حبكة بسيطة وكوميديا ارتجالية.. لماذا نجح مسلسل "اللعبة" بهذه السرعة؟

مسلسل اللعبة
الحبكة نجحت في فرد مساحة هائلة من الدراما والمغامرة وسمحت بتداخل خطوط درامية وشخصيات متعددة (مواقع التواصل)

ياسمين عادل-القاهرة 

فوجئ الجمهور قبل أيام بالنجم المصري شيكو (هشام محمد) يشاركه منشورا عبر صفحته الشخصية على إنستغرام معلنا نزول حلقات مسلسل "اللعبة" كاملة على منصة "شاهد" الإلكترونية، وهو ما لم يكن متوقعا.

كان من المفترض عرض مسلسل "اللعبة" خلال شهر رمضان 2019 قبل أن يتأجل عرضه قبل الشهر الفضيل بساعات دون أسباب مقنعة، ثم أعلن صناع المسلسل عن تأجيل عرضه لرمضان المقبل، وبالتالي لم يكن أحد يتوقع أن يعرض الآن، وأن يتم ذلك عبر منصة إلكترونية تتطلب اشتراكا ماديا للمشاهدة وليس عبر المحطات التلفزيونية.

لم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، وإنما تلاها ما هو أكثر، إذ سرعان ما تصدر اسم مسلسل "اللعبة" خلال أيام قائمة مؤشرات غوغل "غوغل ترندز"، مؤكدا ما حققه العمل من نجاح ملموس بين الجمهور، وهو ما جعله بدوره حديث الجميع عبر منصات التواصل الاجتماعي حتى أن بعض المشاهدين طالبوا بجزء ثان من المسلسل.

وقد وافق صناع العمل على الطلب، حيث أكد ذلك تصريح الفنان شيكو لموقع السينما. كوم، وإعلانه بأنهم يفكرون بالفعل في إنتاج جزء ثان للعمل، خاصة بعد ما لمسوه من نجاح للجزء الأول.

لماذا نجح المسلسل بهذه السرعة؟
مسلسل "اللعبة" بطولة جماعية أسندت إلى شيكو، وهشام ماجد، ومي كساب، وميرنا جميل، وأحمد فتحي، وسامي مغاوري، ومحمد ثروت، وعارفة عبد الرسول، وهو من تأليف ورشة كتابة تحت إشراف فادي أبو السعود، وقصة وسيناريو وحوار محمد صلاح خطاب، ومن إخراج معتز التوني.

أما قصة العمل فتدور في إطار يجمع بين الكوميديا والمغامرة، ويحكي عن صديقين هما "وسيم" و"مازو" اللذان اعتادا الدخول في تحديات ورهانات ضد بعضهما بعضا منذ الصغر وحتى بعد أن تزوجا وصار لديهما أطفال، قبل أن يضطرا لإمضاء تعهد بقسم الشرطة يقسمان فيه على عدم اللعب مجددا وإلا تم إلقاء القبض عليهما.

وما لم يحسب حسابه أن يحاول طرف ثالث الإيقاع بهما، وجذبهما إلى فخ اللعب مرة أخرى مقابل مكاسب مادية هائلة، وهو ما ينساقان خلفه بالفعل، وسرعان ما يتورط فيه كل من حولهما أيضا، لكن اللعبة تخرج عن السيطرة وتتحول إلى لعنة، وتتوالى الأحداث.

ويرى نقاد أن "اللعبة" هو المسلسل الكوميدي الأفضل فنيا وجماهيريا خلال الفترة الأخيرة لأسباب عدة، أولها وأهمها السرد الدرامي المتماسك الذي يخدم الفكرة، حيث قامت بالأساس على المنافسة بين البطلين طوال الحلقات في سبيل انتصار أحدهما على الآخر ليأتي بالمرتبة الأولى، ثم يفوز بجائزة المرحلة حاصدا بعض النقاط قبل الانتقال للمرحلة التالية وهكذا وصولا إلى المرحلة الأخيرة.

ورغم بساطة الحبكة فإنها نجحت في فرد مساحة هائلة من الدراما والمغامرة وسمحت بتداخل خطوط درامية وشخصيات متعددة دون أن يقوم العمل على شخصية البطل الأوحد، وهو ما خلق حالة من المتعة والتنوع.

أتى ذلك في ظل سيناريو متماسك، وهو ما جاء في صالح العمل، فجعل كل مغامرة إضافة وخطوة للأمام في القصة تقربنا أكثر من الهدف، سواء انتصار أحد البطلين على الآخر وهو ما يغير بدوره علاقتهما بمن حولهما وكيف يرون أنفسهم، أو حتى معرفة الشخص المجهول المتسبب في كل ذلك، على عكس المسلسلات الأخرى التي يمكن حذف الحلقات منها ببساطة دون أن يؤثر ذلك على الأحداث.

البطولة الجماعية تضاعف جرعة الكوميديا
اعتمد مسلسل "اللعبة" على البطولة الجماعية وليس فقط شيكو وهشام ماجد، وهو ما سمح بمساحة هائلة من الكوميديا، سواء كوميديا الموقف أو الإيفيهات أو حتى الارتجالات التي كانت واضحة ومسلية للغاية.

فكرة "اللعبة" نفسها واختيار كل لاعب فريقا لنفسه لمساعدته على المكسب أتاحت بدورها خيوطا ثنائية وأخرى جماعية، بين الأبطال وبعضهم بعضا، كما أن طبيعة العلاقات نفسها بين الأشخاص التي جاءت معقدة -إذ جمعت بين العلاقات الزوجية وعلاقات العمل والشراكة في اللعب- ضاعفت جرعة الكوميديا ومساحات خلق الأفكار الذكية التي من شأنها زيادة معدل الضحك.

كما لعب عنصر التمثيل دورا مهما في نجاح العمل، فبدا على فرط بساطته وتلقائيته حقيقيا جدا، ويمكن القول إن "اللعبة" هو أفضل عمل قدمه شيكو وهشام ماجد منذ أن انفصل عنهما النجم أحمد فهمي حتى الآن.

واجتهد باقي طاقم التمثيل أيضا في الأداء وحاول مواكبة البطلين الرئيسيين، وكلما كانت المهمات جماعية أكثر كان التمثيل أمتع، ربما لذلك جاءت الحلقات الثلاث الأولى ليست بنفس جودة بقية الحلقات الأخرى. 

نهاية بطعم المفاجآت
إحدى النقاط الإيجابية بالمسلسل هي نهايته، أولا لما تحمله من مفاجأة سارة سيمتن لها جمهور شيكو وهشام ماجد، وثانيا للطريقة التي قدمت بها، وأخيرا كونها جاءت مفتوحة بشكل يسمح بإمكانية تقديم جزء جديد من المسلسل، وهو ما سيثلج قلب الجمهور الذي أحب المسلسل عموما ونهايته خصوصا.

المصدر : الجزيرة