لفق اللاهوتيون الذين اشتغلوا في أعمال التنقيب أو دراسات الكتاب المقدّس، قصة لا أصل لها وتقول إن (القدس) كانت عاصمة مملكة إسرائيل. ليس هناك في الواقع أي إشارة توراتية لذلك.
فاضل الربيعي
كاتب وباحث عراقي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
كان علماء الآثار يعتقدون أن سرجون الثاني (722 – 705 ق.م) هو ابن تغلث بلاسر الثالث، وأنه أصبح ملكاً على أشور في أعقاب وفاة شقيقه سلمانو الخامس (شلمانصر في التوراة).
سعى الجنوبيون (الحميريون) بكل وسائل القوة إلى التوسع في تعز والسيطرة عليها، لضمان السيطرة على سواحل المخا والحديدية، تماما كما يحدث اليوم أمام أنظارنا.
لا يوجد في التوراة (النص العبري) قط ولا بأي صورة من الصور أي إشارة أو تلميح أو جملة عامة أو وصف مقتضب يقول إن القدس كانت عاصمة إسرائيل القديمة.
إن مصطلح “كنعاني” مصطلح تحقير أطلقه اللاهوتيون اليهود على الفلسطينيين تماما كما فعل الأوروبيون حين سموا سكان أميركا الشمالية من أبناء حضارة المايا والأزتك “الهنود الحمر”.
النقوش البابلية الآشورية لم تسجل قط اسم كنعان، وهي تجهله تماما. كان اختراع شعب كنعان حاجة ملحّة أشد تعقيدا مما يمكن تخيّله، لصناعة هوّيات تاريخية جديدة لسكان الشرق الأوسط.
شاعت في المؤلفات والدراسات التاريخية -وبالطبع بفضل مناهج التعليم ودراسات الباحثين والمؤلفين في تاريخ الحضارات القديمة- أكذوبة لا أصل لها عن شعب قديم يدعى “الكنعانيين”، ثم انتشرت ورسخت في العقول.
سأبرهن على أن اختراع شعب كنعان في الدراسات والمؤلفات اللاهوتية المعاصرة كان الغرض منه، وبشكل مباشر، اختراع مصطلح “احتقاري” يصلح لأن يُطلق على الفلسطينيين ويعيد تعريفهم بديلاً عن هويتهم الأصلية.
لقد لفق اللاهوتيون شعبًا لا وجود له، فقط لتخريب تاريخ فلسطين وتبرير استعباد شعبها، وتصوير “عبوديته المزعومة” كعبودية قديمة متواصلة ومستمرة منذ “الحضارة الآرامية المزعومة”.
لأجل تفنيد خرافة (الشعب الآرامي) الذي استعبد الفلسطينيين، وتفنيد أسطورة وجود (عرق/شعب) آخر يدعى ( الآراميون) كانت له ممالك في سورية، لا بد من العودة إلى السجلات الآشورية.