حالة اغتراب القلب التي نعيشها تحتاج لأن نختلي بالقرآن أكثر وأكثر، وأن نتدبره ونفتش فيه عن كنوزه المخبوءة التي لا يجدها إلا من فتح الله عليه، ولن يفتح الله إلا على من أخذ هذا الكتاب بحقه. "الغربة" داء ، و"القرآن" شفاء. |
الآن يمكنني أن أفهم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال في الحديث الصحيح: "كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل" ناصحاً بعض أصحابه، أراد منهم حبيبُنا أن يعيشوا شعور ذاك الطريد المشرد الذي يبحث دائما عن الأمان والمأوى والركن الشديد، فيقنَع بالقليل من الدنيا، ويبحث دوما عما يكون له ذُخراً في آخرته، ولا يُعلق آماله إلا بمولاه _والله أعلم_ !
وعندما نبحث عن "الأمان" فإننا نجدُ الله سبحانه وتعالى قد أوضح لنا الطريق إليه في قوله تعالى "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ"، لكن أيّ قلوب تلك التي تستفيد من هذا الدواء الرباني؟! إنها القلوب التي تعرض نفسها علي القرآن عرض المريض الذي أنهكه الداء، واستبَدَّ به الألم، واستفحل فيه الخطر، حتي ما إذا ما استسلم للرحيل وأيقن أن لا مفرّ منه، وجد الدواء الناجع الذي سينقذه من وطأة هذا البلاء، أتُراه يُعرض عن تناوله؟! أتحسبه يقصر في أخذه حسب جرعاته المحددة ومُدَدِه المعلومة؟! قطعا لن يفعل، ولو تعاملنا مع القرآن تعامل هذا المريض مع الدواء، موقنين بأنّه دواء الله الناجع لاستراحة قلوبنا بإذن خالقها!
ويبدو لي _والله أعلم _ أن حالة اغتراب القلب التي نعيشها تحتاج لأن نختلي بالقرآن أكثر وأكثر، وأن نتدبره ونفتش فيه عن كنوزه المخبوءة التي لا يجدها إلا من فتح الله عليه، ولن يفتح الله إلا على من أخذ هذا الكتاب بحقه. "الغربة" داء ، و"القرآن" شفاء.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.