شعار قسم مدونات

الإسلام ليس الحل الديموقراطية هي الحل!

blogs - مظاهرة

الإسلام ليس الحل سيقول البعض هكذا عنوان ليس إلا نوع من الاستفزاز بقصد جذب القارىء أو هو نوع من الاستخفاف بهذا الشعار العظيم في نظرهم. في الواقع ما يقصده العنوان هو أن أنسب شعار لهذه المرحلة والأزمة وأكثر شعار يعبر عن الطريق الذي سيقودنا إلى التخلص من كل الاستعباد والجهل والفقر هو الديموقراطية بدلا من الهروب من الحل إلى شعارات كبيره تشتت العقل وتشعب المسار فيراه كل حزب كما يهوى وتفهمه كل نفس كما تشاء مثل الإسلام هو الحل أعتقد أن السير في سبيل الديموقراطية هو تطبيق للإسلام أكثر من إطلاق شعار الإسلام هو الحل.

 

يستنكر البعض كلمة ديموقراطية وإطلاق هكذا حل لأسباب غريبة أنها كلمة معاصرة لم يقلها الرسول صلى الله عليه وسلم أو الصحابة وثانيا أنها جاءت من الغرب من بلاد الكفار لكن ظهور مصطلحات جديده هو أمر طبيعي وليس مبررا لرفضها كما أن الغرب جاء بها لنفسه وطبقها على نفسع أما نحن العرب فحرام علينا لم تكد تشتعل الثورات التي أعطتنا بصيص أمل بال ديموقراطية حتى اتحدت الأمم وتآمرت للاشعال ثورات مضادة اضطهدت الشعوب الثائره وبثت فيهم الرعب والدم.

 

الديموقراطية هي أن ترى حاكمك موظفا إداريا وشخصا عاديا وليس إلها مقدسا، الديموقراطية هي أن يسير الحاكم في الشارع دون أن يتجمع حوله الصغير والكبير بالمديح والهتافات والطلبات الشخصية والخاصة والتي لا علاقة لها بالوطن ثم يتحدثون عن تواضعه كيف كان يسير على قدميه دون أجنحة مقدسة الديموقراطية هي أن نكره الفساد وليس عدم الاستفادة من الفساد.

 

حين تحل الديموقراطية محل حكم الأشخاص ويتوقف الاستبداد ويوضع قانون ودستور يراعي حقوق الإنسان والعدالة ينصاع له الجميع حينها ستبدأ الحياة المشرقة والمشاريع الاقتصادية والتنموية

كل هذه المفاهيم تجسدت بشكل واضح في خلافة عمر بن الخطاب فقلبه التقي كان يشعر أن المسلمين سيعودون للذل والاستعباد وكان يخشى عليهم هذا اليوم حين قال: أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه ـ فقام له رجل وقال: والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا، فقال عمر: الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من يقوم اعوجاج عمر بسيفه، وغيرها من المواقف والأقوال.

 

كل الذين يعتقدون أن على أي حاكم أن يبدأ الحكم بتطبيق تعاليم الإسلام مخطئون بل عليه أن يبدأ بتطبيق الحرية والعدالة ومشاريع التنميه فحتى الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبدأ بتطبيق كافة التعاليم فقد كان الإسلام ضد العبودية المنتشرة والمتأصلة في كل بيت لكن لم يفرض على الناس التخلي عن العبيد بل تدرج بصورة مدهشة بانهاء هذه العادة والتي استغرقت زمنا طويلا حتى اندثرت.

 

الهاربون من المواجهة والحياة باللجوء للتدين أكثر وأعتقد أن إطلاق شعار الإسلام هو الحل كأكثر شعار يحظى بشعبية في الوطن العربي على أنه الحل لكل أزمات البلاد العربية التي تعاني الاستبداد والفقر هذا الشعار هو أيضا نوع من الهروب فالمواجهة والتحدي والوصول للحياة لا يمكن تحديده بهذا الحل الذي لا يتصل بشكل مباشر مع أسباب المشكلة وطرق حلها عدالة الإسلام هي الحل نظام التكافل الاجتماعي في الإسلام هو الحل الحكم لقانون واحد يحكم الجميع وليس لهوى الحاكم هو الحل.

 

إذن لنقل بكلمة مختصرة وعملية تسهل علينا السير في الطريق التي تؤدي للحل أن الديموقراطية حقا هي الحل أصل المشكلة ومنبعها هو في حكم الأشخاص بدلا من حكم القانون والدستور في عالمنا العربي اعتدنا بشكل خطير وبشع على حكم الأشخاص وظهر ذلك جليا في فترة الربيع العربي في حوارات العامة وأحاديثهم في كل البلدان تشعر أن فكرة حكم الأشخاص تتجذر في فكرهم وأعماقهم هم لا يتخيلون أن القانون يمكن أن يحكم الجميع وأن الحاكم مجرد موظف يتبع القانون فتجد البعض يقولون لماذا يقوم الشباب بالثورات وماذا إن ذهب هذا الحاكم من سيأتي بعده ! والبعض يقول لا نريد أن يحكمنا الإخوان المسلمون!!

 

لماذا هناك تصور أن فئة ما أو شخص ما سوف يحكمنا في النظام الجمهوري هناك صندوق انتخابات يرشح رئيس الجمهورية وتنتهي دورته لتبدأ انتخابات أخرى وفي النظام الملكي هناك ملك محدود الصلاحيات بالمقابل يوجد رئيس وزراء يوافق على انتخابه مجلس النواب المنتخب من الشعب وهناك اختلافات في الدول الديموقراطية في قوانين الصلاحيات والانتخاب لكن في النهاية الجميع يحكمه القانون ولا يوجد حكم أشخاص لأن حكم الشخص هو حالة غريبة ومشكوك بها لا يمكن أن تكون برضا الشعب.

 

لا يمكن أن يكون هناك شخص قادر على إدارة البلاد على هواه بالعدل والصواب إنما لا بد أن يكون تابع ومنصاع لقانون ومحاسبة كأصغر موظف في الدولة وحتى لو كان ملاكا فإنه مع الصلاحيات المتاحة ومع جعله خطا أحمر وكثرة التسحيج والتهليل والتبجيل من حوله لا يمكن إلا أن يتحول لمستبد وطاغية حين تحل الديموقراطية محل حكم الأشخاص ويتوقف الاستبداد ويوضع قانون ودستور يراعي حقوق الإنسان والعدالة ينصاع له الجميع حينها ستبدأ الحياة المشرقة والمشاريع الاقتصادية والتنموية وستكون أخلاق الإسلام هي الأساس لأن الدين قبل كل شيء معاملة ستعمر المساجد بالمصلين و تفخر المحجبة بحجابها وعباءتها ويصل صوتها لأبعد مدى لأننا في بلاد تحترم الإنسان و تعطيه حقه أيا كان.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.