"جوراسيك ورلد3".. الفيلم الذي خسر النقاد وربح شباك التذاكر

 الإيرادات المرتفعة التي حصدها العمل أهّلته ليصبح صاحب لقب رابع أعلى افتتاح في عطلة نهاية الأسبوع بتاريخ أستوديوهات "يونيفيرسال"، وثالث أفضل افتتاح محلي لفيلم ينتمي إلى السلسلة نفسها

ملصق فيلم الحدائق الجوراسية 3 الهيمنة (مواقع التواصل الاجتماعي)

670 مليون دولار، هو إجمالي الإيرادات التي حصدها فيلم "جوراسيك ورلد: الهيمنة" (Jurassic World Dominion) -المعروض حاليا بدور السينما- خلال أول أسبوعين من عرضه، وهو ما أدهش صُنّاعه أنفسهم، إذ تجاوزت أرباحه في عطلة نهاية الأسبوع الافتتاحية 145 مليون دولار، مما جعله يتصدّر شباك التذاكر.

ليس هذا فحسب وإنما احتل المرتبة الأولى كأفضل افتتاحية لفيلم غير خارق منذ تَفَشّي الجائحة.

الديناصورات تتفوق

الإيرادات المرتفعة التي حصدها العمل حتى الآن، أهّلته ليصبح صاحب لقب رابع أعلى افتتاح في عطلة نهاية الأسبوع بتاريخ أستوديوهات "يونيفيرسال"، وثالث أفضل افتتاح محلي لفيلم ينتمي إلى السلسلة نفسها بعد فيلمي (Jurassic World) بعام 2015 وفيلم "العالم الجوراسي: المملكة الساقطة" ( Jurassic World: Fallen Kingdom) في عام 2018.

بل إنه وفي مفاجأة غير متوقعة تفوق كذلك على فيلم "ديزني" و"بيكسار" الجديد "لايت يير" (Lightyear) الذي صدر بالتوقيت نفسه ولم يجنِ إلا ما يقرب من 97 مليونا.

لكن وعلى خلاف ما تُبشّر به إيرادات الجزء الثالث من "جوراسيك ورلد" إلا أن معظم التقييمات الفنية التي نالها الفيلم جاءت متوسطة أو سلبية.

فقد عاب النقاد على الكثير من نقاط الضعف التي تضمنها الفيلم، أهمها طوله المفرط كونه زاد على الساعتين وضَعف الحوار، بجانب قدرته فقط على التسلية مفتقرا لعاملي التشويق والإثارة، حيث التوتر والرعب كانا ميّزا الأفلام الأولى التي قدمها سبيلبرغ بالتسعينيات مع أنها قُدّمت حين كانت التكنولوجيا الرقمية جديدة نسبيا.

من السلبيات الأخرى تُخمة العمل بالكليشيهات، وإن كان العيب الأكبر هو عدم استغلال صُنّاعه الكثير من الإمكانات الدرامية والكوميدية بل والمثيرة التي تضمنتها الحبكة بالفعل والمرور بها مرور الكرام، فما الذي منح العمل كل تلك الشعبية الجارفة؟

 أسباب النجاح

الحملة الترويجية التي شنّتها الجهات المنتجة من أجل العمل هي بلا شك أحد أهم أسباب جماهيريته، فلم يتم الاكتفاء بنشر مقاطع دعائية عبر منصات التواصل الاجتماعي تشمل الفيسبوك والإنستغرام واليوتيوب ومنصة "هولو" (Hulu) وإنما شملت الحملة أيضا ترويج مقاطع ذكية ومبتورة بشكل مثير على غرار الإعلانات التلفزيونية القديمة، وهو ما كلف الشركة نحو 41 مليون دولار في سبيل 1.46 مليار مرة ظهور للإعلانات.

وفي خطوة قوية أخرى تم بث إعلان مدته 90 ثانية قبل المباراة النهائية لكرة القدم الأميركية "سوبر بول" فبراير/شباط الماضي وهو الحدث الذي يتابعه ملايين الأميركيين، ليسجّل 265 مليون مشاهدة. تلاه في أبريل/نيسان بث مقطع جديد في "سينما كون" (CinemaCon) أكبر وأهم تجمع لصناعة السينما والمسرح فى جميع أنحاء العالم، ليتم مشاهدته 200 مليون مرة.

هذا، بالإضافة إلى التعاقد مع شبكة "إن. بي. سي" (NBC) خلال تغطيتها لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية من أجل تقديم إعلان دعائي مدته دقيقتان، ضم اثنين من المتسابقين الحاصلين على الميدالية الذهبية عدة مرات، ظهرا فيه بينما يصطدمان بديناصورات في البرية.

 سلاح "النوستالجيا"

في عصر بات سريعا وأحداثه متلاحقة إلى حد يكفي فقط للهاث دون القدرة على معايشة ما يجري حولنا، صارت النوستالجيا حصانا رابحا للرهان عليه والكسب المادي من ورائه، هكذا ضمن صناع العمل توافد محبي السلسلة على دور العرض وشراء التذاكر.

ولم تكتفِ الشركة المنتجة باستقطاب جمهور السلسلة الجديدة وإنما قرروا كذلك جذب الجمهور القديم، وفي سبيل ذلك ضم العمل أبطال السلسلتين على رأسهم سام نيل، ولورا ديرن، وبرايس دالاس هوارد، وكريس برات، وجيف غولدبلوم.

 التكنولوجيا الرقمية

من إيجابيات الفيلم الواضحة استغلال كل الإمكانات التي تُتيحها تكنولوجيا المؤثرات الصوتية والبصرية، وهو ما سمح للعمل بالتألق على شاشات الآيماكس (Imax) وعند العرض بتقنية رباعية الأبعاد (4D) وضاعف بدوره مبيعات التذاكر، حتى أن شاشات الآيماكس (400 قاعة) جنت بمفردها 25% من إجمالي إيرادات الفيلم.

بين الحاضر والماضي

فيلم (Jurassic World: Dominion) هو الجزء الثالث وتتمة سلسلة "جوراسيك ورلد" (Jurassic World) التي بدأت في 2015، وهو أيضا العمل السادس والأخير في ما يخص سلسلة "جوراسيك بارك" (Jurassic Park) ككل والتي بدأت في 1993.

أما حبكته فتبدأ بعد أن صارت الديناصورات جزءا من العالم، وبات على البشر التكيّف مع ذلك والبحث عن طُرق للتأقلم من أجل استعادة التوازن على الكوكب.

إلا أن بعض العلماء يقررون استغلال التطور التكنولوجي الهائل في القيام بتعديلات جينية على تلك المخلوقات العملاقة بهدف السيطرة على المستقبل، مما يؤدي إلى خطر يُهدد بقاء البشرية، ومن ثمّ ينشأ صراع متعدد الجبهات وتتوالى الأحداث.

المصدر : الجزيرة