لقد حطّم صمود المقاومة والشعب الفلسطيني ادعاء وغطرسة الاحتلال من أن القوة العسكرية وحدها قادرة على فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين. فالقوة المادية ما لم تكن دفاعًا عن حق عادل فهي قوةَ تدمير وإفساد.
رياض الشعيبي
كاتب وباحث تونسي
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
أمام غطرسة السلطة الرئاسية وتماديها في تهديد المسار الديمقراطي، وصولا للانقلاب عليه، لم يتبقّ إلا مقاومة هذا التراجع المتصاعد عن الديمقراطية والمناداة بإسقاط مسار 25 يوليو/تموز.
يراها كثير من التونسيين بالفعل معركة وطنية لا مجرد تنافس انتخابي بين مرشحين اثنين كما يحصل في كل الديمقراطيات بالعالم.
منذ الإطلالة الإعلامية الأولى لجلسات الحوار الوطني في تونس، ازداد الإحساس العام لدى فئات واسعة من التونسيين بوطأة الانقلاب الذي أمضت على وثيقته مجموعة من الأحزاب السياسية في قصر المؤتمرات بتونس العاصمة.
وقع المشهد السياسي التونسي خلال هذه الصائفة تحت تأثير ثلاثة متغيرات مهمة، انقلاب الجيش في مصر على التجربة الديمقراطية الناشئة، واتساع الخرق الأمني في الجبهة الداخلية، ثم المتغير الثالث متمثلا في التدخل الإقليمي والدولي في رسم خارطة المشهد السياسي المستقبلي.
المؤكد أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي سيكون المتأثر الأبرز بالتحولات الجارية في تونس، وأمام هشاشة الدولة وعدم تشكل النظام السياسي الجديد بشكل كامل، فإن مفاجآت الشارع تبقى الأخطر على استقرار البلاد.
لم يبق من معنى لحملات التجييش التي شنتها المعارضة تحضيرا لموعد 23 أكتوبر، فمبادرة الترويكا نزعت الفتيل من حالة الغموض والاحتقان, كما أن المقاطعة الواسعة للمؤتمر الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل كان لها تأثير مباشر على فشل هذا المؤتمر.
من هشاشة التجربة التونسية أن التحديات التي تبرز بين الفينة والأخرى تُصوَّر في أذهان الناس على أنها مخاطر تهدد مرحلة الانتقال الديمقراطي, ولنفترض بالفعل أن بعض هذه التحديات تمثل خطرا حقيقيا على مسار الثورة، فما هي أشد التحديات خطورة؟
تمر الحركة الإسلاميّة ومنذ فترة بمرحلة جديدة وخطيرة نحتاج الوقوف عندها، وإذا ما انصب تفكيرنا اليوم على فكر وممارسة الحركة الإسلامية فلأنّها تقف في القلب من التّحديات التي تواجهها الأمة وتتصدّى في الطّليعة لعوامل الوهن التي ارتسمت في كل مناحي حياتها.
يطرح الكاتب مسألة تأسيس الجمهورية التونسية الثانية كموضوع حوار سياسي بين أحزاب مختلفة في مرجعياتها، وبين مدارس فكرية لا تتوخى نفس المقاربات، منبها إلى ضرورة عرض نتائج عمل المجلس التأسيسي على الشعب, وبدون ذلك ستبقى كل محاولات بناء الجمهورية الثانية يهددها الفشل.