صحافة ألمانيا تدعو أتراكها للتظاهر بلا عنف

أتراك يتظاهرون أمام مقر سفارتهم ببرلين (الجزيرة نت)

خالد شمت-برلين

اهتمت الصحف الألمانية بالمظاهرة الحاشدة التي يعتزم آلاف الأتراك المشاركة فيها غدا الأحد بمدينة كولونيا دعما لرئيسهم رجب طيب أردوغان، وانتقدت مقالات ومقابلات بهذه الصحف ما اعتبرته عدم رفع أتراك البلاد أصواتهم تنديدا بهجومي فورتسبورغ وأنسباخ، بينما يتظاهرون بعشرات الآلاف تأييدا لأردوغان، ودعت المشاركين في مظاهرة الغد لضبط النفس وتجنب العنف.

وفي مقابلة مع زود دويتشه تسايتونغ، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتايتنماير لعدم نقل الاحتقان الداخلي التركي إلى ألمانيا، أو محاولة تخويف أصحاب القناعات المغايرة، واعتبر أن "هذا لا مكان له بألمانيا ولن نسمح به".

إعلان

وفي مقال بعنوان "على أتراك ألمانيا إظهار ولائهم"، كتب راينر هاوبريش بصحيفة دي فيلت أن "عدم رفع أتراك ألمانيا المقدرين بثلاثة ملايين نسمة، أصواتهم برفض الهجمات الإسلامية الأخيرة، وخروجهم ذاتيا للتظاهر بعشرات الآلاف دعما لأردوغان يثير أسئلة حول ارتباطهم بألمانيا".

وأشار هابريش إلى أن 60% من أتراك ألمانيا صوتوا بالانتخابات البرلمانية التركية العام الماضي لحزب العدالة والتنمية بقيادة أردوغان، وأوضح أن نسبة هؤلاء المصوتين زادت 10% عمن أيدوا الحزب داخل تركيا، ومثلت ثاني أكبر نسبة أصوات حصل عليها العدالة والتنمية بين أتراك أوروبا بعد النمسا.

وذكر الكاتب أن حرائق اليمين المتطرف التي تسببت في مقتل عدد من الأتراك بمدينة مولين وزولينغين غربي ألمانيا قبل 24 عاما، أعقبها فتح المجتمع الألماني جدلا واسعا حول هذه الجريمة وأسبابها، وخروج أربعمئة ألف شخص في ميونيخ يمثلون سكان المدينة تنديدا بجرائم اليمين المتطرف.

إعلان

ورأى هابريش أن العكس هو الذي حدث من جانب الأتراك بعد الهجومين الأخيرين اللذين نفذهما لاجئان بفورتسبورغ وأنسباخ، وذكر أن "الأتراك الذين لم يرفعوا أصواتهم بإدانة الهجومين، سيتظاهرون بشكل ذاتي بعشرات الآلاف تأييدا لأردوغان الذي يواصل منذ سنوات أسلمة تركيا وإزالة دولة القانون فيها".

عناصر من الشرطة الألمانية بموقع الهجوم داخل محطة قطار بمدينة فورتسبورغ (الأوروبية)

وفي سياق آخر، كشفت صحيفة ديرتاجسشبيغيل أن عدد التحقيقات التي تجريها النيابة العامة مع "إسلاميين متشددين" على خلفية مشاركتهم في أعمال قتالية أو جرائم في سوريا والعراق، سجلت هذا العام معدلا قياسيا بوصولها إلى 130 تحقيقا شمل 190 متهما.

ونقلت الصحيفة عن النيابة العامة أن هذه التحقيقات ارتفعت من خمسة فقط ضد ثمانية متهمين عام 2013 إلى خمسين تحقيقا ضد ثمانين متهما عام 2015، وأوضحت أن النيابة العامة أحالت عشرين من تحقيقاتها العام الجاري للقضاء.

ولفتت ديرتاجسشبيغيل إلى أن الحكم صدر في 15 من هذه القضايا بأحكام مختلفة لتهم تتعلق بـ"دعم منظمات إرهابية أجنبية أو الانتماء لعضويتها، ومحاولة القتل".

من جتهتها تعرضت صحيفة برلينر تسايتونغ لاستطلاع موسع للرأي حول عبارة "سننجز هذا" التي أطلقتها المستشارة أنجيلا ميركل نهاية أغسطس/آب الماضي بمواجهة تدفق موجات اللاجئين على ألمانيا، لتشجيع المواطنين على التفاؤل باجتياز هذه الأزمة.

وذكرت الصحيفة أن الاستطلاع الذي نظمه معهد يوغوف لقياس اتجاهات الرأي العام أظهر أن 8% من الألمان يعتقدون بصحة عبارة ميركل الشهيرة، في حين عبر 66% من المستطلعين عن اعتقادهم بعدم صحة هذه العبارة.

وأشارت بيرلنر تسايتونغ إلى أن 48% من المستطلعين قالوا إنهم لا يتفقون مطلقا مع عبارة "سننجز هذا" التي كررتها المستشارة الألمانية بمؤتمرها الصحفي السنوي يوم الخميس الماضي،  كرد على الانتقادات الحادة الرابطة بين سياستها للجوء وهجومي فروتسبورغ وأنسباخ.

المصدر : الصحافة الألمانية

إعلان