شعار قسم مدونات

الوعي نحو التغيير من منظور العافية..

مريضة سرطان حزينة
بالوعي الحقيقي المبني بالعلم النافع، والمتأصل على المنهج الرباني، والمنسجم مع الفطرة السوية، يتم التغيير للوصول إلى العافية في كل مناحي النفس الإنسانية. (الجزيرة)

إن إدراك الوعي الحقيقي الذي به يتمّ التغيير يحقق العافية في كلّ مناحي النفس الإنسانية وعلى جميع المستويات، وذلك يكون بجعل العلاقة بين مناحي النفس الإنسانية -فكرا وروحا وجسدا- علاقة طردية منسجمة مع الفطرة، متناغمة مع الكون ومستبصرة بالشرع، وذلك يتحقق عندما تدور مناحي النفس الإنسانية حول محور واحد ألا هو المنهج الرباني. فإن أدرك الفكر الوعي الحقيقي، سمت الروح وارتقت، وصحّ الجسد وتعافى.

سأتحدث إليكم أعزائي الكرام -في هذا المقال- بإيجاز عن تجربتي مع العلاج الرباني الطبيعي، الذي استخدمته في رحلتي مع التشافي الرباني الفطري، مع التأكيد على أنَّ التشافي منظومة مُتكاملة تتحقق جنبا إلى جنب في كل مناحي النفس الإنسانية من دون إخلال بمنحى عن منحى، وفي جميع مجالات الحياة من دون إقصاء جانب عن جانب، وفي جميع المستويات من دون اقتصار على مستوى دون مستوى. فمناحي النفس الإنسانية -فكرا وروحا وجسدا- تتكامل للتفاعل إيجابا في مجالات الحياة -الأسرية والاجتماعية والبيئية- ليتحقق الوعي على المستوى الفردي ثم ينتقل إلى المستوى الجمعي.

يعد "علاج غيرسون" (Gerson Therapy) واحدا من المناهج الطبيعية التي تتماشى مع طبيعة الجسم الفطرية، وهو من أكثر العلاجات انضباطا وأثرا -وإن كانت هناك علاجات أخرى تتفق في الأصول وتختلف في الفروع- أما أصول العلاج المتفق عليها فتعتمد على التغذية العلاجية الصحيحة في تكوين بيئة صحيحة (قلوية) للجسم مفعمة بالأكسجين، مع إمدادها بالعناصر الغذائية الضرورية الناقصة، وطرد السموم من الجسم بطرق عدة.

كما أن هناك كثيرا مما مده الله تعالى للإنسانية يسهم ويساعد على التعافي والقضاء على الأمراض سواء البسيطة أم المزمنة والمستعصية ومنها مرض السرطان، وهذه العلاجات تعمل بصورة فعالة عند الأخذ بأصول العلاج: اعتماد التنفس الصحيح، وشرب الماء النقي الكافي، والنوم النوعي الصحيح الكافي، والغذاء الصحي والعصير الأخضر الذي يمد بالعناصر الرئيسية، ومكملات أساسية لا بد منها لنقصانها في جسم الإنسان، وكذلك تطهير الجسم من السمية.

يتألف علاج غيرسون من 3 أركان: التخلية والتطهير والتحلية؛ فالتخلية تكون من العناصر التي تعمل على إضعاف الخلايا أو إهلاكها، أما التطهير فيكون من السُمِيَّة الهائلة في الجسم، وتكون التحلية بالعناصر الضرورية التي يحتاجها الجسم. وكلّ ركن له أسبابه وشروطه ونواقضه، وكلّها تعمل على رفع مستوى المناعة، التي تعزز قدرة الجسم على تنظيف بيئته؛ ليتم تحفيز عملية الأيض، ومن ثمّ التخلص من الخلايا الفاسدة، وتصحيح الخلايا المريضة، وبناء الجديد الصالح.

