مسرحيو لبنان ينشدون إعادة وهج الفن الرابع
وفي "مسرح المدينة" بالحمراء، احتشد الفنانون واكتظت الباحة الأمامية بالمشاركين، وعرضت لوحات مسرحية غلب عليها الطابع الإيمائي التنكري للدلالة عن ضيق المساحة الفنية في البلاد. وخارج قاعة المسرح، أدت ممثلة هاوية عروضا حكواتية بينما جرى عرض مشاهد سريعة في عمل مسرحي يعالج إشكالية ضيق المساحات الثقافية وتراجعها.
كما قدم ممثلون ومخرجون من الفرق المسرحية المختلفة نحو خمسين مشهدا مسرحيا، لينتهي العرض وتنطلق مسيرة باتجاه "مسرح بيروت" احتجاجا على محاولات هدمه وتحويله إلى مشروع استثماري.
وفي تصريح للجزيرة نت قال وزير الثقافة غابي ليون إن قرارا وزاريا صدر بإدراج "مسرح بيروت" على لائحة الآثار، مما يحميه من الهدم.
وأضاف أنه يتمنى "تعميم تجربة مسرح الأحياء، حيث تهتم الناشئة بالفن المسرحي مسرح كل على طريقته، بتحفيز من السلطات المختصة، خصوصا وزارة الثقافة، التي تقوم بهذا الدور وفقا لإمكاناتها المتواضعة على الصعيد المالي".
الإرث المسرحي
وحول أهمية "مسرح بيروت" يقول المخرج روجيه عساف الذي أدار المسرح سنوات للجزيرة نت إن خشبة مسرح بيروت شهدت تقديم أهم الأعمال المسرحية اللبنانية "وهو يختزن الإرث المسرحي الحديث للبنان بأسمائه ووجوهه اللامعة".
ويذكر المخرج جان رطل أنه كان من ضمن مجموعة "الحكواتي" التي تأسست خلال فترة الحرب، واستردت المسرح من أشخاص استعملوه بطريقة غير مشروعة. ويفيد أن "المجموعة سلمتنا المسرح وهو شبه متداع وأعدنا ترميمه، وإصلاحه، حتى استطعنا أن نقدم عليه مسرحياتنا، وأبرزها (أيام الخيام)".
ويرى رائد فن الإيماء في لبنان فائق حميصي أن الاحتفالية شكلت حراكا جيدا من أجل إعادة الاعتبار لفن المسرح في لبنان، مضيفا أن على الدولة القيام بواجبها على الصعيد الثقافي كما الجانب الاجتماعي والاقتصادي. ورأى أن مشكلة تراجع المسرح تكمن في طغيان نمط استهلاكي في البلاد.
من جانبها قالت المخرجة المسرحية والأكاديمية ماريا باخوس للجزيرة نت "لتراجع المسرح في لبنان أسباب عديدة، منها غياب المسارح الوطنية المتخصصة، ثم الخلل الأكاديمي وطغيان الأعمال التلفزيونية الاستهلاكية التي أثرت على جمهور فن المسرح وصانعيه".