تهديد "المستبدين العرب" للجزيرة اعتداء على الصحافة الحرة

-
قال المدير التنفيذي للهوية المؤسسية والاتصال الدولي في شبكة الجزيرة الفضائية إن تهديد "المستبدين العرب" للجزيرة يعد "اعتداء لا يطاق" على الصحافة الحرة، وإن "الجزيرة تعتبر عملا ثوريا" انطلق منذ أكثر من عقدين من الزمان في العالم العربي.

وذكر عبد الله النجار -في مقال نشرته له مجلة نيوزويك الأميركية- أن في هذا العالم العربي يتم تقليديا إسكات الأصوات المعارضة وكبح حرية التعبير، وذلك إما من خلال الرقابة أو التهديد بالسجن أو الموت. وأضاف أن الجزيرة شكلت عملا ثوريا مستمرا منذ أكثر من عشرين عاما.
إعلان

وأشار إلى قول شهير للصحفي والروائي البريطاني المعروف جورج أوريل إنه في زمن الخداع، وإن قول الحقيقة يكون عملا ثوريا.

وأوضح النجار أن "مهمتنا في شبكة الجزيرة الفضائية تعكس قول أوريل هذا في العديد من النواحي، وذلك من خلال إتاحة الفرصة للملايين من الناس ممن لا صوت لهم، أو من لا حيلة بيدهم للكشف والتعبير عن آرائهم وأحلامهم وتطلعاتهم، وذلك لتكون الجزيرة صوت من لا صوت له من ملايين المحبطين أو من المعارضة في أكثر الأماكن قمعا على وجه الأرض".

مئات الصحفيين وأنصار "أمنستي" وقفوا تضامنا مع صحفيي الجزيرة أواخر 2014 عندما سجنتهم السلطات المصرية
إعلان

هيمنة "المستبدين"
وأضاف النجار أنه عندما انطلقت الجزيرة فإن وسائل الإعلام في العالم العربي كانت واقعة بشكل كامل تحت "هيمنة مستبدين عرب" وأن دعاية "التزلف والتذلل والتملق" التي كانت سارية أو "سياسة خنق حرية التعبير" التي كانت تمارسها هذه الأنظمة أدت إلى تعزيز وجود منظور أحادي الجانب يهدف إلى حماية سلطة هذه الأنظمة ذاتها، وأنه لم يُترك أي مجال لأصوات المعارضة أو المنشقين.

وقال أيضا "إن سعينا الدؤوب للوصول إلى الحقيقة وإلى الواقع كما هو على الأرض جعل الجزيرة تكون محبوبة من جانب جماهيرها، ولكنه بنفس الوقت جعلها مكروهة من جانب الحكومات".

وأضاف "الحكومات تتهم الجزيرة بأنها تؤيد المتمردين، والمتمردون في نفس اللحظة يتهمونها بأنها مؤيدة للحكومات، والغرب يتهمنا بأننا نؤيد الإسلاميين، والإسلاميون يتهموننا في ذات الوقت بأننا نؤيد الغرب، بل إن العرب ينتقدون الجزيرة بدعوى أنها موالية لـ إسرائيل، في حين ينتقدها الإسرائيليون بدعوى أنها تؤيد العرب".

وقال المدير التنفيذي للهوية المؤسسية والاتصال الدولي إن "كل ما قمنا به هو اتباع ما تُعلمنا إياه الصحافة الحقيقية، وهو المتمثل في عرض كل وجهات النظر والجوانب المختلفة للقصة، وترك المجال للجماهير لكي تقرر بنفسها".

