القمر العملاق.. الأكبر والأقرب منذ عام 1948

The super moon appears in the sky in Cairo, Egypt, in this file photo taken October 17, 2016. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh/File Photo
القمر العملاق يظهر عندما تصطف الشمس والأرض والقمر (رويترز)

ظاهرة فلكية تعرف باسم "القمر العملاق" (سوبر مون)، تنشأ من اكتمال القمر مع وصوله إلى أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضاوي. وقد صاغ المصطلح عام 1979 الفلكي ريتشارد نول.

وحسب إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) فإن "القمر العملاق" يطلق على القمر عندما يكون في مرحلة البدر المكتمل وقريبا من نقطة "الحضيض" وهي أقرب نقطة في مداره حول الأرض، حيث يقترب من الأرض مسافة 48.280 كيلومترا قياسا على ما هو معتاد.

ويظهر القمر العملاق عندما تصطف الشمس والأرض والقمر عند اكتماله جانب "الحضيض".

ويتمتع سكان الكرة الأرضية يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 برؤية القمر في شكله الكامل وبحجم هو الأكبر منذ عام 1948 عند وصوله إلى أقرب نقطة من الأرض. ووفقا لناسا فإن القمر سيكون في أقرب نقطة له من الأرض في هذا المدار، وبسبب ذلك سيبدو أكبر حجما بنسبة 14% من الحجم الطبيعي وأكثر إشراقا بنسبة 30% من حالته، وهو في أبعد نقطة في مساره حول الأرض.

ومن المعروف فلكيا أن مسافة القمر من الأرض (من المركز إلى المركز) تتراوح كل شهر تقريبا بين 357 ألف كيلومتر و406 آلاف كيلومتر استنادا إلى المدار البيضاوي الذي يسلكه القمر في دورانه حول الأرض.

وكانت آخر مرة اقترب فيها القمر في تمامه من الأرض في عام 1948، وفي عام 1912 كان القمر أكبر من ذلك حيث اقترب من الأرض لمسافة 134 ألف كيلومتر. 

بعض الحالات
وكشف رئيس مركز قطر لعلوم الفضاء الشيخ سلمان بن جبر آل ثاني في تصريحات صحفية يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أن الشخص الموجود في المناطق المظلمة سيرى إنارة مميزة للقمر البدر العملاق بحيث تبدو الأرض والسماء مضاءة وكأن الليل تحول إلى شبه نهار.

وأبرز أن سبب ظهور القمر بأحجام مختلفة خلال الشهر يعود لمداره البيضاوي حول الأرض، فعندما يكون القمر في أقرب نقطة له من الأرض في مداره يظهر أكبر نسبيا من الحجم المعتاد، وتسمى هذه النقطة "الحضيض القمري" perigee وتساوي 357 ألف كيلومتر، بينما عندما يصل أبعد مسافة عن الأرض وتسمى "الأوج القمري" apogee وتساوي 406 آلاف كيلومتر.

ومعدل مسافة بعد القمر عن الأرض وفقا لهذه الأبعاد هي 384401 كيلومتر، كما أن الفارق بين نقطتي الحضيض والأوج تساوي 50345 كيلومترا، وهي مسافة لا يستهان بها قياسا على مقدار المسافة بين الأرض والقمر.

وأشار الشيخ سلمان إلى أن القمر البدر قد يحدث عندما يكون في أي مسافة حول الأرض، أي لا يشترط أن يكون في أقرب أو أبعد مسافة عن الأرض، وقد يحدث في مسافة قريبة من نقطة الحضيض القمري ويظهر عملاقا عندئذ، لكن إذا تصادف أن يكون القمر في مرحلة الاكتمال وهو في نقطة الحضيض تماما فإنه سيظهر أكبر من المعتاد نظرا لأنه في أقرب مسافة من الأرض.

ووفقا للحسابات الفلكية، فإن القمر العملاق الذي يظهر يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 وقع في حالة مشابهة من حيث المسافة قبل حوالي سبعين عاما وتحديدا يوم 25 يناير/كانون الثاني 1948، والقمر العملاق الذي سيتكرر بشكل مشابه سيكون يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2034.   

وقد استبعد الشيخ سلمان وجود أي تأثير للقمر العملاق على الحياة بشكل عام على الأرض، ولا تأثيرات سلبية على حركة الصفائح الجيولوجية كما يدعي بعض الناس، وإنما يقتصر تأثيره على زيادة في مستوى المد بشكل ملحوظ فقط.

ودعا الشيخ سكان قطر لاستغلال الحدث الفلكي الجميل والنادر في التصوير، خاصة عند ساعة سطوع القمر، حيث سيظهر القمر العملاق واضحا مميزا، ويمكن التقاط الصور الفوتوغرافية له أثناء سطوعه بجانب العمارات والأبراج والأشجار والمناظر الطبيعية الأخرى.

وتجدر الإشارة إلى أن بعض المصادر تتحدث عن تزامن ظاهرة القمر العملاق في بعض الأحيان مع حدوث خسوف كلي للقمر، وآخر تزامن مثل هذا حصل في 27 و28 سبتمبر/أيلول 2015، وقد حدثت آخر ظاهرة لمثل هذا التزامن قبل ذلك في سنة 1982 ولن تتكرر إلا عام 2033.

وفي مثل هذه الحالة يميل لون القمر إلى الاحمرار نتيجة تلوث الغلاف الجوي بالأتربة والغبار البركاني، ولذلك يطلق على القمر العملاق في هذه الحالة أيضا اسم "القمر الدامي". 

المصدر : الجزيرة + وكالات