غلف مشروع القرار البريطاني بأهداف تبدو ظاهريًا منطقية، مثل تعزيز الإجراءات الدولية الخاصة بتسهيل التدخل الإنساني، بيدَ أن روسيا بررت موقفها الرافض بأنه تدخل غربي غير متوازن يهدد سيادة السودان.
د. ياسر محجوب الحسين
كاتب صحفي وأكاديمي سوداني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
رغم التقارير الحقوقية التي توثق انتهاكات الدعم السريع، فإن العوامل السياسية، والاقتصادية الإقليمية، والدولية ظلت مؤثرة جدًا في تأخير تصنيفها منظمة إرهابية. ويعكس ذلك التردد تناقض المجتمع الدولي.
في الوقت الذي كان ينتظر من الاتحاد الأفريقي القيام بجهود كبيرة في حل الأزمة في السودان لم يزد دوره عن كونه مؤسسة علاقات عامة يصب ريعها المادي لصالح المتنفذين فيه بحكم مواقعهم في مؤسساته المختلفة.
منذ عام.. حين قتل خاشقجي وقطعت جثته تقطيعا؛ تعلو وتنخفض الأحداث والروايات المرعبة، التي ربما فاقت في بشاعتها رواية “الكابوس العربي” التي دارت فصولها وأحداثها في مصر الفاطمية بوسط القاهرة.
لا شك أن مهمة المؤسسة الدينية بالدول الإسلامية عظيمة وأساسية للاستقرار الاجتماعي، ومن ثمّ الاستقرار السياسي والاقتصادي. لكن عندما يكون همّ ممثليها التماهي مع السلطة فإنها تُصبح أداة طيعة بيدها.
يكفي المرء التأمل بحسرة في تفاعلات الأزمة السورية؛ إذ سرعان ما يصل لحقيقة مأساة الوضع العربي الذي لم يعد مأزوما بعجز القادة فقط، بل وبغيابهم التام عن المسرح إقليميا ودوليا.
لم يكن طلب دولة جنوب السودان الانضمام إلى جامعة الدول العربية أوائل مارس/آذار الحالي -بمساعدة ودعم مصر- الذي جوبه بالرفض؛ هو الأولَ من نوعه، بل سبقه سعي مماثل عام 2016.
كثيرا ما تمر العلاقات السودانية السعودية بحالات مد وجزر؛ وتفيد المعطيات السياسية بأنها تمر حاليا بفترة جزر بعد أن شهدت مدا كان أبرز مؤشراته المشاركة السودانية السريعة في عاصفة الحزم.
بعد نحو عامين؛ ستُجرى انتخابات رئاسية بالسودان لاختيار رئيس جديد بديلا عن الرئيس الحالي عمر البشير، وذلك حسب مقتضيات الدستور الساري حاليا الذي يمنع ترشّح الرئيس البشير لأكثر من ولايتين.
يبدو أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان، قد فخخت الصراع المكتوم حول البحر الأحمر؛ حيث كان الاتفاق حول جزيرة سواكن الجزء الأكثر أهمية وإثارة في هذه الزيارة.