محادثات الصين وتايوان خطوة للأمام


تناولت افتتاحية صحيفة إندبندنت البريطانية المحادثات التاريخية بين الصين وتايوان واعتبرتها خطوة للأمام وتمثل أهمية رمزية حتى وإن كانت النتائج المتوقعة من المحادثات قليلة. وقالت الصحيفة إن مجرد عقد محادثات على مستوى دبلوماسي عالي هو كسر لجمود عداء متبادل بين البلدين منذ ملاحقة الجيش الأحمر الصيني للحزب الحاكم في تايوان منذ عام 1948 المعروف باسم "كومينتانغ"، حيث ظل الشعبان طوال ستة عقود في عداوة مريرة هددت أكثر من مرة بالانزلاق إلى حرب صريحة.
إعلان

وترى الصحيفة أن الاجتماع لهذا السبب يشكل أهمية في السياق الأوسع للمنطقة لأن الخلافات المحيطة بمزاعم الصين بشأن سيادتها على جزء كبير من بحري الصين الشرقي والجنوبي قد جعلت التوترات ترتفع إلى مستويات خطيرة. ومن ثم فإن النقاشات الهادئة بين الأعداء القدامى في مدينة نانجينغ الصينية هذا الأسبوع تزيد الأمل في إمكانية أن تسود الدبلوماسية الآن.

ومن جانبها علقت افتتاحية "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية أيضا على هذا اللقاء التاريخي بين الصين وتايوان بأنه يظهر دفئا في العلاقات بين البلدين ربما يكون بسبب التراث المشترك بين البلدين المبني على تعاليم كونفوشيوس الأخلاقية والاجتماعية.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة مبعوث تايواني بارز للصين تنهي فترة انقطاع في العلاقات الدبلوماسية دامت 65 عاما وتمثل خطوة طبيعية لكلا البلدين، حيث أنهما ضاعفا النشاط التجاري بينهما على مدى العقد الماضي ويحتاجان الآن إلى وسائل أفضل للتواصل.

وعلقت الصحيفة بأنه إذا كان قصد الصين الآن هو تنحية مطالبتها بتايوان إلى المستقبل المنظور، كما فعل القادة السابقون بما كان لديهم من حكمة، فإن هذا التقدم المفاجئ يمكن أن يكون مؤشرا على تحول من قبل بكين لتخفيف العداء تجاه جيرانها الآسيويين. ولكن نظرا لعدم كونها ديمقراطية ذات دوافع شفافة -كما هو الحال مع تايوان- فإن إستراتيجية الصين الحقيقية في تملق الجزيرة المستقلة يظل لغزا.

المصدر : إندبندنت + كريستيان ساينس مونيتور