بالدوحة.. مهرجان أجيال يكتشف الحياة من خلال السينما
محمد الشياظمي-الدوحة
وفي كلمتها، قالت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة الدوحة للأفلام الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني إن "النجاح غير المسبوق الذي حققته المؤسسة وتأثيرها الكبير على صناعة الأفلام المحلية هما نتاج الإخلاص والعمل الدؤوب لشبابنا وشركائنا والجهات التي دعمتنا منذ البداية".
وأضافت الشيخة المياسة أن "أفلام هذا العام تسرد القصص وتبلغ رسائل الشباب العربي عبر وسائط مختلفة، مما يقدم للجمهور صورة مؤثرة".
الهوية والوطنية
اختارت إدارة المهرجان لحفل الافتتاح فيلم "إن شئت كما في السماء" للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، وهو إنتاج مؤسسة الدوحة للأفلام بشراكة مع كل من فرنسا وألمانيا وكندا وتركيا وفلسطين، وحصل على تنويه خاص من لجنة التحكيم والاتحاد الدولي للنقاد خلال مهرجان كان السينمائي بفرنسا في مايو/أيار الماضي، ووقع عليه الاختيار لتمثيل فلسطين في سباق الأوسكار لجائزة أفضل فيلم دولي في 2019.
وتتمحور أحداثه حول حياة المخرج الفلسطيني الذي اضطر لمغادرة مسقط رأسه فلسطين والانتقال إلى حياة المدينة الصاخبة في باريس ونيويورك، ومن خلاله يروي بأسلوب كوميدي ملحمة تغوص في مفاهيم الهوية والوطنية والانتماء، كما يطرح سؤالا جوهريا ظل مثار جدل مستمر لا ينتهي عن المكان الذي يمكن حقا أن نسميه وطنا، وفي هذا العمل يلتقط المخرج معاني كثيرة وانفعالات عميقة تعكسها هواجس الهوية والانتماء.
وأبدى مخرج الفيلم إيليا سليمان في تصريح للجزيرة نت تفاؤله بأن تسهم سينما الأجيال في التعبير عما يشغل مجتمعاتنا من أسئلة وظواهر، خاصة إذا اتسع حضور الثقافة السينمائية في حياتنا، وانصبت الأعمال على تكريس التفكير الإيجابي والنقدي حول القضايا المجتمعية المختلفة بأسلوب تفاعلي يعكس الواقع وينمي الوعي لدى الجيل الناشئ.
أعمال متوجة دوليا
ستعرض على مدار ستة أيام قائمة مختارة تضم 96 فيلما من 39 دولة، ومقارنة بالدورات الست السابقة يلاحظ ارتفاع في عدد الأعمال المشاركة، وتضم قائمة العروض 23 فيلما طويلا و73 فيلما قصيرا عربيا ودوليا، من بينها 56 فيلما من إخراج صانعات أفلام، وتلتقي جميعها حول إبراز دور السرد القصصي ودوره في تغيير أنماط التفكير، والتحفيز على مناقشة الواقع، والتعبير عنه بواسطة الصورة بشكل مؤثر وفعال.
ولعل هذا ما عبرت عنه فاطمة الرميحي مديرة المهرجان الرئيسة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام في كلمتها، إذ دعت إلى مواصلة جهود تمكين الأصوات الصادقة وتأمين منصة مستدامة للتبادل والتطوير من خلال الفنون.
ومن بين العروض أفلام لمخرجين فائزين بجوائز دولية، مثل فيلم "1982" لوليد مونس الحائز على جائزة "شبكة الترويج لسينما آسيا والمحيط الهادي "ليتباك" في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي 2019، وفيلم "الوداع" الحائز على جائزة مهرجان صندانس السينمائي، وهو من إخراج لولو وانغ، وفيلم "أرض العسل" الحائز على جائزة الحكام الكبرى من مهرجان صندانس السينمائي 2019 لأفضل فيلم وثائقي، وفيلم "من أجل سما" للمخرجيْن وعد الخطيب وإدوارد واتس الحائز على جائزة العين الذهبية لأفضل وثائقي في مهرجان كان السينمائي عام 2019.
واحتفالا بالعام الثقافي بين قطر والهند 2019، وبتعاون بين مهرجان أجيال وأكاديمية مومباي للصور المتحركة سينظم عرض لمجموعة من الأفلام الهندية القصيرة لمخرجين واعدين اختارتها منسقة برنامج مهرجان مومباي السينمائي كالبانا ناير، مما يفتح نافذة على الهند المعاصرة وتراثها السينمائي النابض بالحياة.
صنع في قطر
كعادته، يحتفي مهرجان أجيال بالمواهب السينمائية في قطر ويفتح أمامها آفاقا واعدة نحو صناعة سينمائية، وما يميز بعض الأعمال القصيرة ضمن فئة "صنع في قطر" -سواء كانت روائية أو وثائقية أو تجريبية- أن أصحابها خاضوا تجربة تصويرها في الخارج باعتماد أساليب سينمائية مبتكرة وأفكار جديدة.
وإذا كان لكل قصة ملهمة مسار سردي -سواء كانت رواية أو مسرحية أو فيلما سينمائيا- فقد اختارت دورة مهرجان أجيال هذه السنة أن تحتفي بفن السرد القصصي ضمن معرض "آرك" بتقنيات عرض حديثة، وفيه تبرز أعمال 19 فنانا صاعدا في قطر، كما سينظم معرض "جيكدوم"، وهو احتفاء جماعي بالثقافة المحكية في قطر، وينتظر أن يقدم تجربة ترضي جميع أذواق عشاق الثقافة المحكية، إلى جانب البرنامج الموسيقي إيقاعات أجيال.
وستشرف لجنة من حكام دوليين على ثلاث لجان تحكيم لصغار وشباب من 450 حكما من 45 دولة، وذلك حسب الفئات العمرية، وهي "محاق وهلال وبدر".
وتمنح اللجان الثلاث جائزتي أفضل فيلم طويل وقصير، بمجموع ست جوائز، ويحصل مخرجو الإفلام الفائزة على تمويل لمشروع أفلامهم المقبلة، وفي حين سيصوت الجمهور الصغير على أفلامه المفضلة ستقوم لجنة من محترفي صناعة السينما باختيار أفضل فيلم من قائمة "صنع في قطر"، إضافة إلى جائزة جمهور أجيال التي تمنح له التصويت للأفلام التي يرى أنها تستحق التتويج.