نتيجة الفضول! إن من عادتي تتبع سير العباقرة والمؤثرين من العرب والمسلمين لمعرفة أصولهم ونشأتهم والمصادر العلمية التي استندوا إليها، فغالبا ما يكون العامل المشترك بينهم هجرتهم إلى الخارج سواء لتلقي تعليمهم أو للتطوير والعمل الشخصي! وكذلك قادني فضولي لقراءة تفاصيل الخبر، وكما توقعت، فلم يكن أحدهم نتاج وطننا العربي، فقد كانوا جميعا قد درسوا وتوطنوا ما بين أميركا وبريطانيا وأوربا، فما فائدة أصولهم العربية إن لم تكن هي سر وصولهم؟! ولماذا نميزهم عن غيرهم فجميعهم استثمروا إمكاناتهم في بيئة ووطن خصب يدعم المبدعين!؟
ليس الهدف من قراءة هذا الواقع هو إحباط الأجيال الصاعدة وإغلاق الأبواب في وجه المبدعين والطموحين، وإنما علينا أن نعي هذا الواقع ليكون لنا صحوة ونعيد فهم أنفسنا وديننا. |
لماذا؟ لماذا تنازلنا عن القيام بالواجب واكتفينا بأعمال غيرنا وافتخرنا بها؟! من أوقعنا في هذا الضعف والاتكالية غير أوطاننا العربية! كيف لا وشبابنا غير قادر على تفجير طاقاته المكمونة في دول لا تحترم تلك الطاقات ولا تقدرها، بل وربما قد تصل إلى مستوى التضييق أو الإقصاء للمبدعين في بعض الدول. علاوة على أن الشباب في بلادنا يملأ عقولهم ووقتهم الانشغال بتأمين لقمة العيش وأساسيات الحياة، مقابل من يدمرهم الترف الزائد والسطحية، والأهم من ذلك كله منظومة التعليم التي ينخرها الغش والأساليب التقليدية وهوس العلامات الذي أفقد التعليم القيمة الأساسية له، وهي تطوير العقل وإطلاق مكنوناته.
لا لليأس! هذا ليس تعميما بالتأكيد، فهناك نماذج نفتخر بها من بيننا، وليست كل الدول بنفس المقياس أيضا، وليس الهدف من قراءة هذا الواقع هو إحباط الأجيال الصاعدة وإغلاق الأبواب في وجه المبدعين والطموحين، وإنما علينا أن نعي هذا الواقع ليكون لنا صحوة ونعيد فهم أنفسنا وديننا، لنكون واقعيين في تحديد بوصلتنا وخاصة اللاجئين في وقتنا الحالي، ولنبذل كل جهودنا لتصحيح المسيرة التعليمية بدايةً بتغيير مفهوم المدرسة والدراسة لدى المعلمين أولا ثم أبنائنا، ولنراقب معيار الفخر والعزة في ديننا وأوطاننا.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.