بخيوط من ذهب في حفل الأوسكار.. أسماء 17 ضحية من السود قتلتهم الشرطة الأميركية

فيلم "غريبان بعيدان" يستلهم قصص قتل السود ويحيي ذكراهم في الأوسكار

حصد فيلم "غريبان بعيدان" جائزة أوسكار لأفضل فيلم قصير (مواقع التواصل)

في حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورتها رقم 93، ارتدى المخرجان ترافون فري ومارتن ديزموند رو حلتّيّ توكسيدو أنيقتين، امتزج فيهما اللون الأسود بالذهبي، وعلى السجادة الحمراء فك فري أزرار حلّته لتظهر البطانة وقد طبع على قماشها الأسود 17 اسمًا باللون الذهبي. هي أسماء 17 قتيلًا ماتوا على يد أفراد الشرطة الأمريكية عام 2014.

بعد السجادة الحمراء، تسلم المخرجان جائزة الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم الصورة "أوسكار" عن فيلمهما القصير Two Distant Strangers "غريبان بعيدان" والذي استلهم فري قصته من أحداث مقتل 17 ضحية الذين حمل أسماءهم معه إلى مسرحيّ "دولبي" حيث السجادة الحمراء ومسرح "يونيون ستيشن".

سيناريوهات متعددة لنهاية واحدة

أراد فري تكريم ذكرى الأشخاص الذين ألهموه لصناعة الفيلم، وهي قصة رجل أسود، يؤديها مغني الراب والممثل جوي باداس، الذي يتجه إلى منزله لتقديم الطعام إلى كلبه، ليجد نفسه في مواجهة ضابط شرطة أبيض، ينهي حياة الرجل الأسود. وعلى غرار فيلم "غراوند هوج داي" Groundhog Day، تتعدد المسارات والسيناريوهات لتنتهي بذات النهاية "موته المؤكد".

الأولى تشبه الميتة الشائنة التي وقعت في "مينيابوليس" على يد الشرطي ديريك شوفين، وراح ضحيتها المواطن الأميركي جورج فلويد، الذي أصبحت كلمته "لا أستطيع التنفس" I can’t breathe، شعارًا للمظاهرات الاحتجاجية التي عصفت بالولايات المتحدة منتصف العام الماضي. لم يكتف فري بإعادة تمثيل هذا المشهد فحسب، فقد أعاد تمثيل سيناريوهات متعددة تقود لهذه النهاية الواحدة، قائمة على أحداث حقيقية مثل حادثة فلويد.

حصد الفيلم جائزة أوسكار لأفضل فيلم قصير، كما تم إحياء ذكرى أصحاب القصص الحقيقيين على شريط نهاية الفيلم، وعلى حلة صانعه.

إحياء ذكرى أصحاب القصص الحقيقيين على شريط نهاية الفيلم وعلى حلة صانعه (غيتي إيميجز)

ظل فلويد الحاضر

لم يقتصر حضور ضحية مينيابوليس في حفل الأوسكار على فيلم "غريبان بعيدان" وعلى حلة المخرج فحسب، فقد افتتحت سيرته الحفل على لسان مقدمته الممثلة الأميركية من أصل أفريقي ريجينا كينغ التي أشارت إلى حكم القضاء بإدانة الشرطي السابق شوفين، كما أوضحت في كلمتها الافتتاحية "بصفتي أم ابن أسود، فأنا أعرف الخوف الذي يعيشه الكثيرون. وليس هناك أي قدر من الشهرة أو الثروة يمكنه تغيير ذلك".

كانت حادثة فلويد وقودًا أشعل مظاهرات سلمية وأحداث غاضبة داخل المجتمع الأميركي، لكنها ألقت بظلالها كذلك على السينما، فقد ساهمت في استعادة التراث النضالي ورموز ثقافة السود داخل المجتمع، وهو ما ظهر في كثير من الأفلام المرشحة للأوسكار وحتى التي تخلفت عن سباق أكاديمية فنون وعلوم الصورة الأميركية.

ومن الأفلام المرشحة التي فاز بعض عناصرها، يظهر فيلم "قاع ما ريني الأسود" Ma Rainey’s Black Bottom، الذي يحكي قصة إحدى نجمات الجاز الأميركي "ما ريني" وفيلم "يهوذا والمسيح الأسود" الذي يروي وقائع من حياة المناضل والكاتب الأميركي من أصل أفريقي "فريد هامتون" وحزب "الفهد الأسود"، كما شارك فيلم "الولايات المتحدة ضد بيلي هوليداي" والذي يحكي جزءًا من سيرة مغنية الجاز بيلي هوليداي، وفيلم "محاكمة شيكاغو 7" الذي يتماس مع ما تعرض له مجتمع السود بأميركا.

المصدر : الجزيرة