كل دول المحيط العربي والإقليمي -باستثناء إيران- تريد للعراق أن يعود قويا معافى ليحقق التوازن المطلوب، بعد أن غُيّب عن المشهد السياسي والإستراتيجي جزئياً بدءا من 1990 وكلياً منذ 2003.
فارس الخطاب
أكاديمي وإعلامي عراقي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
إزاء تزايد المشاكل التي عانى منها عشرات الملايين من العراقيين، وعجز الحكومة عن القيام بواجباتها، فإن الصوت “الخجول” المطالب بالتقسيم أو “الفدرلة” بدأ يرفع وتيرة الحديث عن هذا الأمر.
رغم أن العلاقات الخليجية الروسية بدأت مؤخرا تتجه نحو التحسن، فقد ظلت خلال الحقب الماضية تراوح مكانها لعدة أسباب منها المخاوف الخليجية من المد الشيوعي القادم خلال الفترة السوفياتية.
عملت إيران منذ انتهاء حربها مع العراق 1988 بصبر وبطء وسرية من أجل الخروج من دائرة “الاستضعاف” إلى دائرة القوة والتمكن، عبر برامج اقتصادية وسياسية وعسكرية.
أثناء الحرب العراقية الإيرانية وقعت أعداد من العسكريين العراقيين أسرى حرب لدى إيران، وهي فرصة استغلتها إيران لتجنيد العديد منهم تحت مسمى “التوابون” لتوظفهم لاحقا في إطار تدخلها في العراق.
ما زال الاتحاد حلما يراود أحلام الخليجيين، بعد أن طرحته السعودية 2011، سعيا لتطوير المجلس الحالي إلى اتحاد ترتقي فيه الصورة إلى مشهد تكون فيه للجميع هوية واحدة وقيادة واحدة.
لم يعد تدخل طهران في الشأن العراقي مجرد تكهنات وتخمينات، كما كان بالسابق، فهناك تصريحات إيرانية تتحدث عن ضم العراق لتكون ضمن إمبراطورية إيرانية كبرى عاصمتها بغداد.
يجعل قصور الفكر الإستراتيجي لدول المنطقة العربية -وتحديدا دول الخليج- من موضوع التمدد الإيراني مثارا لجدل كبير بين شعوب المنطقة، خاصة أن التنظيمات الموالية لإيران تمارس التخريب والقتل بدول عربية.
بدت زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى أنقرة ديسمبر/كانون الأول الماضي، وكأنها جزء من عملية الانفتاح والإصلاح التي يمارسها الرجل تجاه دول الإقليم بعد فترة جفاء (وأحيانا عداء) امتدت ثماني سنوات.
يجدر بالمراقبين التوقف مليا أمام التطورات الأخيرة التي شهدها العراق بهدف إعادة قراءة المشهد الجديد وفق زوايا عديدة تمتد من الملفات الأمنية السياسية مرورا بالملفات الاقتصادية والقضائية.