ثمة تحديات كبيرة سياسية وأمنية واقتصادية تواجه حكومة الوفاق الوطني، في ظل تردي الأوضاع في ليبيا على جميع الصعد، وانهيار أسعار النفط عالميا، وإغلاق حقول نفط, مما يعقد حل الأزمة.

كاتب وباحث ليبي
ثمة تحديات كبيرة سياسية وأمنية واقتصادية تواجه حكومة الوفاق الوطني، في ظل تردي الأوضاع في ليبيا على جميع الصعد، وانهيار أسعار النفط عالميا، وإغلاق حقول نفط, مما يعقد حل الأزمة.
منذ أكثر من سنة والأمم المتحدة تحاول الظفر باتفاق سياسي ينهي أزمة ليبيا، ولكن الشكوك التي حامت أخيرا حول حيادية مبعوثها أعادت الأمور إلى نقطة حرجة.
لم تعترف حكومة عبد الله الثني فقط بفشلها في فرض الأمن والاستقرار بمناطق النزاع في ليبيا، بل استدعت “الدول الشقيقة” للتدخل عسكريا في ليبيا لضرب معاقل تنظيم الدولة الإسلامية.
بعد ظهور تنظيم الدولة الإسلامية لاعبا أساسيا في ليبيا العام الماضي، برزت نماذج متعددة تكافح انتشاره وتسعى لوقف تمدده، وتفاوتت هذه النماذج بين الانقلابي والوطني والإسلامي الصرف.
الحرب على الإرهاب انتقلت من مخاض الفرضية إلى عمق الحقيقة غير القابلة للنقاش فكريا أو أخلاقيا أو سياسيا أو اجتماعيا، بسبب اللغة العالمية التي أصبحت لا تعرف إلا مفردة الحرب.
لعل الأغنية الشهيرة لفنان انقلاب الثالث من يوليو/تموز علي الحجار “احنا شعب وانتو شعب”، والتي قسم فيها الشعب المصري إلى شعبين، تنطبق بشكل صارخ على الواقع الليبي.
ما يجري في ليبيا ثورة ثانية تعيد زخم الثورة الأم وتكمل مسارها، في مواجهة طوفان الثورة المضادة الهادفة إلى القضاء على جميع مكتسبات الثورة، وإعادة البلاد عقودا نحو الوراء.
تعرف الجزائر حجم تعقيد الأوضاع الأمنية والسياسية في ليبيا، وحجم المخاطر التي قد تترتب على أي تدخل عسكري بها. ولذا من المرجح ألا تتورط بالاستجابة لدعوات التدخل العسكري فيها.
ما يجري حاليا في ليبيا يمثل الفصل الأخير في الصراع بين الثورة المضادة المدعومة من أطراف داخلية وخارجية، وبين ثورة فبراير ممثلة بكل الليبيين الحالمين بالتغيير نحو الأفضل.
يحاول الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، عبر ما يصفه بضرب قواعد الإرهاب في المدينة، تحقيق جملة مكاسب سياسية وإستراتيجية تجعله محط أنظار دوائر صنع السياسة الغربية.