شعار قسم مدونات

مبروك للعدالة.. أميركا عاقبت أداة الجريمة

blog-سوريا

لم نعد نسمع أن السوريين يحيون ذكرى مجزرة الغوطة الكيميائية التي وقعت في شرق العاصمة السورية دمشق وراح ضحيتها أكثر من 1500 قتيل ومئات من المصابين حسب تقاريرغربية في منتصف عام ٢٠١٣، فقد أضحت الهجمات أمراً اعتياديا وروتينا يوميا في كل معركة تحرير تخوضها المقاومة السورية.

 إذاً "عدو الله" -كما وصف رئيس الوزراء المنشق "رياض حجاب"- نظام الأسد لم يكتف بقتل شعبه باستخدام جميع أنواع البارود والذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا، بل تعداها إلى استخدام سلاح الرعب الكيميائي الذي زوده به حليفه الروسي في عهد الرئيس الراحل "حافظ الأسد" إبان الاتحاد السوفياتي.

طالما تبجح النظام السوري بأن سلاحه الكيميائي إنما هو سلاح ردع وتوازن أمام الكيان الصهيوني، لكنه أبى إلا أن يذيق شعبه مرارته ثمناً لمطالبته بالحرية

سلاح طالما تبجح النظام السوري بأنه سلاح ردع وتوازن أمام الكيان الصهيوني، لكنه أبى إلا أن يذيق شعبه مرارته ثمناً لمطالبته بالحرية. 

 أنكر النظام السوري بدايةً وقوع القصف، وشكك معه حليفه الأبرز روسيا بصحة الصور التي نشرها ناشطون، لكن تقارير طبية وصور الأقمار الاصطناعية كانت خير دليل على وقوع الجريمة، فانتقل الأسد إلى اتهام المعارضة بشن الهجوم على مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة أصلاً.

 وأطلت عجوزالإعلام كما يصفها الناشطون السوريون "بثينة شعبان" مستشارة الأسد الإعلامية متهمة من وصفتهم بـ"الجماعات الإرهابية" بقتل ضحايا في اللاذقية غربي سوريا -ذات الأغلبية العلوية- ونقلهم بشاحنات للغوطة لاتهام النظام واستجرار التدخل الأميركي.


قلق أممي

 اختلفت المواقف واختلفت معها ردود الأفعال، .فالأمين العام للأمم المتحدة "بان كيمون" قلق وكلف بتشكيل لجنة تحقيق، والموقف الأميركي بدا هذه المرة أكثر حزماً، وبعيداً عن أسلوب التصريحات التي اعتادها السوريون، إذ أمر بتحريك بوارجه لمعاقبة النظام بعد تجاوزه الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس الأميركي "باراك أوباما".

 تسارعت الأحداث وسارع معها وزيرالخارجية السوري "وليد المعلم" إلى إعلان استعداد دمشق تخليها عن الأسلحة الكيميائية بعد الإنذار الأخير الذي وجهه "أوباما" .

أنهى المجتمع الدولي فصول رواية "بشار الكيميائي" وذلك بمصادرة أداة الجريمة وترك الجاني حراً طليقاً يستمر بجرائمه

قبل المجتمع الدولي العرض وسُحبت البوارج الأميركية لتحل محلها سفن لنقل الكيميائي وقامت بتدمير آخر شحنة قبل عامين في عرض البحر في صفقة أسعدت النظام السوري وأراحت الأميركي.

 وهكذا انتهت المهمة، فأبدى "كيمون" ارتياحه، فالأسلحة أضحت في خبر كان، و تم معاقبتها، وعلى المجتمع الدولي أن يتنفس الصعداء والجانب الأميركي أن يبتسم.


"كأنهم نيام"

 هذا ما يصف به إعلاميون سوريون جثث الأطفال والنساء التي غصت بها شوارع وبيوت الغوطة عبر "هاشتاغ" ضجت به شبكات التواصل الاجتماعي آنذاك، لكن وبعد ثلاث سنوات من هذه المجزرة الشنيعة لا يزال السوريون ينامون بصمت والأمم المتحدة تعبرعن قلقها والعرب لا حول ولا قوة في سبات إلى أن يأذن الله.

هي إذاً مواقف خجلة، تهدف إلى ذر الرماد في العيون. بعد تورط أميركا بجعل استخدام الكيميائي خطا أحمر لم يتوقع الرئيس الأميركي نفسه أن يتجاوزه الأسد، كما يقول السوريون. 

 أنهى المجتمع الدولي فصول رواية "بشار الكيميائي" -يضيف ناشطون- وذلك بمصادرة أداة الجريمة وترك الجاني حراً طليقاً يستمر بجرائمه.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.