

ومن جهته أشار المشرف العام على المعرض د. حسيني علي محمد إلى أن الاحتفال يعبر عن خلفية تاريخية تمتد منذ إنشاء "معهد التربية الفنية للمعلمين" بالمنيل وأيضا "معهد التربية الفنية للمعلمات" بالزمالك، وفي عام 1966 تم ضم المعهدين تحت اسم "المعهد العالي للتربية الفنية"، وعقب إنشاء جامعة حلوان في بداية السبعينيات من القرن الماضي تحول المعهد إلى كلية تابعة لها.

وأضاف في تصريح للجزيرة نت أن هناك 40 لوحة فنية لرواد الكلية الأوائل خصصنا لها قاعة مستقلة، ومنها أعمال يوسف سيدا والأرنؤوطي وكمال عبيد وزينب عبده.

أفول واضمحلال
وعن وضع التربية الفنية في المجتمع المصري، أكد حسيني أنه "مع الأسف في أفول واضمحلال، وهذا الإهمال الخطير انعكس على الحالة الذوقية والبصرية في المجتمع، فنشأت أجيال لا تعرف الجمال ولا الذوق، وهو ما انعكس على تصرفاتها وسلوكها ومظهرها العام".

أمل مصطفى: القبول بالكلية يخضع لاختبار قدرات (الجزيرة)
أمل مصطفى: القبول بالكلية يخضع لاختبار قدرات (الجزيرة)

وأرجع الإهمال إلى الحكومات المتعاقبة التي أهملت مادة التربية الفنية في المدارس، وجعلتها مادة غير أساسية، بل الأدهى والأمر أن خريجي الكلية لا يجدون أماكن في المدارس الحكومية بسبب غلق باب التعيين، فالحلقة المفقودة تكمن في وزارة التربية والتعليم. وأعرب عن أمله في أن تكون الرسالة التي يمثلها هذا الحدث أنها "احتفالية للجمال ضد القبح".

وقالت رئيسة قسم النقد والتذوق الفني بكلية التربية الفنية أمل مصطفى إن للكلية منذ نشأتها "بروتوكولا يوصي بإقامة معرض سنوي لأعضاء هيئة التدريس بالكلية، وعلى هذا الأساس يأتي هذا الاحتفال السنوي".

وأضافت للجزيرة نت أن الكلية اتخذت منهجا يعوض الدور المفتقد لوزارة التربية والتعليم، يتلخص في إقامة دورات تربية فنية لطلاب المدارس في كل إجازة صيفية. وأشارت إلى أن القبول في الكلية لا يعتمد على مجموع الدرجات وحده، ولكن يتم عقد اختبار في القدرات الفنية لطلاب الثانوية العامة حتى يمكن قبولهم.

وبدوره قال الفنان عبد الوهاب مشهور، وهو أحد خريجي المعهد العالي للتربية الفنية، "إن الاحتفال أحيا فينا ذكريات ووفاء لهذه المدرسة الفنية عزّ وجوده الآن".

وأضاف مشهور للجزيرة نت أن المجتمع بحاجة إلى معارض فنية في كل شارع وحارة، "تلهم سكانها وزوارها بقيم الجمال، وتؤثر إيجابيا على عواطفهم وأمزجتهم بدلا من التلوث البصري الذي يتكاثف في أحيائنا ومدننا الآن".

المصدر : الجزيرة