اتهام سريلانكا بتعذيب التاميل واغتصابهم


اتهمت هيومن رايتس ووتش اليوم قوات الأمن السريلانكية باستخدام الاغتصاب وأنماط أخرى من العنف الجنسي، والحرق، لتعذيب المشتبه فيهم من المتمردين التاميل وأنصارهم. ودعت إلى تحقيق دولي فيما يجري لهم. وأشارت المنظمة الحقوقية العالمية ومقرها نيويورك إلى أن العنف الجنسي الذي يرتكب بحق التاميل بدافع سياسي من قبل رجال الشرطة والجيش مستمر في سريلانكا منذ أمد بعيد.

وذكّرت بجرائم الاغتصاب التي ارتكبت على نطاق واسع بحق الأقلية التاميلية في مراكز الحبس خلال صراع الحكومة مع متمردي نمور تحرير إيلام تاميل الانفصاليين، الذي دام 26 عاما وانتهى عام 2009.

إعلان

وكشفت المنظمة في تقريرها النقاب عن 75 حالة وصفتها بأنها جرائم اغتصاب واعتداء جنسي وقعت من عام 2006 إلى 2012.
 
وذكر رجال ونساء أنهم تعرضوا للاغتصاب على مدار عدة أيام، وفي كثير من الحالات تم ذلك على يد أشخاص متعددين بينهم جنود ورجال شرطة وعناصر من القوات شبه النظامية.
 
وقال مدير مكتب شؤون آسيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، براد أدامز، إن هؤلاء تعرضوا أيضا للإيذاء البدني مثل الحرق بالسجائر.

ووصفت المنظمة الحقوقية الاعتداءات الجنسية على التاميل وأنصارهم بأنها "عنصر رئيسي" في التعذيب يهدف لدفع المعتقلين إلى الاعتراف بالضلوع في أنشطة متمردة، ولبث الرعب في قلوب التاميل لثنيهم عن التعاون مع نمور تحرير إيلام تاميل.

وأشارت المنظمة إلى أن الضحايا الذين أدلوا بأقوالهم بشأن العنف الجنسي "لا يمثلون على الأرجح سوى شريحة صغيرة من المعتقلين الذين يتعرضون للاغتصاب"، وذلك نظرا لأنها لم تتمكن من إجراء بحث أو مقابلات مع أشخاص مودعين رهن الحبس في سريلانكا.
 
وتحدث أغلب هؤلاء الضحايا إلى المنظمة الحقوقية خارج سريلانكا، قائلين إنهم التزموا الصمت خوفا من أن يصمهم المجتمع بالعار أو ينتقم منهم الجناة.
 
ودعت المنظمة إلى إجراء تحقيق دولي، قائلة إنه لم يجر تقديم عنصر واحد من قوات الأمن للعدالة، وإن كولومبو لم تقم بمقاضاة المسؤولين عن هذه الجرائم.
 
ومن المقرر أن يبحث مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في مارس/آذار المقبل فيما إذا كانت سريلانكا قد أوفت بتعهدها في قرار أصدرته عام 2012 بتوفير العدالة والتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت إبان الصراع مع المتمردين التاميل، الذي قتل فيه وفق تقديرات الأمم المتحدة ما بين ثمانين ألف شخص ومائة ألف.

المصدر : الألمانية