بعد منع عرض مسلسل الملك.. كيف قدمت السينما المصريين القدماء؟

فيلم المومياء أبرز أعمال المخرج شادي عبد السلام عن الحضارة المصرية القديمة (مواقع التواصل)

"يا من تذهب سوف تعود

يا من تنام سوف تصحو

يا من تمضي سوف تبعث"

بهذه الكلمات المستوحاة من كتاب الموتى المصري القديم، افتتح المخرج الراحل شادي عبد السلام تحفته السينمائية "المومياء.. يوم أن تحصى السنين" (1969)، الذي يعتبر واحدا من أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

ويحكي الفيلم قصة اكتشاف مخبأ المومياوات بالدير البحري بالأقصر عام 1871، عندما يموت شيخ قبيلة الحربات، التي تعيش على سرقة وبيع الآثار الفرعونية، فيرفض أولاده بيع الآثار المسروقة؛ مما يجلب لهم مشاكل لا حصر لها.

رغم امتداد تاريخ السينما المصرية لنحو قرن وربع القرن من الزمن، وتاريخ المصريين القدماء لآلاف السنين؛ إلا أن تقديم قصص عن المصريين القدماء في أفلام مصرية جاء نادرا للغاية، وإن كان السبب الأهم هو حاجة هذه النوعية من الأفلام التاريخية إلى ميزانيات وإعداد ضخمين وصعوبة التصوير في الأماكن الأثرية.

ولع شادي عبد السلام

ومع توقف تصوير مسلسل الملك -المستوحى من رواية كفاح طيبة للأديب الكبير نجيب محفوظ عن قصة الملك أحمس- بعد الجدل الكبير الذي أثاره على مواقع التواصل؛ نظرا لافتقاده المصداقية في هيئة ممثليه وملابسهم ومشاهد معاركه، عاد الحديث عن تقديم المصريين القدماء وحضارتهم في السينما المصرية، وأشاد البعض بأفلام شادي عبد السلام عن الحضارة المصرية القديمة، وأبرزها فيلم "المومياء"، حتى إن لم تدر أحداثه في عصر المصريين القدماء.

الشاهد أن شادي عبد السلام كان أكثر مخرجي السينما المصرية هوسا بالمصريين القدماء إذ قدم أيضا فيلمه القصير "الفلاح الفصيح" (1970) عن إحدى البرديات الفرعونية القديمة، والذي دارت أحداثه في عصر المصريين القدماء، والتزم عبد السلام بتقديم صورة الشخصية المصرية القديمة كما نراها على جدران المعابد متحريا دقة الألوان واختيار الملابس والممثلين؛ ليفوز الفيلم بجائزة السيدالك في فينيسيا العام نفسه.

وقد بذل المخرج الراحل شادي عبد السلام جهودا مضنية لتقديم فيلمه عن إخناتون، الذي أخذ منه وقتا طويلا للتحضير وتصميم الأزياء والعمل على السيناريو؛ لكن القدر لم يمهله لتحقيق حلمه.

المهاجر

تأتي محاولة يوسف شاهين في فيلم "المهاجر" (1994) كأهم ما قدمته السينما المصرية لفيلم روائي طويل تدور أحداثه بالكامل في زمن المصريين القدماء، من بطولة يسرا وخالد النبوي ومحمود حميدة وصفية العمري، والذي يحكي قصة رام، ورحلته إلى مصر لتعلم الزراعة، ليبزع نجمه في مصر القديمة، ويواجه الكثير من التحديات، ثم يأتي إخوته إليه طلبا للمساعدة.

ورغم تحري شاهين الدقة في الأزياء والديكورات، كما سمحت الدولة له بالتصوير في أهم الأماكن الأثرية، فقد واجه الفيلم محاولات متتالية لمنعه والتضييق عليه، بسبب استلهامه من قصة النبي يوسف عليه السلام بشكل مباشر، حتى إن تم تغيير بعض الأحداث وأسماء الشخصيات للهروب من الرقابة.

عروس النيل

كما قدمت السينما المصرية مشاهد ضمن أفلامها تعود لزمن الحضارة المصرية القديمة، أو دارت بعض أحداثها خلال زمنهم، مثل فيلم "عروس النيل"، الذي أخرجه فطين عبد الوهاب (1963)، حيث تظهر فتاة جميلة هي آخر عروس نيل مصرية (لبنى عبد العزيز) لمهندس جيولوجي (رشدي أباظة)؛ لمنعه من التنقيب عن البترول في الأقصر.

الكنز

وفيلم "الكنز" (2018)، الذي يقدمه المخرج شريف عرفة خلال زمن الملكة حتشبسوت (هند صبري)، التي تواجه مؤامرات من رجال الدين الذين عارضوا جلوسها على كرسي الحكم.

كليوباترا

وفي السينما العالمية ألهمت شخصية الملكة كليوباترا الكثير من صناع السينما في أكثر من 50 فيلما، أبرزها فيلم "كليوباترا" (1963) من بطولة إليزابيث تايلور، وإخراج جوزيف مانكيفيتس، والذي امتاز بضخامة الإنتاج، ليحقق أكثر الإيرادات عام 1963.

المومياء تعود للحياة

كما شكلت فكرة المومياء التي تعود للحياة ثيمة محببة لأفلام الرعب في السينما البريطانية والأميركية، منذ أن قدّم المخرج كارل فروند فيلم "المومياء" عام 1932 عن مومياء فرعونية تبحث عن حبها الضائع في القاهرة.

أما أشهر الأفلام الأميركية التجارية فقد جاء أيضا بعنوان "المومياء" (1999) من إخراج ستيفن سوميرس، وبطولة بريندان فريزر، حيث يقوم فريق بحثي بأعمال الحفر في الأهرامات ليوقظ مومياء فرعونية عن طريق الخطأ.

كما قدم النجم الأميركي توم كروز معالجة جديدة لثيمة المومياء عام 2017، واجهت انتقادات كثيرة رغم تحقيقه لإيرادات كبيرة في دور العرض.

وفي فيلم "آلهة مصر" (2016)، قدم المخرج أليكس بروياس قصة الصراع بين إله الشر الفرعوني سِت والإله حورس مستلهما الأسطورة المصرية الشهيرة إيزيس وأوزوريس.

أما فيلم الرسوم المتحركة "أمير مصر" (1998)، فقد حكى قصة النبي موسى عليه السلام وصراعه مع فرعون حتى خروجه من مصر.

المصدر : الجزيرة