الجزيرة تفوز بذهبية مهرجان نيويورك عن أفضل وثائقي إخباري

تحقيق خاص- البحث عن جلادي الأسد
تابع تحقيق "البحث عن جلادي الأسد" قصص شبيحة النظام السوري الذين عملوا على قتل وتعذيب المحتجين في سوريا (الجزيرة)

منح مهرجان نيويورك (NYF) الجائزة الذهبية لقناة الجزيرة عن فيلم "جلادي الأسد" للزميل محمود الكن، في فئة أفضل فيلم وثائقي إخباري (Best News Documentary/Special).

كما نجحت الجزيرة في الوصول للتصفيات النهائية لفيلمين من برنامج (للقصة بقية) عن "كورونا ووهان"، و"انفجار بيروت".

يشار إلى أن جوائز (NYF) من الجوائز المرموقة في عالم الإعلام، حيث تحتفل بأفضل عمل في العالم منذ عام 1957.

كما تضمنت الجوائز مشاركات من أكثر من 50 دولة، تغطي مجموعة واسعة من محطات البث الأميركية والدولية مثل "إن بي سي" (NBC) و"إتش بي أو" (HBO) و"بي بي سي" (BBC) و"إس بي إس" (SBS).

وهذه هي الجائزة الـ70 التي تمنح لقناة الجزيرة خلال العام الجاري 2021، اعترافا بقيمة تغطياتها الإخبارية وإنتاجها البرامجي.

وثائقي جلادي الأسد

وتابع تحقيق "البحث عن جلادي الأسد" الذي بث بتاريخ 10 مايو/أيار 2020 قصص "شبيحة النظام السوري" الذين عملوا على قتل وتعذيب المحتجين في سوريا، وعرض التحقيق بالصور الحصرية أدلة تثبت تورط عائلة الأسد في التعذيب داخل المستشفيات.

وتوصل فريق البرنامج إلى شبكة من مليشيات النظام السوري هاجرت إلى أوروبا، ويعمل بعضهم في جمع الأموال لصالح النظام السوري، كما يقوم آخرون بجمع المعلومات عن بيئة المهاجرين السوريين ونقلها إلى الداخل، وهو ما يعرض أسرهم وأقربائهم للخطر.

كما توصل إلى قيام بعض الجماعات الداعمة للأسد بعمل جمعيات تعنى بالإغاثة تحمل اسم جفرا وجمعية نور، التي يترأس مجلس إدارتها محمد جلبوط وهو المتهم بلعب دور استخباراتي والتنسيق مع المليشيا لرصد تحركات الثوار، وبحسب الشهود فإنه يتلقى دعمه من أسماء الأسد مباشرة.

وتتبع الفيلم عددا من المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، توجهوا إلى أوروبا تحت ذريعة اللجوء أو الهجرة، واستخدم معدو الفيلم مجموعة من الأساليب الاستقصائية، شملت تقنيات تحديد المواقع الجغرافية، والشهود والبيانات الحصرية.

أول بؤرة لكورونا

وكانت حلقة برنامج "للقصة بقية" التي بثت بتاريخ (2020/3/23) قد استعرضت الظهور الأول لفيروس كورونا في مدينة ووهان الصينية، ورافق البرنامج الفرق الطبية في المدينة، وتعرف على التعامل الحكومي مع أول بؤرة لتفشي الوباء العالمي.

ففي يوم 23 يناير/كانون الثاني من العام الجاري أغلقت السلطات الصينية مدينة ووهان لمنع انتشار الفيروس المميت إلى بقية أرجاء البلاد، وكان ذلك أول اعتراف رسمي بعد إنكار دائم بوجود مشكلة صحية بالمدينة.

وقبل إغلاق ووهان تمكنت كاميرا "للقصة بقية" من الوصول إلى المدينة والمراكز الطبية التي تعاملت مع المصابين بالفيروس، وسجلت شهادات توثق أولى مراحل ظهور وتفشي فيروس كورونا.

