بيان "الأمر بالمعروف" السعودية تنفيس أم احتجاج؟

أعلنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية رفضها دعوات إلى الكف عن إغلاق المحلات في أوقات الصلاة، وهو ما رأى فيه محللون مجرد محاولة لتنفيس غضب الأوساط المتدينة بالمملكة.

وجاء بيان الهيئة على الرغم من أنها -وهي التي كانت تتمتع بنفوذ كبير وسلطة تكرست على مدى عقود- جردت من كثير من صلاحياتها السابقة ووزعت بين الشرطة ووزارة الشؤون الدينية.

وحاولت الهيئة تجنب المواجهة مع السلطات الحالية بالإشارة إلى الملك عبد العزيز، والقول إن أعظم أعماله "أنه جعل رجالا يأمرون الناس في الأسواق العامة بأداء الصلاة وحث الناس على ذلك".

إعلان

وقال يحيى عسيري الناشط الحقوقي السعودي ورئيس منظمة القسط لحقوق الإنسان في لندن للجزيرة إن الهيئة عبارة عن جهاز من أجهزة السلطة تساعد على اختزال الدين في الدعوة لإغلاق المحلات أثناء الصلاة ومطاردة الناس على اللباس والسلوك، وهو ما تستغله السلطات السعودية لتعزيز نفوذها ومحاصرة حريات الناس بذلك.

وأشار عسيري إلى أن المعروف يتمثل أساسا في الدعوة للعدالة وضمان الحريات، وهو ما لا ترضى به السلطات السعودية وما لا تدعو له هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وأيده في ذلك الباحث في قضايا العالم العربي والإسلامي صلاح القادري الذي أكد للجزيرة أن المشروع الوحيد الموجود بالسعودية الآن هو وصول ولي العهد محمد بن سلمان للعرش والبقاء فيه، ومن ثم فبيان هيئة المعروف صدر بإيعاز من السلطة السياسية التي تريد تهدئة التململ الذي تعيشه الأوساط المتدينة في السعودية بعد الحفلات العلنية وإنشاء هيئة الترفيه، وأوضح أن بيان الهيئة خطاب سياسي وليس دينيا وليست فيه شبهة تحد للسلطة.

المصدر : الجزيرة