إنّ عملية التخلية داخل الجسم تكون عبر 4 أعضاء رئيسية؛ وهي:

  • الكبد 40%، الذي يقوم بطرد الفائض من البروتين والدهون من خلال القناة الصفراوية. ويكون ذلك عبر عملية إخراج الفضلات، التي لا بدّ أن تحدث مرتين في اليوم لسلامة الجسم من تراكم السموم، ولذلك ينصح من يُعاني من الإمساك المزمن بأخذ حقنة القهوة الشرجية مع أخذ البكتريا النافعة (probiotics).
  • الكُلى 30%، التي تطرد الأملاح واليوريا الفائضة من خلال الجهاز البولي. ويكون ذلك بزيادة معدل شرب الماء يوميًّا من 2-4 لتر يوميًّا على حسب الوزن والجهد والبيئة.
  • الرئة 20%، التي تطرد ثاني أكسيد الكربون من خلال التنفس العميق الصحيح، وذلك بعمل تمارين تنفسية مُتكررة يوميًّا بطريقة صحيحة.
  • الجلد 10%، الذي يطرد الأملاح الزائدة والسموم من خلال الغدد العرقية، بالحركة المستمرة والرياضة.

وأيّ خلل في هذه الأعضاء يسبب زيادة مستوى سُميّة الجسم، التي تعمل بدورها على إضعاف جهاز المناعة، الذي يصبح غير قادر على عمل دوره الوظيفي بفاعلية؛ لكثرة الجبهات التي سيصبح مسؤولا عنها ويحميها: دفاعا ووصدًا وهجوما.

منهج العلاج الرباني الطبيعي عبر عمليات التشافي الفطرية

أولاً: التخلية

التخلية للجسم تكون في مجالين؛ داخل الجسم وخارجه، فأمّا عملية التخلية داخل الجسم فتكون بقطع وتجنب ما يلي:

  • السكريات جميعها باستثناء العسل الأصلي و"شراب القيقب" (maple syrup).
  • النشويات باستثناء الشوفان، والبطاطا العادية والحلوة بكميات محدودة.
  • البروتينات الحيوانية، بالانقطاع التام في حال المرض، والتقليل منها في حال الصحة. يؤكل البروتين الحيواني من الأنعام مرة في الشهر، والبروتين الحيواني من الدجاج مرة كلّ أسبوعين، والبروتين الحيواني من السمك مرتين في الأسبوع.
  • الملح في حالة المرض، وفي حال الصحة يُستخدم ملح البحر، أو ملح الصخور، أو ملح الهمالايا.
  • الدهون والزيوت المهدرجة والمصنعة باستثناء زيت الزيتون الأصلي، وزيت بذور الكتان.

وأمّا عملية التخلية خارج الجسم، فتكون بتجنب ما يلي واستبداله بكل ما هو طبيعي:

  • جميع المنظفات الكيميائية المستخدمة في البيت.
  • الصابون الكيميائي للشعر والجسم.
  • معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد.
  • مساحيق التجميل لاحتوائها على المواد الكيميائية.
  • الحشوات المعدنية الزئبقية في الأسنان -إن وجدت- وذلك بإزالتها بطريقة سليمة خاصّة، إذ الحشوات المعدنية (الزئبقية) تُسبب على المدى البعيد: الأرق، واعتلال المزاج، وعدم التركيز، واضطرابات المعدة.

ثانياً: التطهير

الجسم يقوم بتطهير نفسه كلّ 12 ساعة عبر المخارج الطبيعية التي خلقها الله تعالى له، فإن أصيب الجسم بالإمساك المزمن فيكون قد اعتلت فيه العمليات الحيوية، ولذلك يتم تطهير الجسم في حالة المرض بأخذ حقنة القهوة الشرجية مع تعويضه بكلّ المعادن والفيتامينات التي ستُفقد في أثناء عملية التطهير -القهوة الشرجية- وأيضاً شرب زيت الخروع بطريقة صحيحة.

