جماعتان حقوقيتان: خمسون قتيلا باحتجاجات السودان


قالت جماعتان حقوقيتان إن خمسين شخصا على الأقل قتلوا برصاص قوات الأمن في السودان في ثلاثة أيام من الاحتجاجات بالعاصمة ومناطق أخرى من البلاد على رفع الدعم عن الوقود، فيما تجددت الاحتجاجات مساء أمس بأم درمان وسط دعوات جديدة للتظاهر اليوم فيما أطلق عليه نشطاء جمعة شهداء الثورة.

وأفادت منظمة العفو الدولية والمركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام في بيان نشرته وكالة أسوشيتد برس أن معظم القتلى بين 19 و26 عاما، وناشدت السلطات "وقف القمع العنيف للاحتجاجات".

ونقلت الوكالة عن نشطاء ومصادر طبية بمستشفى الخرطوم أن ما لا يقل عن مائة شخص لقوا حتفهم منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الاثنين الماضي.

إعلان

ومن جهتها أقرت السلطات السودانية بمقتل 29 شخصا بينهم عناصر من قوات الأمن في الاحتجاجات، وفق بيان أصدرته قوات الشرطة، في حين قالت المعارضة إن عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير.

وكان مصدر من مستشفى أم درمان التابعة لولاية الخرطوم قد أكد في وقت سابق تلقيه 21 جثة لمدنيين منذ اندلاع الاحتجاجات يوم الاثنين, بينما قتل الثمانية الآخرون في مناطق أخرى بينها ود مدني بالجزيرة.

وقد دعا ناشطون سودانيون على شبكات التواصل الاجتماعي إلى مظاهرات جديدة اليوم الجمعة, في جمعة أسموها شهداء الثورة.

إعلان

مواجهات مسائية
وكانت المظاهرات الاحتجاجية تجددت أمس على قرارات الحكومة رفع الدعم عن أسعار المحروقات، وجرت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين في عدد من أحياء أم درمان.

كما فرقت الشرطة بالقنابل المدمعة والرصاص المطاطي نحو ثلاثة آلاف متظاهر في منطقة الإنقاذ جنوبي الخرطوم, وقال شهود إن مشاركين في المظاهرة رشقوا سيارات مارة بالحجارة.

وجاءت المظاهرات المسائية بعد هدوء حذر في الخرطوم وسط تأهب أمني، وقال مدير مكتب الجزيرة بالخرطوم المسلمي الكباشي في وقت سابق إن الشرطة انتشرت أمس بأعداد هائلة، قائلة إنها تلقت تعليمات صارمة بالمواجهة الحاسمة وفق القانون.

وكانت سلطات ولاية الخرطوم قالت إنها ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه العبث بمكتسبات الشعب، على حد وصفها.

وقال والي الولاية عبد الرحمن الخضر في أول بيان منذ اندلاع المظاهرات إن المظاهرات جنحت نحو تخريب المنشآت العامة واستهدفت مواقع الخدمات.

وكانت مظاهرات قد خرجت أيضا في مدن ود مدني والمناقل بولاية الجزيرة, وكسلا بشرقي السودان, والأبيض في كردفان, ونيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، شارك فيها طلاب ومواطنون نددوا أيضا بالإجراءات الاقتصادية الجديدة وطالبوا بإسقاط النظام، وتحدث ناشطون عن اعتقال أكثر من خمسين معارضا وناشطا سياسيا.

وانطلقت الاحتجاجات إثر إعلان الحكومة زيادة أسعار المواد البترولية جراء رفع الدعم الحكومي عنها في إطار إصلاحات للاقتصاد الذي يعاني من ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة المحلية منذ انفصال جنوب السودان عام 2011 مستأثرا بثلاثة أرباع إنتاج البلاد من النفط.

وشهد السودان في يونيو/حزيران ويوليو/تموز من العام الماضي مظاهرات مشابهة لما حدث في دول الربيع العربي فرقتها قوات الأمن.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان