شعار قسم مدونات

خطوتان تضعانك على طريق الناجحين!

blogs تأمل

بعيدا عن محاضرات تطوير الذات والجدل الذي يصاحب عادة الحديث عن هذه المواضيع والجدوى من كل ذلك. يبقى السؤال الأبدي دائما حاضرا؛ كيف يمكنني أن أكون نسخة أفضل مما أنا عليه اليوم…؟ كيف أتطور وأنجح وأتقدم على الصعيدين المهني والشخصي..؟

لوم الذات والظروف المحيطة -وهي بالتأكيد صعبة في عالمنا العربي الذي يعج بالفساد والقمع وانعدام الفرص أحيانا- أمر سهل ومريح للنفس، لكنه لن يحل المشكلة أبدا. ما الذي يمكنك فعله؟ هل تستسلم للظروف؟ يمكنك ذلك، وفي المقابل، يمكنك أن لا تفعل وتحاول تغيير الأمور بالكامل. إن نظرت لمن حولك، وخصوصا أولئك الذين غيروا ونجحوا، ستجد أن ظروفهم لم تكن بالتأكيد مثالية. كل ما في الأمر أنهم لم يرضوا بواقعهم فأرادوا التغيير، والتزموا الطريق نحو ذلك. الخطوات التالية ليست مجرد خطوات، تفعلها مرة واحدة وينتهي بك المطاف في مصاف الناجحين..! إنما هي منهجية تفكير، وطريقة عمل، ينبغي أن تصحبك دائما في الحياة. 

1- اتخذ قراراك الآن

الأمور العظيمة لا تُبنى بين ليلة وضحاها. ينبغي للجهود أن تتراكم، وللنجاحات أن تتواصل حتى يتم الأمر. ببساطة لا يجب أن تتوقف عندما تصبح الطريق وعرة وصعبة، بل ينبغي أن تحاول وأن تجد طريقا أخرى للوصول

قبل أن تخلد إلى النوم كل ليلة أنت أمام خيارين اثنين؛ الأول: أن تستيقظ مبكرا لصلاة الفجر، وتمارس شيئا من الرياضة، ثم تنطلق نحو وجهتك إن كانت عملا أو دراسة. الثاني: أن تستيقظ متأخرا، وتتجه مباشرة وبسرعة نحو عملك وأنت ما زلت تفرك عينيك من أثر النوم. كلا الخيارين متاح أمامك، وأنت بمليء إرادتك تتخذ القرار المناسب لك كل يوم.

مثل ذلك، هي أغلب شؤون حياتنا. نحن كل يوم أمام خيارات عدة؛ إما أن نأخذ القرار السهل ونمنح أنفسنا شيئا من الراحة والمتعة الآنية، وإما أن نأخذ الخيار الصعب، ونمضي وقتنا في عملية تعليم أو تثقيف أو تدريب؛ تُعطي مفعولها بعد حين. يمكنك مثلا أن تركن إلى الوظيفة الاعتيادية، وتستسلم لظروف العمل الروتينية، ستفرح بالراتب نهاية كل شهر، وستستمتع بإجازات نهاية الأسبوع، لينتهي بك المطاف بعد سنوات متقاعدا كل ما تملكه من المال "مكافأة التقاعد" ولا شيء آخر..! في النهاية هو قرار أنت اتخذته وسلّمت حياتك لكل تبعاته.

ما ينبغي لأحدنا أن يلاحظه أن أغلب الأمور التي تساعدنا على التميز والتطور، هي أمور ينبغي لصاحبها أن يُجهد نفسه وجسده خلفها، وهي بالتأكيد قرارات شخصية مئة في المئة. في الحقيقة، يصعب فهم أولئك الذين يلومون ظروفهم التعيسة، وفي نهاية الأسبوع، تجده بين المقاهي والمطاعم أو في أحسن الأحول جالسا أمام التلفاز. ينبغي أن تضحي بكثير من أوقات الراحة إن كنت تريد التقدم والتغيير.

2- التزم بقرارك الذي اتخذته
الآن بعد اتخاذ القرار، ما هي الخطوة التالية؟ إنه الالتزام. حالما تتخذ القرار يجب أن تلتزم به حتى النهاية. والنهاية نعني بها الوصول إلى نهاية الطريق. ينبغي أن تبقى نهاية الطريق ماثلة دائما أمام عينيك. لا يجب أن تستسلم وتتوقف في منتصف الطريق لأي سبب كان. بالتأكيد لن تكون الأمور سهلة، وإلا لما سُمي التزاما. الالتزام هو مفتاح تحقيق المشاريع وإنجازها. هو العلامة الفارقة بين شخص أراد أن يكون ناجحا على اليوتيوب؛ فالتزم بإصدار مقاطع الفيديو لعدة سنوات، وبين آخر اتخذ قراره وبدأ، لكنه يئس بعد عدة أشهر..!

الأمور العظيمة لا تُبنى بين ليلة وضحاها. ينبغي للجهود أن تتراكم، وللنجاحات أن تتواصل حتى يتم الأمر. ببساطة لا يجب أن تتوقف عندما تصبح الطريق وعرة وصعبة، بل ينبغي أن تحاول وأن تجد طريقا أخرى للوصول. الآن هل اتخاذ القرارات والالتزام بها من السهولة بمكان؟ بالتأكيد لا، لكنك مع مرور الوقت ستجد أن الأمور قد باتت ممتعة بعض الشيء، وباتت الإنجازات الصغيرة محفزا لمزيد من العمل. لقد أصبحت التجربة الشخصية حقيقية، ولم تعد مجرد نظريات وأحاديث عن تطوير الذات. في النهاية سيغدو لك التعامل مع أمور الأمس "الصعبة والمتعبة"؛ أسلوب حياة لا أكثر ولا أقل..!

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.