ثالثا: التحلية

التحلية تكون في مجالين: داخل الجسم وخارجه، فأمّا عملية التحلية داخل الجسم فتكون عبر ما يلي:

  • استخدام نظام غذائي مُنضبط يعتمد على الخضراوات وبعض أنواع الفواكه.
  • شرب العصائر الطبيعة الخضراء الطازجة التي تمدّ الجسم بالعناصر والمعادن والفيتامينات الضرورية لبناء خلايا مُتعافية للجسم، بمعدل 2 لتر يوميا.
  • الطبخ بزيت الزيتون الأصلي العضوي، ويُفضل الطبخ المسلوق على البخار أو الشوي بالفرن.
  • تعويض الجسم بالمكملات والفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم.
  • تحلية الصحة النفسية من خلال الاستسلام لقضاء الله تعالى والرضى به، وإعلان السلام الحقيقي مع النفس والآخرين.

وأمّا عملية التحلية خارج الجسم فتكون عبر ما يلي:

  • استخدام ما هو طبيعي في تنظيف البيت، مثل: الخل والليمون وبيكربونات الصودا، أو أي منظفات من شركات موثوقة ومؤكد على عدم استخدامها المواد السميّة.
  • استخدام بدائل طبيعية لتنظيف الجسم، مثل: صابون زيت الزيتون أو أي بديل طبيعي.
  • استخدام معجون خالي من الفلورايد.
  • استخدام مساحيق طبيعية للتجميل، ومعطرات من مسك والعود والزيوت العطرية الطبيعية.
  • وضع الهاتف النقال في وضع الطيران عند عدم الاستخدام، وإغلاق شبكة "واي فاي" (wifi)، عند عدم الاستخدام عمومًا، وعند النوم خصوصًا.

ويعتبر النوم تحلية للتطهير ثمّ التخلية؛ إذ إنه خلال النوم تتمّ عملية الأيض والتمثيل الغذائي، فيتمّ طرد السموم بالنوم الصحيح الكافي، ومن المهم الذهاب للنوم في ساعة مبكرة، ويكون النوم بدون أي إضاءة تماما، حتى تعمل الغدة النخامية بطريقة صحيحة في أثناء النوم، كما أنّ النوم له دور أساسي في تنظيم دورة النوم الطبيعية من خلال هرمون الميلاتونين، وتزداد في أثناء النوم المحفزات التي تحارب الأمراض بجميع أنواعها.

من حيث بدأت مقالتي أنهيها؛ إذ بالوعي الحقيقي المبني بالعلم النافع والمتأصل على المنهج الرباني والمنسجم مع الفطرة السويّة يتمّ التغيير للوصول إلى العافية في كلّ مناحي النفس الإنسانية، ليتم التغيير بالوعي الفردي لِيتحقق الوعي الجمعي، وأضع بين يديّ القارئ الكريم بعض الكتب التي أُلفت لتبيّن حقيقة الأمراض عموما ومرض السرطان خصوصا ومنها: "عالم بدون سرطان" (World without cancer)، و"القضاء على السرطان بالتغذية" (Beating cancer with Nutrition)، و"الحقيقة حول السرطان" (The truth about cancer)، وكذلك الكتاب الذي أعدته ابنة الطبيب ماكس غيرسون -الذي ينسب إليه العلاج الذي اتبعته- كتاب "العلاج بطريقة غيرسون" (Healing The Gerson way)، كما أُذيع فيلم وثائقي عام 2010  "كات بويزون بيرن" (Cut Poison Burn) الذي كشف عن عدد من الحقائق تتعلق بفساد قطاع الصحة التقليدي لمرض السرطان في الولايات المتحدة؛ أي القطاع الذي يقدم الخدمات العلاجية، مثل العمليات الجراحية والعلاج الكيميائي والإشعاعي، والدليل تلك الزيادة في معدل نسبة المصابين بالسرطان من 10% في الأربعينيات إلى 50% اليوم.

لقد عرضت بالتفصيل تجربتي الكاملة مع التشافي في كتاب بعنوان "مرض السرطان بين الحقيقة والوهم" وسيعرض قريبا على منصة كتبنا.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.