دراما فلسطينية بالأمم المتحدة


استهلت صحيفة بريطانية افتتاحيتها في الشأن الفلسطيني بأنه منذ 65 عاما، الذي يوافق اليوم الخميس، صوتت الأمم المتحدة لصالح قرار تقسيم فلسطين.

وقالت غارديان إن مراسلها آنذاك أليستر كوك وصف القاعة الأممية التي أعلن فيه هذا القرار بأنها كانت "تقرقع بمشاعر مختلطة من الابتهاج واليأس".

وأشارت إلى أن اليهود بالطبع كانوا هم المبتهجين في حين شعر العرب باليأس. وأضافت أنه رغم تناقض مشاعر الجانبين فإنهما التقيا على رأي واحد وهو أن القرار الأممي  كان أسوأ من أن يكون منقوصا لأنه لم يحل المشكلة من الناحية العملية وإنما ترك للقوة أو التهديد باستخدام القوة ليكون حلاً بديلاً لأي صراع ينشب بينهما وسيقود إلى مشاكل.

إعلان

وقالت الصحيفة إن هذا ما أثبته الزمن منذ أكثر من نصف قرن. وليس أدل على ذلك من الجولة الأخيرة من القصف والصواريخ التي كانت تطلق على غزة وجنوب إسرائيل لفهم أن المشكلة الفلسطينية لم تُسو في تلك الأيام المتفائلة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ولكنها بدلا من ذلك تفاقمت وتضخمت أكثر.

المشكلة الفلسطينية لم تُسو في تلك الأيام المتفائلة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ولكنها بدلا من ذلك تفاقمت وتضخمت أكثر

وها هي المشكلة، كما أردفت غارديان، تُنظر مجددا أمام الجمعية العامة اليوم الخميس ولكن باختلاف مثير للسخرية وهو أن الفلسطينيين، الذين عارضوا التقسيم عام 1947، يقرونه اليوم. بمعنى أنهم يسعون لقبولهم كدولة من قبل الأمم المتحدة، في حين أن الإسرائيليين، الذين ابتهجوا للتقسيم، يحاولون الآن تجنب الأمر، بمعنى أنهم سيحرمون الفلسطينيين، إن استطاعوا، من هذا الوضع الجديد.

إعلان

وذكرت أن بريطانيا، المنهكة من عبء فلسطين القديم، امتنعت عن التصويت. ومن المحتمل، بالطبع، أن يعارضه الأميركيون أو يمتنعون عن التصويت بالجمعية العامة. وقد أشاروا بمجلس الأمن، الذي عليه أن يوصي بهذا الوضع قبل إحالته ثانية للجمعية العامة، إلى أنهم سيعارضون القرار. وأضافت أن هذه كلها أمور مهمة، لكنها أقل أهمية من التحول الرمزي الذي سيمثله التصويت الإيجابي.

وختمت الصحيفة بأن أغلبية كبيرة يمكن أن تشمل عددا من الدول التي عادة ما تتبع القيادة الأميركية، ومن ثم يمكن أن تشكل تهديدا لواشنطن، وخاصة بعد الربيع العربي، لن تستطيع الاستمرار في ترك الموقف تسوقه الرياح.

وهذه الأغلبية قد تقوي أيضا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتحدث موازنة في الاعتماد على استخدام القوة من قبل حركة حماس. ويمكن، نظريا، أن تساهم في استئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ولكن للأسف من غير الواضح أن أيا من الطرفين مستعد لهذه البداية الجديدة. لكن المسرح يمكن رغم ذلك أن يغير أحيانا السياسة الدولية بطرق راديكالية غير متوقعة وأحيانا مرحب بها.

المصدر : غارديان