شعار قسم مدونات

وأخيرا كرة القدم تنصف مارسيلو بيلسا

بعد غياب 16 عاما يعود نادي ليدز يونايتد للبريميرليغ بعد اخفاق العام الماضي في الملحق، استطاع المدرب الارجنتيني مارسيلو بيلسا تحقيق الصعود بعد غياب طويل، عندما سمعت خبر صعود ليدز يونايتد للبريميرليغ، شعرت بسعادة كبيرة من أجل هذا المدرب المجتهد، قلت في نفسي وأخيرا كرة القدم تبتسم لهذا المدرب وأخيرا تنصفه بعد سنوات طويلة ومحاولات عديدة ومع فرق ونوادي مختلفة ،رغم أن اللوكو يستحق أكثر من هكذا تتويج.

 

بيلسا عانى كثيرا مع كرة القدم كان دائم الوصول للألقاب لكن في النهاية دائما ما تخونه التفاصيل التي طالما اهتم بها رغم عبقريته وتجديده في عالم كرة القدم إلا أنه لحد الآن لم ينل ما يستحق. زيدان، غوارديولا، بوكيتينو،سيميوني، كونتي،تشافي، والعديد من الأسماء نهلوا من علمه وتدربوا على يديه وحضرو دوراته ومحاضراته. عندما سئل غوارديولا عن أفضل مدرب في العالم أجاب: مارسيلو بيلسا دون أدنى تفكير لأنه يعرف قدر معلمه سنحاول أن نسلط الضوء على هذا المدرب العبقري؟

البداية

مارسيلو ألبرتو بيلسا Marcelo Alberto Bielsa Caldera‏ والملقب بـ اللوكو بيلسا (مواليد 21 يوليو 1955 في روساريو) وهو المدرب الأرجنتيني والمدافع السابق للمنتخب، أدار بيلسا العديد من أندية كرة القدم وكذلك المنتخبين الأرجنتيني والتشيلي، في تشيلي تمكن بيلسا من تحقيق مركز متقدم للمنتخب بعد تحسن نتائجه تحت ادارته الفنية، وقد استحوذت شخصيته على اهتمام وسائل الاعلام مما أطلق العنان لسلسلة من الخلافات الرياضية والسياسية.

في عام 1980 بعد اعتزاله لعب كرة القدم قرر بيلسا البدء في مهمة التدريب كـ مدير فني لكرة القدم. مهمته الاولى كانت تدريب شباب النادي الأرجنتيني نيولز أولد بويز. في عام 1990 أعطيت لبيسا مهمة إدارة الفريق الأول للنادي حيث تمكن بعدها من الفوز على بوكا جونيورز بركلات الترجيح في بطولة تورنيو، كما وصل لنهائي كأس ليبرتادوريس عام 1992 لكنه خسر من نادي ساو باولو بركلات الترجيح، بيد انه وبعد خسارته النهائي بعدة اسابيع استطاع بيلسا وفريقه الفوز ببطولة تورنيو الختامية

فريق الجامعة

لك أن تتخيل أنه عندما كان يدرس في الجامعة قام بتدريب فريق الجامعة والذي قام باختيار 20 لاعب من 3000 آلاف طالب تخيل العمل والجهد والوقت الذي استغرقه البحث عن الفريق الجامعي هذا الفريق الهاوي استطاع بفضل بيلسا أن يتعادل مع فريق بوكاجونيور ب وأحرجه في الدقائق الأخيرة وضغط عليه وكاد أن يفوز عليه.

مهوس بالتفاصيل

بعد نهاية مباراة مباراة أتلتيك بلباو وبرشلونة أهدى بيلسا لبيب غوارديولا ملفا كاملا عن فريق برشلونة اللاعبين الخطط تحركات اللاعبين كل شيء عن برشلونة تفاصيل دقيقة جدا لا تخطر على البال لدرجة أن غوارديولا بعد أن قرأ الملف قال لبيلسا أن تعرف برشلونة أكثر مني.

شغف بيلسا بكرة القدم سر نجاحه

أفكر بكرة القدم، أتكلم كرة القدم، أقرأ كرة القدم، هذه إحدى عباراته التي تدل على مدى حبه وعشقه لهذه اللعبة، كما يروي هو أنه عندما كان مدرباً لنادي الولد بويز، الذي وصل للقمة تحت قيادته، وفي إحدى المباريات خسر 5/0 عاد إلى بيته وأغلق باب غرفته وانخرط في البكاء، جاءت زوجته لتُحاول أن تخفف عنه، وسألته: ماذا أنت فاعل؟ فقال: لن أتخلى عن فلسفتي، ولن أتراجع.

 

وعند الخروج من المونديال مع المنتخب الأرجنتيني عام 2002 اختفى عن الأنظار مدة 3 أشهر في مزرعته، وكان يراجع أشرطة الفيديو للمباريات التي خاضها، للوقوف على أسباب الخسارة وتدارُك الأخطاء، وعندما عاد لم يقدم استقالته، بل كان مصمماً على تقديم لقب لمنتخب بلاده، وهو ما حدث في الألعاب الأولمبية، بعدما أحرز المنتخب الأرجنتيني أولى ميدالياته الذهبية في كرة القدم تحت قيادته.

مبادئ بيلسا

مشكلة مارسيلو بيلسا بالنسبة لعالمنا الحالي البرغماتي الرأسمالي هي مبادئه التي لا يتنازل عنها تخيل أنه عندما توج بلقب الدوري الأرجنتيني مع نادي اولد بويز أهدى اللقب إلى أخيه وبعد مدة أعتذر وقال أنني خالفت مبادئي ولم يكن من المفروض أن أهدي اللقب لأخي، رفض التوقيع مع نادي لاتسيو الايطالي لأن النادي الايطالي لم يجلب اللاعبين المتفق عليهم ضمن مشروعه في التاريخ المحدد والمتفق عليه رفض عقدا ماليا كبيرا لأنه يتخالف مع مبادئه.

لماذا لم يدرب فريقا كبيرا

قد يطرح الكثير سؤال مهما لماذا لم يدرب بيلسا فريقا كبيرا باعتقادي الاجابة واضحة وسهلة في عالم كرة القدم اليوم يسيطر الاعلام والنفوذ والرأسمالية البرغامتيه النفعية وبيلسا يريد كرة قدم مثالية أقرب لكرة القدم الفاضلة والتي يستحيل أن تكون ضمن الأندية الكبيرة والأسماء الكبيرة، بيلسا لا يهمه الأسماء والنجوم لهذا سيكون لا محالة هناك تصادم بينه وبين الأسماء الكبيرة بين أفكاره وبين أفكار رؤساء النوادي الكبيرة لهذا تتفادى الأندية الكبيرة التعاقد معه رغم عبقريته وكفاءته.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.