شعار قسم مدونات

الاستغلال العاطفي للمرأة

هرمون الحب يساعد في إصلاح القلوب المكسورة
الكاتبة: الاستغلال العاطفي للمرأة من الرجل سواء كان أبا أو أخا أو ابنا أو زوجا وأيضا حبيبا أليس جريمة وجب على القانون التطرق إليها والمعاقبة عليها؟ (الجزيرة)

يحدث أن تستيقظ يوما لتجد ما كنت تحبه أصبح عاديا وأحيانا غير مرغوب به ولا يعني لك شيئا، والأسوأ عندما يصبح من أبغض ما مررت به، فسبحان مغير القلوب! تغير القلوب وكسرها وجبرها مشاعر إنسانية حساسة سأختص هنا بها بالمرأة، المرأة آلة العاطفة والحب والجمال، المرأة من تؤثر فيها الكلمة وتهزها المواقف، فقلب المرأة بلورة ثمينة وغالية جدا، توجد بعض النساء تحكّم عقلها في مشاعرها وتكبحها إذا اندفعت بالاتجاه الخاطئ، يخدمها في ذلك وعيها بنفسها وطبيعة تجربتها وخبرتها وبيئتها.

"القانون لا يحمي المغفلين" مقولة شهيرة معروفة غير منصفة للمرأة العاطفية والمرأة الضعيفة والمرأة البسيطة ذات التجربة القاصرة والخبرة القليلة في الحياة.

ولكن ماذا عن المرأة البسيطة التي تندفع بكامل قلبها وخبرتها في الحب، أدواتها في الدفاع عن عاطفتها ما زالت بدائية، هذه المرأة لأجلها يجب أن تسنّ القوانين وتشحذ أسلحة الحماية عند كسر خاطرها، هذه المرأة التي تبذل كل ما لديها في سبيل الرجل الذي أحبّت واستمرت بالدفاع عن قناعتها أن الحب يستحق أو أنها بقيت في علاقة سامة من أجل العشرة أو التعوّد والخوف من البدء من جديد أو لأي سبب آخر، والنهاية كانت ترك الرجل لها بأبشع الطرق وحيدة، آخذا معه كل حقوقها وما بذلته من أجله، فمن سيعيد بناء ما تحطم فيها؟

"القانون لا يحمي المغفلين".. هل يدرّس القانون في المدارس؟! من أين لنا معرفة القانون إذا كنا لا نسمع عنه، على الأقل قوانين الأحوال الشخصية. "القانون لا يحمي المغفلين" مقولة شهيرة معروفة غير منصفة للمرأة العاطفية والمرأة الضعيفة والمرأة البسيطة ذات التجربة القاصرة والخبرة القليلة في الحياة. الابتزاز والاستغلال العاطفي للمرأة من الرجل سواء كان أبا، أخا، ابنا، زوجا، وأيضا حبيبا؛ أليس جريمة وجب على القانون التطرق إليها والمعاقبة عليها؟ عندما تخسر المرأة قلبها في كثير من الأوقات تترك الجمل بما حمل وتتنازل عن حقوقها المادية، وإذا أخذتها تأخذها كنوع من الانتقام وشفاء الغليل، ويبقى جرحها نازفا، تتلقى الصفعات واللوم والخيبات الأخرى إلى أن تذبل، أين القانون في بلادنا الذي يحمي قلبها ويأتي لها بما يعوض الضرر النفسي الواقع عليها؟

بعض النساء لا يستطعن تحمل أجور المحامين ولا أجور المعالجين النفسيين حتى تتعالج من أثر ارتباطها بعلاقة سامة.

إذا تأملت حالات الطلاق في مجتمعنا، فإن الحقوق التي تأخذها المرأة هي حقوق مادية تساوم عليها، ولا أحد يأتي على ذكر الضرر النفسي والمعنوي الذي تتأثر به المرأة أكثر من الرجل بدافع فطرتها العاطفية. حرّ مالها الذي دفعته في علاقتها بدافع الحب وشعارات السند والعشرة، ولو أن أحدا لم يجبرها، أليس هذا استغلال عاطفي؟ أضف إلى ما دفعت ثمنه قطعة من قلبها؛ بعض النساء تفنى أعمارهن وهن يتألّمن جراء الابتزاز العاطفي، ولنحدد قولنا مع من تربط المرأة بهم علاقة محددة وعقد، وهنا على المرأة رفض أي علاقة بدافع الحب ما لم يكن هناك عقد زواج شرعي قانوني مثبت حتى لا توقع نفسها فريسة سهلة، فالرجل عندما يحبك بصدق يكون قادرا على القيام بهذه الخطوة دونما تأجيل أو مماطلة، وعدا ذلك فأهلا بك في عالم حلم الرجال؛ الجواري تحت مسمى العشيقات المتحضرات.

الرجل الذي يحبك حقا ويحفظ حقوقك لا يسمح لنفسه بأخذ ما ليس له به حق تحت أي دافع

بعض النساء لا يستطعن تحمل أجور المحامين ولا أجور المعالجين النفسيين حتى تتعالج من أثر ارتباطها بعلاقة سامة، إن المشكلة الحقيقية تتلخص في جانبين: الوعي لدى المرأة وقصر قوانين بلادنا عن حماية الأثر النفسي العائد عليها، يترك ذلك لقدرة المحامي وخبرته.

إليك يا ابنتي وأختي وأمي، قلبك أغلى من أن يستبيحه عابر، وحقوقك أثمن من التنازل عنها لأجل رجل لا يرى فيك إلا مصدرا من مصادر راحته ورزقه مهما زيّن الكلام وتأنق به، فالرجل الذي يحبك حقا ويحفظ حقوقك لا يسمح لنفسه بأخذ ما ليس له به حق تحت أي دافع، وإن لم تكوني قوية واثقة واعية فلن تحميك حتى قوانين أكثر الدول تحضرا، قومي من تجربتك وتعلمي وابحثي عن نفسك وحقوقك ومتطلباتك ولا تتنازلي عنها بدافع العاطفة.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.