‪الرئيس الأميركي دونالد ترمب رقص بالسيف في قصر المربع بالرياض وغرد ضد قطر من البيت الأبيض‬
الرئيس الأميركي دونالد ترمب رقص بالسيف في قصر المربع بالرياض وغرد ضد قطر من البيت الأبيض (الأوروبية)
إعلان

تهديدات وحصار
وأوضح المقال أن شبكة الجزيرة تتعرض في الوقت الراهن لتهديدات من دول الحصار ممثلة في السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر، وأن "هذه الأنظمة تطالب بإسكات الجزيرة أو إغلاقها" وأن الجزيرة تجد نفسها هدفا لحملة جريئة وغير مسبوقة من جانب هذه الأنظمة التي تهدف إلى شل حرية الصحافة برمتها.

وقال إن إغلاق وسائل الإعلام الحرة المستقلة لأنها لا تتفق مع خط الحكومة إنما يعد إجراء غير متحضر ورجعي وقمعي، وأنه في الوقت الذي تكون فيه الحاجة ماسة إلى مزيد من الحوار في العالم فإن من لا صوت له إنما يعتبر عاجزا لا حيلة له.

وأضاف النجار "هذا هو بالضبط ما تطالب به تلك الدول الأربع" وذلك من ملايين الناس في العالم العربي، من أجل قمع وجهات نظرهم وإسكات أصواتهم وآرائهم المعارضة.

إعلان

وأشار إلى ما سبق أن قاله الرئيس الأميركي الأسبق توماس جيفرسون -المتحدث باسم الديمقراطية والمنادي بمبادئ حقوق الإنسان- والمتمثل في قوله إن الأمن الوحيد للجميع إنما يكمن في الصحافة الحرة.

وأضاف الكاتب أنه بينما يبدو أن وسائل الإعلام والصحافة الحرة واقعة تحت الحصار في كل مكان، من المكسيك إلى ميانمار، فإنها لا تتعرض للتضييق والخنق أكثر مما تتعرض له في العالم العربي.

ويتعرض المواطنون ووسائل الإعلام في العالم العربي -وفق المقال- للتهديد بجرائم رسمية ضد الدولة من النوع الذي يعاقب عليه بالسجن أو بدفع الغرامات. كما أن العديد من وسائل الإعلام الإخبارية تم إغلاقها من جانب الحكومات التي تسعى إلى الحد من بقايا حق الناس في أن يسمعوا وحقهم في أن يعرفوا، بل إن هذه الحكومات تسعى إلى العودة إلى فترة ما قبل الجزيرة.

إعلان

مواصلة المشوار
وقال النجار إن الجزيرة تتعرض للعديد من الهجمات الموجهة ضد وسائل الإعلام الحرة والمستقلة، وإن صحفييها تعرضوا منذ تأسيسها للتهديد والسجن والتعذيب والقتل، وإن مكاتبها استهدفت بالقصف، وإن بثها تعرض إلى الحجب وإن مواقعها على شبكة الإنترنت تعرضت للاختراق، بل إن حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي تعرضت للحذف أيضا.

وأوضح أن "كل هذا يحدث لأن الحكومات لا تحبذ السماح لوجهات النظر المعارِضة لها بالظهور على العلن". وقال كذلك "إن الهجوم على الإعلام الحر هو هجوم علينا جميعا".

وأضاف المدير التنفيذي للهوية المؤسسية والاتصال الدولي "إننا نستلهم من المجتمع الدولي الذي واصل الوقوف معنا دفاعا عن حرية وسائل الإعلام التي أتاحت لنا أن نستمر في كوننا رسولا لمن لا صوت لهم في جميع أنحاء العالم".

إعلان

وختم النجار مقاله بأن الجزيرة ستواصل مشوارها بنفس الروح التي بدأت بها مهما كانت الظروف و"إننا سنلتزم بمهمتنا في توضيح المسائل التي تؤثر على حياة جميع الناس، ولا سيما أولئك الذين تدمرهم الحروب أو يتعرضون للاضطهاد والصراع ويعانون جراء الفقر والمشاكل الأخرى، وإنه لن يتم ردعنا أبدا".

إعلان
المصدر : الجزيرة + نيوزويك

إعلان