بعد مرور أربع سنوات على بدء الحملة الفرنسية/الأفريقية على الجماعات “الجهادية” شمال مالي، وفي خطوة وُصفت بالتطور الأهم في تلك الحرب؛ أعلنت أربعة تنظيمات “جهادية” هناك اندماجها في تنظيم واحد.
محمد محمود أبو المعالي
كاتب وصحفي موريتاني
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
شكلت القمة الأفريقية/الفرنسية -التي عُقدت في العاصمة المالية- “حَجّة وداعٍ” للرئيس الفرنسي إلى أفريقيا، ومناسبة يستعرض فيها مع القادة الأفارقة حصيلة مأموريته الرئاسية من العمل المشترك بين فرنسا والقارة السمراء.
تنصيب تنظيم الدولة للبرناوي أميرا على “ولاية غرب إفريقيا” ليس بالقرار الجديد، وإن أعلن عنه مؤخرا، فقد مضى على اتخاذه أكثر من سنة، لكنه تحول إلى مجرد انشقاق داخل الجماعة.
الهجمات على مدينة بنقردان لا تهدف بالضرورة إلى لسيطرة النهائية عليها، بقدر ما تسعى إلى جس نبض الأجهزة الأمنية والعسكرية التونسية ومعرفة مدى إمكانية إخراجها من تلك المنطقة.
شكل الحراك الأخير للجماعات الجهادية المسلحة في شمال مالي والصحراء الكبرى منعطفا في مسيرة الحرب السجال الدائرة بين هذه الجماعات من جهة، والقوات الفرنسية والدولية والمالية من جهة أخرى.
كانت إرهاصات ميلاد تنظيم “جماعة المرابطون” تحمل في طياتها بذور خلافات مستحكمة بين مكونات التنظيم الوليد، ولكن التطورات الأخيرة كانت كافية لنسف رماد التكتم عنها وإشعال فتيلها من جديد.
جاء البيان الصادر عن الوسطاء بمفاوضات الجزائر، حول أزمة مالي، ليؤكد بجلاء وصول الأمور إلى طريق مسدود، ما قد يؤدي إلى انهيار المسار بأي لحظة، والعودة إلى نقطة البداية الدموية.
حين بدأت أميركا حربها على ما يسمى “الإرهاب” كان تنظيم القاعدة يومها بضع مئات من المقاتلين، أما اليوم فقد تحول إلى أخطبوط من التنظيمات المسلحة المنتشرة حول العالم.
شكلت حادثة اختطاف مسلحين من “جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد” المعروفة إعلاميا باسم “بوكو حرام” لأكثر من مائتي فتاة نيجيرية منعطفا حاسما في تاريخ الجماعة.
قرابة شهرين ونصف هي عمر التدخل العسكري الفرنسي في مالي حتى الآن، والنتيجة السطحية التي تتراءى للعيان هي طرد المسلحين الإسلاميين من مدن وقرى إقليم أزواد في شمال البلاد، غير أن قراءة من هذا القبيل لا يمكن وصفها إلا بالسطحية والجهل.