هل تعاد أو تستكمل مباراة تونس ومالي أم يخسر نسور قرطاج للانسحاب؟

منذر الكبير (وسط) يعترض على الحكم سيكازوي لإنهائه المباراة مبكرا (رويترز)

خسرت تونس 1-صفر من مالي بعد نهاية فوضوية للمباراة بكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم اليوم الأربعاء، إذ أنهى الحكم الزامبي جاني سيكازوي اللقاء قبل اكتمال الوقت، وحاول بعد ذلك إضافة 4 دقائق متبقية، لكن المنتخب العربي رفض العودة.

وفي البداية أنهى الحكم، الذي شارك في كأس العالم 2018، المباراة حين كانت الساعة تشير إلى الدقيقة 85 بعد خطأ في تقدير الزمن.

لكن بعد اللعب كرر سيكازوي الخطأ وأنهى اللقاء قبل الدقيقة 90، رغم توقف اللعب لعدة فترات في الشوط الثاني واللجوء لحكم الفيديو "فار" (VAR) مرتين.

إعلان

واعترض مدرب تونس منذر الكبير وطاقمه بشدة خلال ثورة غضب داخل الملعب على الحكم الذي غادر وسط حراسة أمنية.

وبدا أن المباراة ستستكمل بعد وقت طويل من إطلاق صفارة النهاية، في مشهد غريب.

ورغم تسليم جائزة رجل المباراة واكتمال التجهيزات للمؤتمرات الصحفية عقب اللقاء، قرر الاتحاد الأفريقي "كاف" (CAF) إكمال الدقائق المتبقية من المباراة.

ونزل لاعبو مالي إلى أرض الملعب مجددا بعد 40 دقيقة من بداية الجدل، لكن تونس قررت عدم اللعب لينهي الحكم المباراة للمرة الثالثة.

وذكرت وسائل إعلام أن تونس طلبت من الكاف إعادة المباراة.

وقال منذر الكبير للصحفيين "استحم اللاعبون في الثلج لمدة 35 دقيقة قبل الاستدعاء للعودة للعب مجددا".

وأضاف "عملت في التدريب لفترة طويلة ولم أشاهد قط شيئا مثل هذا، حتى الحكم الرابع كان مستعدا لرفع اللوحة (لإظهار دقائق الوقت بدل الضائع) ثم أُطلقت صفارة النهاية".

إعلان

هزيمة تونس للانسحاب

وقال طارق الديب مدير قطاع تكنولوجيا المعلومات السابق في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم للجزيرة نت، إن الكوارث التنظيمية والتحكيمية تتوالى بالبطولة القارية خلال اليومين الأخيرين بشكل غريب ومريب، وآخرها مباراة اليوم الأربعاء التي توقع أن يعتبر المنتخب التونسي منسحبا منها، وبالتالي يكون مهزوما 3-صفر وفقا للائحة.

وأشار إلى أنه لن يتكلم عن التصوير السيئ الذي لاحظه الجميع، ولكن سيشير لما يحدث داخل المستطيل الأخضر، عندما أوقف الحكم الغامبي بكاري غاساما مباراة مصر ونيجيريا أمس الثلاثاء 3 مرات لتغيير الكرة، وهذا لا يحدث مطلقا على مستوى المباريات الدولية، بهذا الشكل الساخر الذي ليس له سوى سبب واحد، وهو أن الحكام لم يختبروا الكرات قبل المباراة كما هو متبع في البروتوكول.

وأوضح الديب -الذي شارك في تنظيم 12 بطولة للأمم الأفريقية والإشراف عليها- أن المتبع في الكاف أن يفحص الحكم كل الكرات الموجودة بالملعب في غرفة الحكام ويسلمها للمسؤول قبل ساعة ونصف الساعة من الموعد الرسمي لانطلاق المباراة، لكن من الواضح أنه لم يفحص الكرات أصلا.

إعلان

 

إعلان

وأعرب الديب عن تعجبه من الخطأ الكارثي بإنهاء المباراة قبل انتهاء وقتها الأصلي والذي ارتكبه الحكم اليوم الأربعاء في مباراة تونس ومالي، مؤكدا أن ضبط توقيت المباراة مسؤولية مشتركة بين جميع أفراد طاقم التحكيم، وعلى رأسهم حكم الساحة، وحتى منسق المباراة الذي يعطي شارة انطلاقها للحكم كما هو متبع في البطولة.

وتساءل عن كيفية أن يفوت توقيت المباراة الصحيح كل هؤلاء في آن واحد مع أن شاشة حكام الفار مرتبطة بتوقيت ساعة توقيت التلفزيون، وكان من السهل تفادي هذه الكارثة لو انتبهوا ولفتوا نظر الحكم الذي تصرف بغرابة شديدة لا تليق ببطولة قارية كبرى مثل أمم أفريقيا.

وقال الديب إن لائحة الكاف تتوافق مع نصوص قانون كرة القدم، وتشدد على أن وقت المباراة 90 دقيقة على شوطين طبقا لقانون اللعبة، كما تنص على أنه في حالة إنهاء الحكم المباراة قبل انتهاء وقتها الأصلي لسبب ما، فإنها تعاد بالكامل أو تستكمل حسب ما تقرره اللجنة التنفيذية للكاف بناء على تقرير الحكم ومراقب المباراة.

إعلان

وأضاف أن ما حدث في مباراة اليوم حالة فريدة من نوعها، وسيحدد القرار فيها ما سيكتبه مراقب المباراة في تقريره.

وتوقع أن يكتب المراقب ما شاهده الجميع من أن المباراة انتهت قبل وقتها الأصلي بنحو دقيقة، وستأخذ اللجنة التنفيذية قرارها بناء على سبب عدم استكمالها بناء على تقرير المراقب، وأن المباراة في الظروف العادية عرضة للإعادة بالكامل أو استكمال الوقت الذي لم يلعب منها.

وأوضح الديب أنه إذا ذكر المراقب أن منتخب تونس رفض العودة لاستكمالها ونزول مالي للملعب، فالأرجح أن تعتبر تونس منسحبة ومهزومة 3-صفر، وهذا متوقع حدوثه بناء على المعطيات والمشاهدات التي تابعها الجميع عبر التقارير وشاشات التلفاز.

ركلتا جزاء

قبل هذا الجدل، أهدر وهبي الخزري ركلة جزاء قبل 13 دقيقة من النهاية ليهدر فرصة التعادل لتونس.

وأحرز المهاجم إبراهيما كوني هدف المباراة الوحيد من ركلة جزاء أخرى بسبب لمسة يد على إلياس السخيري في بداية الشوط الثاني عقب شوط أول باهت.

ومنح الحكم ركلة جزاء لتونس عقب اللجوء لحكم الفيديو المساعد بعد لمسة يد على موسى جنيبو، لكن الحارس إبراهيما مونكورو تصدى لتسديدة الخزري مهاجم سانت إيتيين الفرنسي.

وطُرد البلال توري مهاجم مالي بسبب تدخل عنيف على ديلان برون بعد إنهاء الحكم المباراة في المرة الأولى قبل العدول عن قراره.

واستمرت الانتصارات بنتيجة 1-صفر في البطولة حيث انتهت 7 من 10 مباريات بهذه النتيجة.

المصدر : الجزيرة + رويترز

إعلان