شعار قسم مدونات

عدوى التوريث.. هل يستنسخ نتنياهو نموذج "عائلة الأسد" في إسرائيل؟

blogs نتنياهو

لطالما شكلت إسرائيل في الوعي الجمعي العربي تعقيدا مضللا بسبب التباس نظامها السياسي، هل هو ديني أم علماني، والمغدي الرئيسي لدلك هو تعاطي إسرائيل مع قضاياها الداخلية الإقليمية وحتى الدولية، فكل رئيس وزراء يأتي لحكمها يجب أن يثبت تطرفه الأقصى في ضمان أمن شعبها، وهو ما مارسه بنيامين نتنياهو أو بيبي كما تدعوه زوجته في سبيل حصوله على الحكم.

  

زوجته التي واجهت تهما بالفساد واقتيدت للتحقيق أكثر من مرة، حكمت عليها محكمة العمل الإسرائيلية بتعويض موظف بعدما أهانته أكثر من مرة في مكتب زوجها رئيس الوزراء وجاء قرار الحكم مؤيدا لمزاعم الموظف في 40 صفحة مسنودة بشهادات موظفين من مكتب زوجها، وقبلها بأشهر واجهت تهما بشراء أثاث للإستعمال الشخصي بأموال دافعي الضرائب اليهود، المرأة الحديدية كما تلقبها الصحافة العبرية نقل موقع صحيفة يدوعوت أحرونوت عن مصدر مطلع من مكتب رئيس الوزراء قوله إن ممارسات سارة نتنياهو تثير جنون الجميع، فيما ذكرت مصادر أخرى أن 2 من مسؤولي المكتب قد فكروا جديا في الاستقالة، مضيفة أن نتنياهو ربما أصبح أكثر نضجا وأقل تهورا، مقارنة بتصرفاته خلال فترة ولايته السابقة، لكنه مازال خاضعا لتأثير زوجته.

 

بالرغم من ضالة فرصه في القريب العاجل من أجل حكم إسرائيل لكن الواضح أن العدوى قد تمكنت من عائلة نتنياهو، زوجة متسلطة ونافدة وابن له يد خفية في قرارات مهمة تتخدها الحكومة، مدعوما بمناصب عائلته

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشرت العديد من التقارير حول تدخلات سارة نتنياهو فى شؤون الحكومة وحصولها على صلاحيات ونفوذ أتاحت لها تعيين أقاربها فى مناصب حساسة داخل الحكومة وخارجها. وتحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قدرة سارة، التي كانت تعمل مضيفة طيران، على تفعيل أي قرار سياسي داخلي أو خارجي، وقالت إنها تزرع جواسيس على زوجها فى ديوان الحكومة ووفقاً لما نقلته معاريف مؤخراً عن شخص عمل إلى جوار نتنياهو ورفض الكشف عن هويته، فإن الجميع فى الحكومة الإسرائيلية يدرك أنه لابد من موافقة سارة على أي قرار قبل توقيع نتنياهو عليه الذي يصفها بالثروة الثمينة أمام مساعديه وأعضاء حكومته.

  

المرأة الثمينة تحضر صغيرها المتقلب كما وصفته صحيفة هارتس لمنصب منتخب وتتحدث عنه كرئيس وزراء قادم لإسرائيل ورغم فضائحه الكثيرة من هروب من دفع فواتير إقامة في فندق الهيلتون بالبرازيل وتحريضه المستمر ضد المسلمين وعدم خبرته السياسية إذ انضم لحزب الليكود عام 2015، لكن لا يدرك كثيرون التأثير المتزايد ليائير نتنياهو في اتخاد القرارات الإسرائلية، حسب تعبير صحيفة هارتس.

 

الصغير نشط بقوة في انتخابات 2015 إذ استخدمت أفكاره لمواجهة المد الجارف الدي طال سمعة والده بسبب عجزه أمام صواريخ حماس، فقد جند أصدقاء له في الكنيست من أجل سن قانون منع الأذان مما أكسب أباه سمعة المصر على محو آثار الإسلام من الحياة اليهودية لاستمالة اليمين المتطرف، وقد نقلت النيويورك تايمز بأنه كان المستشار غير الرسمي لحملة والده في الانتخابات الأخيرة، رغم أنه أدار الحملة بأسلوب عدواني جدا ضد منافسي والده.

 

يكاد يتفق العرب جميعا على أن التوريث سمة مختصة فقط بالأمة العربية، دون احتساب الممالك والإمارات الغربية التي تملك ولا تحكم، لكن الأمور في إسرائيل تتجه نحو تغيير القاعدة، والأمر ليس حكرا على العرب فقط، فهاهو نتينياهو يدفع بولده نحو الحكم متغاضيا عن تهوره وفساده وفضائحه وتوريط والده حتى في مشكلات اقليمية بسبب تراشقه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحريضه على المسلمين في الوقت الدي يعقد فيه والده تحالفات قوية مع جيرانه العرب.

  

التوريث في حد ذاته ليس مشكلة وشكل النظام جمهوريا كان أم ملكيا، لكن المشكل دوما في الممارسة الصحيحة للحكم وترسيخ الأقدام بقوة في عالم شرس، لكن أن تدفع بفاسد متهور يفعل كل شيئ من أجل السلطة فهدا ما سيقترفه نتيياهو الدي تنبأت له الكثير من الأوساط الإسرائيلية بأن سبب سقوطه سيكون يائير، الدي تشبع سجله بالفضائح، لكن دعم أمه ونفودها جعل منه رجلا قويا في السياسة الإسرائيلية، وأصبحنا نرى له أدوارا وإن كانت غير رسمية، فهو يحضر مؤتمرات الإيباك ويلقي كلمة في أكثر من محفل لأقوى لوبي خارجي يدعم إسرائيل، ويسعى بتقديم من والده لكسب ثقة كبار رجال المال والسياسة في أمريكا من أجل قادم الأيام.

  

بالرغم من ضالة فرصه في القريب العاجل من أجل حكم إسرائيل لكن الواضح أن العدوى قد تمكنت من عائلة نتنياهو، زوجة متسلطة ونافدة وابن له يد خفية في قرارات مهمة تتخدها الحكومة، مدعوما بمناصب عائلته، التي سيحتاج دعمها في مستفبل حياته السياسية التي يعدها له أبواه ليكون رئيس الوزراء القادم كما تحب أمه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.