عبد الله الطحاوي

الدولة الإسلامية كانت لحراسة الشريعة، أما تطبيقها ففي يد المجتمع المدني الرحمي العلمائي، وكان ميراث النبي محققا في المجتمع حيث العلماء هم ورثته وأهل الله وخاصته وكانت السلطة الفعلية بأيديهم.

الديمقراطية هي فكرة المساءلة، ولا تعني فقط المحاسبة والرقابة الدستورية، بل هي مبدأ حياتي؛ فكل ما هو مخلوق محل سؤال واستشكال، والإلهي فقط هو الذي لا يسأل عما يفعل.

نمط التسلط في عالمنا عجيب، وفيما يبدو لم يكن نتاج قوة وبأس الحكام فقط، بل هناك سر يخيل لي أنه أعمق، فالاستبداد أقرب لدين منه لفكرة مجردة.

يرى فروم أن الانسان استدعى إيمانه القديم حتى يهرب من الحرية، ولكن ألقى به أمام أشياء ليست من جنس هذا الإيمان،لتعود الوثنية، في صورة الإيمان بزعيم أو انتماء لفكرة عنصرية.

تأكيد السياسيين أن العنف يبدأ فكرة أو نصا، يصرف الأنظار عن مسببات العنف الحقيقية، فالتوحش نتيجة وليست غريزة سحيقة في البشر وليست حتمية في تلافيف الدين.

جاء الأستاذ سيد قطب ببعض المصطلحات الشرعية التي لها دلالات أصولية معينة وقرر أن يوسع من مداها؛ فحرر الجاهلية من دلالتها التاريخية وأطلقها على الأفكار والأيديولوجيات والمجتمعات والحضارات.

بدأت تعرف الكنيسة ظاهرة الرهبان الجدد، شباب مثقف حط برحاله في الأديرة، يجمعهم مبدأ واحد: أن قوة الأقباط تبدأ من الكنيسة التي تكمن قوتها في الأديرة والرهبنة.

الأب متى المسكين فاسمه قبل الرهبنة “يوسف إسكندر”، وكانت سنة (1919)م هي أول موعد له مع الحياة مع ميلاد المواطَنَة المصرية دستورًا وفكرة.

مقتل الأسقف الأنبا أبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار، أعاد للواجهة صراع الرهبان القديم بين الأب متى المسكين والبابا شنودة والذي أحدث انقسام داخل الكنيسة المصرية، فما هي أسباب هذا الصراع؟