إذا طال أمد الأزمة الخليجية أكثر مما ينبغي؛ فإن خريطة جديدة -ما زالت في مرحلتها الجنينية- قد تتحول إلى خريطة سياسية متكاملة الأركان. وهذا لا يعني أن الأزمة لن تُحل.
إبراهيم فريحات
أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
أزمة الخليج بدأت بضوء أخضر دولي -أو بالأصح “ترمبي”- وتم احتواؤها أو استبعاد الخيار العسكري فيها بقرار دولي، وعليه آن لها أن تنتهي أيضاً بقرار دولي، خاصة أن الأوضاع تفاقمت.
رغم أهمية العامل الاقتصادي وربما صراع الحضارات؛ فإن الأسباب التي تفسر انتشار ظاهرة اليمين المتطرف في الغرب مؤخرا تكمن في عوامل أخرى أكثر أهمية، وهو ما سنعالجه في هذا المقال.
أحدثت العريضة التي وقعها خمسون دبلوماسيا من وزارة الخارجية الأميركية ووجهوا فيها “انتقادات حادة” لإدارة الرئيس أوباما وطريقة تعاملها مع الأزمة السورية صدى هائلا في الأوساط السياسية والإعلامية الدولية.
لا سايكس بيكو حتى الآن، ولكن البديل قد يكون أسوأ، كأن تسود المنطقة نماذج الدولة الهشة والفاشلة وحتى نماذج أشباه الدول، ولكن كيف يتجنب العرب مصيرا كهذا؟
فاجأ بوتين العالم بدخوله سوريا وفاجأهم بانسحابه منها، فهل جاءت حملته العسكرية بنتائج محددة سواء بالنسبة لسوريا أو روسيا نفسها أم كانت إحدى مغامرات رجل الـ”كي جي بي” في الكرملين?
أخيرا قال الشعب الكندي كلمته، فحاسب قيادته السياسية، وأنهى حكم المحافظين الذي استمر حوالي عشرة أعوام، وبدأ عهدا جديدا استفرد فيه الليبراليون بالقرار السيادي في أوتاوا.
التحالف الروسي السوري ودعم الروس نظام الأسد ليس وليد اللحظة بل تعود بداياته لأكثر من ربع قرن، وقد استمر دون توقف دبلوماسيا وسياسيا منذ بدايات الثورة السورية.
قيل إن أجمل يوم بعد سقوط نظام دكتاتوري هو اليوم الأول الذي يلي ذاك السقوط. وقيل أيضاً إن الإطاحة بنظام قمعي مستبد تمثل فقط الحلقة الأولى في مسلسل قد تطول حلقاته، وفي بعض الأحيان قد لا يقل دموية عن الإطاحة بالدكتاتور نفسه.
النجاح في إرساء نظم انتخابية بمعايير دولية يمثل مساهمة حقيقية في ولادة نموذج ديمقراطي ينشأ من داخل المجتمع ذاته، على عكس استيراد أنظمة ديمقراطية بقوالب جاهزة -يتم فرضها بآلة عسكرية أحياناً كما حدث في العراق- تبقى غريبة عن المجتمع ذاته وقابلة للانهيار.