ما هي فرص نجاح أو فشل عقد معاهدة إستراتيجية بين أميركا وأفغانستان؟ وما هي الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من تجربة المعاهدات الإستراتيجية بين الحكومات الأفغانية السابقة والقوى الدولية الكبرى لقرن وربع قرن من الزمان من أجل استقراء الماضي واستشراف المستقبل؟
بشير الأنصاري
بشير الأنصاري
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
يجري الأنصاري مقارنة بين أوجه الشبه والاختلاف في الثورتين الإيرانية والمصرية من حيث التوقيت وتزاوج المال والسلطة والنهج القمعي والاستبدادي, مشيرا إلى أن الاختلاف يكمن في مذهبية الثورة الإيرانية وعالمية القيم التي تدعو إليها الثورة المصرية, مؤكدا أن العنف لا يضمن التغيير.
في هذا التحليل يلقي بشير الأنصاري ببعض الشك على الهدف الحقيقي للحرب الأميركية على الإرهاب، ويشكك في أحداث الحادي عشر من سبتمبر نفسها ويصفها بالغموض. وهو يعتقد بوجود علاقة بين الأحداث وتثبيت القوات الأميركية بمنطقة تطل على الصين وإيران وباكستان ومنابع النفط.
يقارن الأنصاري بين ما يجري الآن في أفغانستان وما جرى فيها خلال القرن التاسع عشر مع بريطانيا، وينبه إلى عودة رموز تذكر بحروب البلدين وإلى مواقف لسياسيين اليوم تشبه مواقف سياسيين بالأمس. ويتساءل رغم ثقته بانتصار الأفغان: هل سيحققون حلم استقلالهم؟
يرى الأنصاري أن كابل أرادت من استضافتها لمؤتمر المانحين أن تقول إنها قادرة على تأمين سلامة الضيوف ومن ثم بإمكانها أن تتولى مسؤولية الدفاع في المستقبل, موضحا أن تحقيق الاستقرار والمصالحة في أفغانستان يتطلب مشاركة جميع اللاعبين المعنيين بالقضية لحل أصعب معادلات المنطقة؟
يسلط الأنصاري الضوء على لجوء الإسرائيليين إلى تاريخ مبني على الأساطير وصناعة الأنساب لشعوب وقبائل مختلفة, مشيرا إلى أنهم بعدما نجحوا في التطبيع مع بعض العرب اتجهوا إلى أفغانستان للنفاذ إلى قلب أكبر مجتمع قبلي، وهو قبائل البشتون ليصنعوا منهم يهودا.
يدق الأنصاري جرس الإنذار بشأن التنصير في أفغانستان، بعد وصول موجة عارمة من المنصرين الذين تدفقوا من كل حدب وصوب “لينقذوا شعبا يقف على عتبة الموت من دون المسيح”، ومجتمعا “لا توجد فيه كنيسة واحدة”، وأرضا “بحاجة إلى أن تحاصر بالصلوات المسيحية”!.
الديمقراطية لم تكن لها أية قيمة في السياسة الخارجية الأميركية يوما ما, لكنها حاولت تسويقها في عالمنا تحت شعارات براقة تخفي وراءها الكثير من الأهداف, وتريد من وراء ذلك انتهاج أقصر الطرق وأقلها تكلفة في الوصول إلى أهدافها الاستراتيجية, كما يقول الأنصاري.
يسلط الأنصاري الضوء على الأحداث الدامية المذهبية والطائفية التي يعيشها إقليم بلوشستان, ويؤكد أنه لا يمكن فهمها واستيعابها إلا على ضوء الصراعات الجيوإستراتيجية الجارية على أرض الإقليم, مشيرا إلى أن النتيجة النهائية مربوطة بمتغيرات أخرى على ملعب الطاقة الملطخ بدماء القبائل.
أثبتت تجربة الإسلام المقاتل في أفغانستان كما يرى بشير الأنصاري أن التضحيات الجسدية لا يمكن أن تغير وضعاً مهما كان رصيدها, وأثبت الإسلاميون نجاحهم في فنون القتال وفشلهم في فقه العمران، كما أثبتوا عبقرية في دغدغة المشاعر، لكنهم أخفقوا بإقامة بديل حضاري.