شعار قسم مدونات

رائد صلاح.. الأيقونة الفلسطينية الثائرة

رائد صلاح
رائد صلاح، أو شيخ الأقصى كما يُحب أن يسميه رفاقه وأبناء شعبه، اسم ارتبط مباشرة بالمسجد الأقصى المبارك وما يتعرض له من محاولات للتهويد والتقسيم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كما شكل عنواناً للصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، في وجه الاحتلال وجرائمه العُنصرية التي واجهها الشيخ رائد صلاح وإخوانه بحزم وقوة.

ولد الشيخ رائد صلاح في نهاية الخمسينات من القرن الماضي في مدينة أم الفحم (مدينة فلسطينية محتلة يطلق عليها أهلها "أم النور"، جميع أهلها مسلمون، وتقع ضمن المثلث الشمالي، شمال فلسطين، أسسها المماليك حوالي عام 1265م )، والتحق في سن مُبكرة بالحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل، (انشقت الحركة الإسلامية إلي الجناح الشمالي الذي يرأسه الشيخ رائد صلاح، والجناح الجنوبي عام 1996م بعد قرار بعض قادتها الدخول في الانتخابات الإسرائيلية "الكنيست" وهو ما يرفضه الشيخ صلاح، وقد تعرضت الحركة الإسلامية الجناح الشمالي للحظر بقرار من المحكمة الإسرائيلية في 17 نوفمبر 2015، وأغلقت عدد من مؤسساتها وجمعياتها الخيرية).

تعرض الشيخ رائد صلاح لمحاولتي اغتيال خلال السنوات الماضية، الأولى كانت عام 2000 مع بداية انتفاضة الأقصى، حيث أصيب الشيخ بعيار ناري في الرأس، كما أصيب مرة أخرى خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي لسفن أسطول الحرية في مايو من العام 2010م.

شكل الشيخ رائد صلاح عنواناً للإرادة والتحدي الفلسطيني في الداخل المحتل، واعتبره الكثير من الشباب رمزاً يُحتذى به، وهو ما أهله للفوز بأغلبية ساحقة في انتخابات بلدية أم الفحم ثلاث مرات متتالية، وقد أظهر الشيخ صلاح أداءً مميزاً خلال تلك الفترة زادت من شعبيته وشعبية الحركة الإسلامية، وفي عام 1996م انتخب الشيخ رائد صلاح رئيساً للحركة الإسلامية وما زال على رأسها حتى اليوم.

تعرض الشيخ رائد صلاح لمحاولتي اغتيال خلال السنوات الماضية الأولى كانت عام 2000 مع بداية انتفاضة الأقصى حيث أصيب الشيخ بعيار ناري في الرأس، كما أصيب مرة أخرى خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي لسفن أسطول الحرية في مايو من العام 2010م، ومنذ الثمانينات من القرن الماضي تعرض الشيخ رائد صلاح للاعتقال مرات عديدة وللإقامة الجبرية والمنع من السفر كان آخرها اعتقاله 9 أشهر قبل إطلاق سراحه في 17 يناير 2017م.

شكل الشيخ رائد صلاح ومن خلال قيادته لجمعية الأقصى لرعاية المقدسات الإسلامية، جداراً قوياً في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وارتبط اسمه بالمسجد بعد كشفه لأخطر الحفريات الإسرائيلية أسفل أساسات المسجد الأقصى المبارك، وما صاحب ذلك من موجة غضب فلسطيني عرفت بهبة النفق عام 1996م والتي استشهد فيها نحو 63 فلسطيني، واستمرت جهود الشيخ رائد صلاح في الدفاع عن المسجد الأقصى في كل المحافل الدولية والإعلامية، وهو ما شكل عثرة في وجه المشروع الإسرائيلي.

نال الشيخ رائد صلاح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، نظراً لجهوده الكبيرة في خدمة المسجد الأقصى المبارك ودعم صمود أهله.

لم يتوقف جهد الشيخ رائد صلاح على الجانب الإعلامي في دفاعه عن المسجد الأقصى، بل أطلق واحد من أهم المشاريع التي شكلت رافعة وحماية للمسجد الأقصى وهو ما عرف بمشروع "مسيرة البيارق"؛ لتسيير الحافلات إليه من كافة البلدات العربية. ونجح الشيخ رائد صلاح بإعمار المصلى المرواني وفتح بواباته، وإعمار الأقصى القديم وتنظيف ساحاته وإضاءتها، وإقامة وحدات مراحيض ووضوء عند باب حطة والأسباط والمجلس، وعمل على تنظيم حلقات ذكر وقراءة قرآن في مصاطب المسجد الأقصى، وهي ما عُرفت لاحقاً بـ "المرابطين في الأقصى".

كما أن الشيخ رائد صلاح قد ساهم في إنشاء مشروع "صندوق طفل الأقصى" الذي يهدف لدعم مشاريع إعمار المسجد الأقصى، وربط شريحة الأطفال بقضية المسجد الأقصى. وساهم بتنظيم المسابقة العالمية "بيت المقدس في خطر" التي تُجرى سنويًا في رمضان بمشاركة عشرات الآلاف من كافة أرجاء العالم. بالإضافة إلى مسابقة "الأقصى العلمية الثقافية" وغيرها. ساعد الشيخ رائد صلاح بإصدار العديد من الأفلام الوثائقية عن المسجد الأقصى.

في عام 2013م نال الشيخ رائد صلاح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، نظراً لجهوده الكبيرة في خدمة المسجد الأقصى المبارك ودعم صمود أهله، وإحباط كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لتهويده وإفراغه من المصلين.

خمسة عقود والشيخ رائد صلاح يقود جهود الدفاع عن فلسطينيي الداخل المحتل، ويحمل لواء المسجد الأقصى المبارك، رغم تخاذل القريب وتآمر البعيد، وبين الاعتقال والمطاردة والإقامة الجبرية والحرمان من الصلاة في الأقصى، وصولاً لمحاولات الاغتيال. لم يتوقف الشيخ رائد صلاح عن جهوده الرائدة في خدمة المسجد الأقصى والمقدسات وفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي، ليسجل بذلك اسمه كأيقونة للثورة الفلسطينية في وجه أبشع احتلال عرفه التاريخ المعاصر.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.