وقد رصدت كاميرا البرنامج في البداية حال عدم الاكتراث الواضحة لدى سكان ووهان بشأن ما يجري تناقله عن ظهور فيروس قاتل بمدينتهم، ولعل ذلك يعود للتشخيص غير الدقيق من السلطات الصحية بالمدينة، أو ربما بسبب التعتيم الإعلامي الذي تفرضه السلطات على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، حيث يمنع تداول أي خبر بشأن الفيروس الجديد.

هذه الإجراءات الحكومية شجعت سكان المدينة على ممارسة حياتهم الطبيعية دون أن يدركوا أن الخطر يحدق بهم، ووصل الحال ببعضهم إلى ترتيب مأدبة عشاء في مطعم بالمدينة حضرها عشرات الآلاف من الأشخاص.

ومع الارتفاع السريع لأعداد من يصيبهم الفيروس ويفتك بحياتهم، وصعوبة تلقيهم للعلاج، قررت حكومة ووهان منع المواطنين من مغادرة مجمعاتهم السكنية ولم يعد بإمكان السلطات الصينية إنكار وجود الفيروس القاتل، وهنا وصل لوسائل الإعلام العالمية خبر مأدبة العشاء المأهولة، وبدأت التحليلات والتوقعات عن الدور الكارثي الذي لعبته بانتشار الفيروس في ووهان.

لحظات انفجار بيروت الأولى

أما الفيلم الثاني لبرنامج "للقصة بقية" فتناول الانفجار الذي هز مدينة بيروت مساء يوم 4 أغسطس/آب 2020 في مرفأ المدينة وخلف دمارا واسعا في المكان والمدينة.

وتحدث الزوجان لينا وعماد خليل اللذان يسكنان مقابل المرفأ وكانا يوثقان لحظة الانفجار من شرفة منزلهما لحلقة (2020/8/17) من البرنامج عن هول الفاجعة التي عايشاها لحظة الانفجار، مؤكدين أنهما لم يتوقعا أن يكون الانفجار بهذه القوة والشدة، والذي تسبب بتدمير منزلهما، وأوضحت لينا أن قوة الدفع الناجمة عن الانفجار أدت لفقدانها الوعي.

ويروي عماد اللحظات الأولى بعد الانفجار الذي تسبب له في إصابات بليغة في رجليه، وحينها عجز عن الحركة، وطلب من زوجته مغادرة المنزل للنجاة بنفسيهما، كما تحدث بسخرية عن هروبه من لبنان لمدة 40 عاما والعيش في أميركا خوفا من الحروب، ليتلقفه انفجار المرفأ عند عودته لقضاء الإجازة!

أما صونيا عودة فروت بمرارة كيف حوّلها الانفجار إلى لاجئة ومشردة في بلدها، بعد أن سلبها بيتها وبطاقتها الشخصية، وتساءلت كيف لأولادها وأحفادها نسيان هول الانفجار الذي عايشوه، ناهيك عن الإصابات التي خلفها الانفجار في أجسادهم، وصعوبة نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.

وعبرت منى دياب عن صدمتها من الانفجار الذي دفعها للبقاء في الشارع مقابل منزلها حتى صباح اليوم التالي، وبقيت مع جيرانها في الشارع ليتحدثوا جميعا عما وصفوه بالمعجزات التي حدثت معهم وكانت سببا في نجاتهم.

وروت المسنة سيدة ديمتري عن وجبة طعامها التي أفسدها الانفجار، كما أحال منزلها إلى قطعة سجاد من الزجاج المكسر بسبب شدة الانفجار، وتحدثت عن لحظات الخوف التي عاشتها بعد الفاجعة وهي وحيدة في منزلها، ورغم أنها واجهت الدمار بالبكاء والدموع فإنها قررت عدم الاستسلام والتمسك بالبقاء في منزلها.

المصدر : الجزيرة