قوة الموسيقى وسحرها

باك ستريت بويز في احتفال توزيع جوائز (سي أم تي) بناشفيل ولاية تينيسي الأميركية أمس الأول (رةويترز)

تستطيع الموسيقى إعادتنا إلى الماضي أو مساعدتنا في التفكير بأسلوب جديد، كما يمكنها الإمساك بلحظة تاريخية أو توفير مهرب لنا من عالمنا الراهن.

رأي للكاتبة كاثلين أوبراين بمقال لها بصحيفة نيويورك تايمز، أشارت فيه إلى أن الموسيقى في كثير من الثقافات تُعتبر ظاهرة مقدسة. فقد وصفها الفيلسوف الأسكتلندي توماس كارليل بـ"الحديث الملائكي".

ولفتت إلى أن البشر كانوا على الدوام يضفون أهمية كبيرة على الموسيقى، أو أكثر من ذلك يولونها حبا عظيما.

إعلان

وتساءلت أوبراين عن السبب في أن الموسيقى تجعل أذهاننا تغني، وعن السبب في أن هذا "اللاشيء" الذي لا يعدو أن يكون في عمقه مجرد تسلسل أصوات، يحمل قيمة حقيقية هائلة. 

ونسبت إلى الكاتب البريطاني الملاح الجوي مارك فانهويناكر قوله عنها إنها وإن بدت متعالية على المنطق والعقل فإن أفضل ما يناسبها هي لحظات الموت، ولذلك فإنه يحتفظ بمجموعة من المقطوعات الموسيقية للحظات احتضاره.

وتقول إحدى الشابات في أحد الأفلام القصيرة المكرسة للتعرف على قدرات الموسيقى في إلهام الأطفال للهروب من الفقر إنه وعندما تعزف تعرف تماما كيف تقول إنها جائعة، وكيف تقول إنها حزينة، وكيف تحب ذلك الشخص، وتضيف "الموسيقى تبدو وكأنها لغة أفضل من اللغة التي أتحدث بها".

إعلان

وعن التعلق بنوع محدد من الموسيقى أو القطع الموسيقية، أوضحت أوبراين أن الرجال والنساء كبار السن يتمسك كل منهم بالموسيقى التي امتلكت حواسه وخياله في السنوات الأولى من فترة المراهقة.

وفي عصرنا الحالي، يُعتبر مازج الموسيقى "دي جي" كاهنا، وساحرا في التكنولوجيا، وعالم نفس للحشود وفنانا مبدعا. وكثير من الناس يزعمون لأنفسهم هذه المهنة "دي جي"، لكن قليلا منهم يستحقها.

وتقول الأميركية راشيل كولب التي كانت صماء ثم زُرعت لها قوقعة وأصبحت تسمع جزئيا وتفوقت في الدراسة حتى حملت شهادة الدكتوراه، إنها ومنذ زراعة القوقعة أحست أن الموسيقى تهز أعماقها بطرق لا تستطيع شرحها.

وتقول المغنية الأميركية الشهيرة في السبعينيات باتي سميث إن موسيقى "الروك آند رول" تنتزعها من طريقها إلى بحر من الإمكانيات، وإنها كانت، منذ الطفولة وطوال فترة المراهقة المؤلمة، توفر لها الحماية كما تحطمها في نفس الوقت. 

المصدر : نيويورك تايمز