كاتب: لماذا لا يتظاهر ائتلاف "أوقفوا الحرب" ضد روسيا؟

أحد أفراد الدفاع المدني يحمل طفلا بموقع قصفته مقاتلات روسية بمعرة النعمان في يناير/كانون الثاني الماضي (رويترز)

انتقد كاتب بصحيفة غارديان البريطانية امتناع  ائتلاف "أوقفوا الحرب" في بريطانيا عن التظاهر ضد روسيا، قائلا إن هذا الائتلاف لو أراد حقا وقف الحرب السورية ما امتنع عن التظاهر ضد موسكو.

وذكر جوناثان فريدلاند في مقال له بالصحيفة أن كريس ناينهام نائب رئيس الائتلاف قال في برنامج "توداي" بالقناة الرابعة بتلفزيون "بي.بي.سي" إن الائتلاف لن ينظم أو يشارك في أي احتجاج خارج السفارة الروسية بلندن لأن ذلك من شأنه "إلهاب الهستيريا والتعصب" ضد روسيا.

وتساءل الكاتب "إذا كانت إثارة الهستيريا هي رد الفعل الخاطئ على المآسي التي يعانيها أهالي حلب، فما هو رد الفعل الصحيح؟" وتساءل عن المشاعر الطبيعية المتوقعة عندما يشاهد الناس صور القتلى من النساء والرجال العزل وأطفالهم المدفونين في الرماد؟

إعلان
الرئيس بوتين مهتم بصورته في العالم وينفق الملايين على قناة دعايته "روسيا اليوم" لتجميله ولا يرغب في رؤية صور الاحتجاجات الكبيرة أمام سفارات بلاده بعواصم العالم

واستمر في تساؤلاته عن المشاعر التي يجب أن نبديها عندما نرى لقطات من طائرة مسيّرة تقوم بمسح ما يبدو أنه مدينة من الأشباح يلفها الخراب؟ وعندما نسمع طفلا يبلغ من العمر 12 عاما منهمكا منذ السابعة صباحا في البحث عن شيء يأكله وسط أكوام الحجارة والتراب في حلب ويقول عندما تنفجر قنبلة قريبا منه "نحمد الله على ما وهبنا".

واتهم الكاتب ائتلاف "أوقفوا الحرب" بأن هدفهم ليس وقف الحرب بل معاداة الدول الغربية، قائلا إنها روسيا تشارك الرئيس السوري بشار الأسد في قصف المستشفيات بالقنابل، وقصف قوافل المساعدات وبالهجمات المزدوجة لاستهداف من يهبون ليغيثوا ضحايا قنابلها وبراميل نظام الأسد المتفجرة.

إعلان

وانتقد فريدلاند بمرارة ما يقوله ائتلاف "أوقفوا الحرب" من أن ما يحدث في سوريا أمر يقرره الشعب السوري وحده، قائلا إن هذا القول يعني أن من يرى أسرة تحاصرها النيران داخل منزل يحترق يمكن أن يكتفي بالقول إن إطفاء النار أو إنقاذ أفراد الأسرة أمر تقرره هذه الأسرة وحدها.

وانتقد أيضا اكتفاء الائتلاف بالمطالبة بالحوار والحل السلمي، قائلا إن وزراء الخارجية يتحاورون على مدار الساعة ولأشهر إن لم يكن سنوات.

وأضاف الكاتب أن المطلوب هو أن يضغط هذا الائتلاف على روسيا لوقف حربها بسوريا، مفندا زعم الائتلاف بأن التظاهر ضد روسيا لن يحقق شيئا.

وأوضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتم بصورته في العالم وينفق الملايين على قناة دعايته "روسيا اليوم" لتجميله ولا يرغب في رؤية صور الاحتجاجات الكبيرة أمام سفارات بلاده بعواصم العالم.   

المصدر : غارديان